انطلقت الثلاثاء 25 يوليو/تموز 2023، عملية سحب حمولة ناقلة النفط "صافر"، المهجورة منذ سنوات قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي في البحر الأحمر، في عملية محفوفة بالمخاطر، وتهدف إلى تجنّب كارثة بيئية ستؤدي إلى خسائر بمليارات الدولارات في حال حدوثها.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال في بيان إن "الأمم المتحدة بدأت عملية نزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم"، مضيفاً أنه "تجري الآن عملية (…) معقّدة في البحر الأحمر (…) لنقل مليون برميل نفط من سفينة صافر المتداعية إلى سفينة بديلة".
أوضح البيان أن العملية بدأت عند الساعة 10:45 بتوقيت اليمن (07:45 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع أن يستغرق نقل 1,14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف إلى السفينة الجديدة حوالي ثلاثة أسابيع، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تأمل الأمم المتحدة أن تزيل العملية التي تبلغ تكلفتها 143 مليون دولار، مخاطر وقوع كارثة بيئية قد تتسبب بأضرار بنحو 20 مليار دولار.
ترسو سفينة "صافر" التي صُنعت قبل 47 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، على بعد نحو خمسين كيلومتراً من ميناء الحُديدة الاستراتيجي، الذي يُعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات.
لم تخضع "صافر" لأية صيانة منذ 2015، حين تصاعدت الحرب التي بدأت عام 2014 في اليمن بين الحكومة والحوثيين، مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لمساندة السلطة المعترف بها دولياً.
بسبب موقع السفينة في البحر الأحمر، فإنّ أي تسرّب قد يكلّف أيضاً مليارات الدولارات يومياً، إذ سيتسبّب باضطرابات في مسارات الشحن بين مضيق باب المندب وقناة السويس.
تحمل السفينة المتداعية أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت على متن "إكسون فالديز"، وأحدث التسرّب كارثة بيئية عام 1989 قبالة ألاسكا.
كانت منظمة "غرينبيس" (السلام الأخضر) قد أشادت بالعملية "المحفوفة بالمخاطر" التي تقودها الأمم المتحدة لسحب النفط، لكنّها حذّرت من أن خطر وقوع كارثة بيئية لا يمكن تفاديه حتى تتم إزالة الخام بالكامل.
مخاطر تفريغ النفط
ورغم فحوص السلامة الصارمة التي أُجريت قبل عملية سحب النفط من ناقلة "صافر"، ما زالت هناك مخاوف من حدوث تسرب أو انفجار، وقال محمد مضوي، مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للسفينة "صافر"، في وقت سابق: إن "الخطر كبير، الخطر كبير جداً". وأضاف: "لكننا نأمل مع استكمال المشروع أن يتم تجنب ذلك".
لفت مضوي إلى أن المخاوف المستمرة بشأن البنية التحتية لصافر تتطلب بدء ضخ النفط خلال النهار، قبل عشر ساعات على الأقل من غروب الشمس، للتأكد من أن جميع التوصيلات آمنة، ويمكنها مراقبة التسريبات.
تشكل درجات الحرارة الحارقة في الصيف، والأنابيب المتقادمة والألغام البحرية التي قد تكون منتشرة في المياه المحيطة، تهديدات للعملية التي بدأ الإعداد لها منذ أواخر مايو/أيار 2023، من قبل خبراء من شركة "سميت سالفيدج".
لن تتوقف قضية الناقلة "صافر" عند إفراغ النفط منها فقط، فمسألة من يملك النفط ستظل بحاجة إلى حل من قِبل الفصائل اليمنية المتحاربة.
يشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعاً دامياً منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين، وأودى الصراع مذاك بعشرات آلاف اليمنيين، وتسبب بأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، مع نزوح ملايين الأشخاص.
تراجعت حدّة المعارك بشكل ملحوظ منذ الهدنة، التي أُعلنت في أبريل/نيسان 2022، رغم انتهاء مدّتها بعد ستة أشهر.