زعم شاهد على اغتيال مالكوم إكس الذي تم عام 1965 أن تعليقاً سمعه من الشرطة أثناء تقييدها القاتل توماس هاغان أمام قاعة أودوبون بول أثبت له أن شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي كانا يعلمان مسبقاً أن ناشط الحقوق المدنية سيتعرض لمحاولة اغتيال، حسب ما أفادت به صحيفة The Guardian البريطانية.
وقال الشاهد الذي يُدعى مصطفى حسن إنه سمع ضابطاً يتساءل عن هاغان: "هل هو واحد منا؟"، وأضاف حسن في بيان للصحفيين كان يقرأه على بعد أمتار قليلة من المكان الذي اغتيل فيه مالكوم إكس في قاعة أودوبون في مدينة نيويورك: "من وجهة نظري كانت هذه محاولة من الشرطة لمساعدته على الهروب".
كما أكد حسن، الذي كان برفقة محامي الحقوق المدنية بن كرامب، أنه أوقف محاولات تهريب هاغان بجذبه من ياقة قميصه.
وقدم الشاهد، الذي كان يعرف سابقاً باسم ريتشارد ميلوين جونز، وصفاً دقيقاً لما يتذكره عن اليوم الذي اغتيل فيه زعيم منظمة الوحدة الإفريقية الأمريكية.
فوفقاً لحسن، بدأت عملية الاغتيال بسباب عنصري أطلقه أحدهم مصحوباً بعبارة: "أخرج يديك من جيبي!".
ثم انفجرت قنبلة حين كان مالكوم إكس يحاول تهدئة الحاضرين، ثم انطلقت أعيرة نارية. وفي خضم الفوضى، رأى حسن رجلاً يحمل بندقية في يده ويركض نحوه وقال حسن إنه تمكن من طرح هاغان، المعروف باسم تالمادج إكس هاير وعضو حركة أمة الإسلام، أرضاً.
كما أشار حسن إلى أنه ذهب ليطمئن على مالكوم، ثم اتجه خارج القاعة ليجد أتباع مالكولم يضربون هاغان. وحينها سمع أحد ضباط الشرطة الذين كانوا يحاولون تخليص هاغان يتساءل: "هل هو واحد منا؟".
وزعم حسن أيضاً أن عضو مكتب الخدمة الخاصة في الشرطة والمخبر السري يوجين روبرتس قد تحدث عن رؤيته "بروفة" على اغتيال مالكوم قبل حدوثه بأسبوع.
وقال كرامب ومساعده راي هاملين إن سؤال "هل هو واحد منا؟" يمنح عائلة مالكولم إكس أساساً لرفع دعوى تعويضات على شرطة نيويورك والحكومة الفيدرالية.
وقال المحاميان إن هذه المزاعم قد ينتج عنها توجيه تهمة "الإخفاء الاحتيالي" و"التحريف المادي للحقائق" للشرطة والحكومة؛ لأنها تدل على أن الشرطة كان لديها مخبرون في المبنى، وبالتالي، كانت على علم بأن مالكوم سيتعرض لمحاولة اغتيال.
وأضاف كرامب: "طرح هذا السؤال يخبرنا بأن شيئاً ما كان يحدث. وحتى مع عدم معرفتهم بمن فعلها، فقد كانوا جميعاً يعرفون وحضروا؛ لأنه كان اغتيال مالكوم إكس. وكانوا يتساءلون عن إن كان هذا الرجل معهم؛ لأنهم كانوا يعلمون أنهم زرعوا مخبرين سوداً هناك".
كما اتهم كرامب السلطات أيضاً بمحاولة "إخفاء المعلومات عن الأشخاص الساعين لتحقيق العدالة، وهم عائلة مالكوم إكس" عن قصد، وقال كرامب: "أرسلوا توجيهاً بألا يعلم أحد عن وجودهم في قاعة أودوبون، ثم لم يحركوا ساكناً حين أدين رجلان بريئان ظلماً".
وأمضى هذان الرجلان، محمد عزيز وخليل إسلام، أكثر من 20 عاماً في السجن بعد اعتقالهما المتعجل ومحاكمة استندت إلى أدلة كانت موضع شك.
ووجد تحقيق استمر عامين وكان بقيادة مكتب المدعي العام في مانهاتن أن المدعين العموميين ومكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة حجبوا أدلة مهمة كانت ستُبرّئهما إذا قُدمت لهيئة المحلفين.