هناك عدد كبير من الأفلام حول العالم التي تسلط الضوء في قصصها على أحداث حقيقية، أو شخصيات تاريخية من مختلف المجالات، من أجل الكشف عن إنجازاتهم، أو التغيرات التي ساهموا في إحداثها.
وقد تمكنت السينما التركية من تسليط الضوء على عدد كبير من الشخصيات التاريخية، في مجالات مختلفة، سواء كانت سياسية، أو فنية، أو رياضية، والتي كان لها دور بارز في مجالها، من خلال الأحداث التي عاشتها.
في هذا التقرير، نستعرض لكم قائمة بأبرز 6 أفلام تركية، قصصها تحكي عن شخصيات بارزة، لها مكانة وشعبية كبيرتان لدى الشعب التركي.
اقرأ أيضاً
"الوداع".. قصة أتاتورك بعيون صديقه المقرب
يحكي فيلم "الوداع"، الذي تم إصداره سنة 2010، وحقق أكبر نسبة إيرادات حينها، عن قصة حياة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، ويسلط الضوء على التضحيات التي قدمها من أجل حماية الوطن.
وتبدأ أحداث الفيلم يوم 10 نوفمبر 1938، قبل أن يلفظ أتاتورك أنفاسه الأخيرة، ليدخل البلد كاملاً بعد ذلك في حالة حداد وحزن.
إذ يتم روي أحداث الفيلم عن طريق صديق أتاتورك المقرب، وهو صالح بوزوك، من خلال سيرته الذاتية، ويكشف مدى قوة العلاقة التي كانت تجمعهما.
ومن بين أبرز الأحداث التي سلط الفيلم الضوء عليها، هي حرب الاستقلال التي تلتها مرحلة تأسيس الدولة الحديثة.
كما أن الفيلم الذي كتبه وأخرجه الفنان ورجل السياسة التركي زولفو ليفانيلي، يكشف عن النهاية الحزينة لصالح بوزوك، الذي أطلق النار على نفسه بعد وفاة صديقه المقرب مصطفى كمال، بسبب عدم قدرته على فراقه.
وقد لعب بطولة فيلم "الوداع" الممثل سنان توزجو، بدور أتاتورك، إلى جانب كل من دولوناي سويسريت، اوزجي مولا، وأوزغه أوزبيرينتشجي، وسرحات مصطفى كلتش، وأورهان أيدن.
اقرأ أيضاً
حياة "بيرجن" المأساوية.. أنجح الأفلام التركية
يعتبر فيلم "بيرجن" واحداً من بين الأفلام التي تمكنت من تحقيق أعلى إيرادات في السينما التركية خلال السنوات الأخيرة، وذلك لأنه تمكن من كشف الستار عن حقائق حياة المغنية التركية بيرجن، والتي تم التعتيم عليها لسنوات طويلة.
ويسلط الفيلم، الذي تم إصداره سنة 2022، الضوء على حياة المغنية لجين سارميشر المشهورة باسم بيرجن، والتي كانت ملقبة بـ"امرأة الأحزان"، نظراً للحياة المأساوية التي عاشتها.
إذ كانت تتعرض لأسوأ أنواع العنف والتعذيب من طرف زوجها، الذي قام بتشويه وجهها، بعد أن رش عليه حمض النتريك، وقتلها رمياً بالرصاص وهي تغني على خشبة المسرح، سنة 1989.
وتعرض الفيلم للعديد من المشاكل والمضايقات من طرف زوج الممثلة الراحلة، إذ إنه قام بتهديد فريق العمل، من بينهم الممثلة سيريناي ساريكايا، التي كان من المقرر أن تلعب الدور في البداية، قبل أن ينتقل بعد ذلك إلى فرح زينب عبد الله.
يُذكر أن الفيلم أخرجه كانر ألبير ومحمد بيناي، ومن إنتاج ماين شينغوز، وتأليف يلديز بيازيد وسيما كايجوسوز، كما يشارك فرح عبد الله البطولة كل من إردال بيشيكجي أوغلو، وتيلبي ساران.
"مسلم بابا".. عن معاناة أشهر نجوم الأغنية الشعبية التركية
تمكن فيلم "مسلم بابا" من أن يكون واحداً من بين أنجح الإنتاجات السينمائية لسنة 2019، وهو الذي يحكي قصة حياة المغني التركي، أيقونة الأغنية الشعبية "الأرابيسك" مسلم غورسيس.
ويسلط الفيلم الضوء على حياة مسلم الصعبة منذ أن كان طفلاً، حيث كان يشتغل ماسحاً للأحذية، تلبية لطلب والده، الذي كان صعب المراس، وحرمه حقه في إكمال تعليمه، عندما كان يعيش في قرى الريف التركي.
كما أن مخرج الفيلم هاكان جونداي كشف تفاصيل أخرى من حياة نجم الأغنية الشعبية، من بينها عندما توفي أخوه، وطريقة تعامل والده غير المبالية مع الخبر.
إضافة إلى سرد الصعاب الكبيرة التي واجهها قبل أن يحقق حلمه في الغناء، ويتحول إلى أيقونة في الغناء الشعبي في تركيا، بعد أن سجن والده لمدة سنتين وتمكن في تلك الفترة من المشاركة في إحدى مسابقات الغناء، التي حملته بشكل سريع إلى قلوب الجمهور، الذي وجد في صوته أنيسا لهم في مشاكل حياتهم المختلفة.
وفي نهاية الفيلم، يظهر الممثل الذي قدم دور مسلم بابا وهو يقول جملة، بقيت راسخة في عقل الجمهور، وهي: "يولد الجميع في الجنة، أما أنا فقد عشت في النار".
وقد شارك في بطولة الفيلم كل من شاهين كينديرجي، الذي لعب دور مسلم وهو صبي، وتيموتشن إيسان الذي لعب دور مسلم جورسيس وهو البالغ.
كما شارك في البطولة عدد من الأسماء الكبيرة كأركان جان بدور المعلم علي ليمونجو، زيرين تكيندور بدو محترم نور، بالإضافة إلى الممثل تورجت تونتشالب في دور محمد أكباش والد مسلم جورسيس.
"هرقل الصغير".. عن حياة أقصر بطل عالم في حمل الأثقال
من بين أشهر الشخصيات الرياضية التي تم تصوير قصة حياتها في فيلم خاص، هو بطل العالم في حمل الأثقال نعيم سليمان أوغلو، من خلال فيلم "هرقل الصغير"، الذي عُرض سنة في دور العرض التركية 2019.
إذ يحكي الفيلم عن مسيرة الشاب نعيم الرياضية، والتي لم تكن سهلة أبداً، بسبب قصر قامته التي لم تكن تتجاوز 1.47 متر، إلا أنه وبالرغم من ذلك تمكن من تحقيق العديد من الألقاب، وتحطيمه أرقاماً قياسية عالمية، من بينها ثلاثة ألقاب أولمبية في وزني 60 و64 كيلوغراماً، بين عامي 1988 و1996 ممثلاً لتركيا، و7 ألقاب للعالم خلال تمثيله لتركيا وبلغاريا، هذه الأخيرة التي يحمل جنسيتها؛ لأنه وُلد بها.
فيما يبرز الفيلم جميع مراحل النجاح التي مر منها نعيم سواء في المسابقات المحلية أو الدولية، قبل أن يهزمه المرض، وتدهور حالته بسبب تشمع الكبد، ويموت سنة 2018، عن عمر ناهز 50 سنة.
يعود إخراج فيلم "هرقل الصغير" للمخرج وكاتب السيناريو أوزار فيزي أوغلو، فيما قدم دور البطولة الممثل الألماني ذو الأصول التركية حياة فان ايك.
أما عن بقية الشخصيات، فيشارك في الفيلم كل من يتكين ديكينجيلار، وسيلين أوزتورك، وغوركان أويغون، وأوغر كوناش، وإسماعيل حاجي أوغلو، ورنان بيلاك، وبلند ألقيش.
"شيشيرو".. الجاسوس الذي كشف معلومات مهمة لصالح ألمانيا من أجل المال
تم تسليط الضوء على حياة الجاسوس التركي، الذي كان يعمل لصالح ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، إلياس بازنا، من خلال فيلم "عملية شيشيرو"، وهو اللقب الذي كان مشهوراً به حينها.
ويتطرق الفيلم لتفاصيل حياة إلياس بازنا، الذي وُلد في مدينة بريشتينا، التي كانت تابعة للدولة العثمانية سنة 1904، وعاش فترة من حياته في فرنسا، حيث تم القبض عليه وهو يسرق السيارات، ليعود بعدها للعيش في تركيا.
إذ إن بازنا تمكن من أن يصبح جاسوساً لألمانيا سنة 1943، إبان الحرب العالمية الثانية، من خلال كشفه العديد من الوثائق الخاصة بالسفارة الإيطالية في أنقرة، بعد أن تم تعيينه خادماً للسفير الإيطالي في تركيا، وذلك مقابل حصوله على المال.
وقد نقل بازنا العديد من المعلومات المهمة حول مؤتمرات الحلفاء، من بينها مؤتمرات موسكو، وطهران، والقاهرة، إضافة إلى معلومات مهمة أخرى، جعلت الإيطاليين يشكون فيه، ويوقعونه في شباكهم، بعد أن تأكدوا أنه الجاسوس الذي كانوا يبحثون عنه.
وإضافة إلى قصة بازنا، يكشف الفيلم تفاصيل كثيرة أخرى عن فترة الحرب العالمية الثانية، والمعاناة التي عاشها العديد من الأشخاص حينها.
وقد تم إصدار الفيلم سنة 2019، من إخراج سردار أكار، وبطولة إردال بشيكجي أوغلو، وتامر لفنت، وبورجو بيرجيك، وايرتان سبان، وأشيليا اوزجان.
"باريش أكارسو: مرحباً".. قصة نجم الروك التركي الذي توفي في عز شبابه
يتطرق فيلم "باريش أكارسو: مرحبا" لقصة نجم الروك التركي الشاب باريش أكارسو، الذي سطع نجمه بشكل سريع سنة 2004، بعد مشاركته في مسابقة غنائية شهيرة، واحتل فيها المركز الأول.
ويكشف الفيلم السينمائي، الذي تم إصداره 2022، عن تفاصيل حياة الفنان الشاب، الذي اهتم بالموسيقى منذ طفولته، وحقق حلمه عندما كبر.
إلا أن حياة باريش لم تكن طويلة، بعد أن تعرض لحادث سير مميت في مدينة بودروم سنة 2007، وعمره لم يتجاوز 28 سنة، إذ مكث في العناية المركزة لمدة 5 أيام، وفارق الحياة بعد ذلك.
وقدم دور باريش، الممثل إسماعيل إيجي شاشماز، فيما شارك في بطولة العمل كل من ايبرو نيل ايدن، ومتين كوسكون، وبوراك ساتيبول، أما الإخراج وكتابة السيناريو فكانا من طرف مارت ديكمان.