قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية، ريتشارد مور، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يكن لديه خيار سوى التوصل إلى اتفاق مع زعيم قوات فاغنر الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، من أجل إنهاء تمرده قصير العمر، في يونيو/حزيران 2023.
وأشار مور في حديث مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن بريغوجين "لم يقاوم حقاً"، لافتاً إلى أن بوتين أبرم صفقة معه "ليفلت بجلده (..) مستخدماً المساعي الحميدة لزعيم بيلاروسيا، لذلك لا يمكنني رؤية ما بداخل رأس بوتين".
وتابع قائلاً: "إذا نظرت إلى سلوكيات بوتين في ذلك اليوم، فأعتقد أن بريغوجين بدأ، على ما أعتقد، كخائن بوقت وجبة الإفطار، وقد تم العفو عنه بوقت وجبة العشاء، وبعد ذلك ببضعة أيام، تمت دعوته لتناول الشاي".
أضاف أن "هناك بعض الأشياء حتى رئيس الاستخبارات (يقصد نفسه) يرى تفسيرها صعباً بعض الشيء".
"حي وبصحة جيدة"
وحول مكان بريغوجين وإن كان لا يزال حياً، قال مور إنه حسب المعلومات الاستخبارية البريطانية، فإن زعيم فاغنر "حي وبصحة جيدة (..)".
وكان رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني قد استخدم خطاباً نادراً له في براغ، الأربعاء 19 يوليو/تموز، لتوجيه نداء للروس الساخطين للتجسس لصالح المملكة المتحدة.
حيث ناشد مور الروس الذين "يتصارعون مع ضمائرهم" لاتخاذ موقف ضد نظام الرئيس الروسي، و"تبادل الأسرار مع استخبارات بريطانيا"، وفق "سي إن إن".
"فرصة" من بوتين
يجدر بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في مقابلة نُشرت الخميس 13 يوليو/تموز الجاري، إنه عرض على مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة فرصة لمواصلة الخدمة داخل الجيش الروسي النظامي.
وقال بوتين في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية، إنه قدَّم العرض في اجتماع مع المقاتلين ومؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين، أواخر يونيو/حزيران الماضي، بعد خمسة أيام من قيام فاغنر بتمرد فاشل ضد كبار قيادات الجيش الروسي.
وانتهى التمرد بمنح موسكو بريغوجين ومقاتلي فاغنر فرصة الاستقرار في روسيا البيضاء المجاورة.
وقال بوتين أيضاً، إن الأمر متروك للبرلمان الروسي والحكومة لمناقشة الإطار القانوني للمجموعات العسكرية الخاصة، وأضاف للصحيفة: "فاغنر لا وجود لها.. لا وجود لقانون خاص بالمنظمات العسكرية الخاصة".
"فاغنر" تسلم أسلحتها للجيش الروسي
وفي 12 يوليو/تموز، أعلنت "الدفاع الروسية" أن مجموعة فاغنر تستكمل تسليم أسلحتها إلى القوات الروسية، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على شن المجموعة تمرداً مسلحاً لفترة قصيرة.
وفقاً لبيان الوزارة، تخلت مجموعة فاغنر عن أكثر من 2000 قطعة سلاح وأنظمة أخرى، من ضمنها دبابات القتال الرئيسية، مثل T-90 وT-80 وT-72B3. كما سلّمت فاغنر أيضاً، أنظمة إطلاق صواريخ غراد وأوراغان المتعددة.
ويعد تسليم الأسلحة أكثر علامة ملموسة حتى الآن على انسحاب فاغنر من العمليات القتالية في حرب أوكرانيا، بعد أن خاض مقاتلو المجموعة بعض أشرس المعارك وأكثرها دموية في حرب أوكرانيا.
ويأتي ذلك بعد اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألغت بموجبه المجموعة ورئيسها يفغيني بريغوجين تمرداً لفترة وجيزة، الشهر الماضي. وكان بريغوجين قد انتقد بشدةٍ قادة الدفاع الروس، بسبب أسلوبهم في إدارة الحرب.
بموجب الاتفاق، غادر بريغوجين إلى روسيا البيضاء، ومُنح مقاتلو المجموعة خيار الانضمام إليه في المنفى أو الانضمام إلى القوات المسلحة النظامية الروسية أو العودة لديارهم.