أظهرت بيانات حكومية في اليابان، الأربعاء 26 يوليو/تموز 2023، أن عدد اليابانيين انخفض بأسرع وتيرة على الإطلاق، بينما ارتفع عدد المقيمين الأجانب إلى مستوى قياسي يقارب 3 ملايين شخص، الأمر الذي يثير قلقاً لدى السلطات التي تتزايد مخاوفها من استمرار الانخفاض في معدل المواليد مقابل الارتفاع في الوفيات.
بحسب البيانات فإن نسبة كبار السن ارتفعت في المجتمع على مستوى البلاد، وتشير الأرقام إلى أن الرعايا الأجانب يلعبون دوراً أكبر من أي وقت مضى في تعويض تراجع عدد السكان.
عدد اليابانيين انخفض للعام الرابع عشر بنحو 800 ألف شخص، إلى 122.42 مليون، وفقاً لبيانات تسجيل السكان اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني 2023، الصادرة عن وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات.
بحسب البيانات الجديدة، فإن عدد سكان اليابان بلغ 125.42 مليون (ويشمل ذلك الأجانب)، مشيرةً إلى أن عدد السكان انخفض لأول مرة في جميع المقاطعات البالغ عددها 47.
بالتوازي مع ذلك، بلغ عدد الأجانب الذين يعيشون في البلاد رقماً قياسياً عند 2.99 مليون شخص، بزيادة 10.7% عن عام 2022، وهي أكبر زيادة على أساس سنوي منذ أن بدأت الوزارة في تتبع البيانات قبل عقد مضى.
حتى الأول من يناير/كانون الثاني 2020، أي قبل انتشار جائحة كورونا في أنحاء العالم، كان هناك 2.87 مليون أجنبي يعيشون في اليابان.
ويتراجع عدد السكان كل عام منذ أن بلغ ذروته في 2008، بسبب انخفاض معدل المواليد الذي هبط إلى مستوى قياسي العام الماضي، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة إنها تهدف إلى معالجة المشكلة بوسائل مختلفة، منها توظيف المزيد من النساء.
كذلك ذكرت مجموعة من المؤسسات البحثية العامة في طوكيو العام الماضي أن اليابان بحاجة إلى حوالي 4 أمثال عدد العاملين الأجانب بحلول عام 2040 لتحقيق توقعات النمو الاقتصادي للحكومة.
لا تحمل هذه البيانات نبأً ساراً لليابانيين القلقين من الآثار المجتمعية لتقدم الأعمار في البلاد وتقلص عدد السكان، فحتى عام 2022، فإن ما يقرب من 30% من السكان تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وهذا الانخفاض في عدد السكان في سن العمل تسبب في نقص العمالة، الذي فاقمته جائحة فيروس كورونا، وأثار مخاوف من أزمة عمالة مقبلة أشد سوءاً.
صحيفة The Washington Post الأمريكية، أشارت في تقرير سابق إلى أن الخبراء أرجعوا انخفاض معدلات المواليد في اليابان إلى مجموعة من العوامل، وقالوا إن الرجال يجدون صعوبة في الحصول على وظائف جيدة، وهذا يدفعهم إلى الامتناع عن الزواج، ونادراً ما ينجب الناس في اليابان أطفالاً خارج إطار الزواج.
في السياق ذاته، أظهرت نتائج استطلاع للرأي في اليابان، أن نسبة قياسية من الرجال والنساء قالوا إنهم لا ينوون الزواج، وذلك في اتجاه يُحذّر الخبراء من أنه سيقوض جهود حل أزمة البلاد السكانية والمتعلقة بمعدل المواليد.