طالبت العشرات من الجماعات السياسية التقدمية ومنظمات حقوق الإنسان، أعضاء الكونغرس الأمريكي، بتمرير تشريع يمكن أن يطالب إدارة بايدن بإجراء تحقيق حول مقتل الصحفية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye الأمريكي، الثلاثاء 18 يوليو/تموز 2023.
في خطاب مُرسل إلى الكونغرس حثت أكثر من 60 منظمة وطنية المشرعين الأمريكيين على تمرير تشريع، اقترحه للمرة الأولى عضو الكونغرس أندريه كارسن في العام الماضي.
العدالة من أجل شيرين أبو عاقلة
سيطالب مشروع القانون، الذي يحمل اسم قانون العدالة من أجل شيرين أبو عاقلة، مكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة الخارجية، بالإبلاغ علناً عن التفاصيل المحيطة بمقتل الصحفية المخضرمة بشبكة الجزيرة، التي قتلت في مايو/أيار 2022 أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.
جاء في الخطاب، الذي نظمته لجنة الأصدقاء المعنية بالتشريعات الوطنية (FCNL)، ومنظمة أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين (AJP Action)، ومركز الحقوق الدستورية (CCR)، ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN): "الولايات المتحدة لديها التزام أخلاقي وقانوني لضمان عدم استخدام تمويلها العسكري في دعم الأعمال التي تنتهك القانون الإنساني الدولي أو قانون حقوق الإنسان الدولي".
تابع الخطاب: "نناشد الكونغرس بتمرير قانون العدالة من أجل شيرين أبو عاقلة للنائب كارسن، للمطالبة بتقديم التقارير الضرورية حول مقتل شيرين أبو عاقلة، ونحث الكونغرس وإدارة بايدن على اتخاذ خطوات آنية لضمان أن التمويل العسكري الأمريكي للحكومة الإسرائيلية لا يدعم انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين".
أدلة تدين الجيش الإسرائيلي
حاول كارسن تكييف مشروع القانون ليكون تعديلاً على مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024، وهو عبارة عن مشروع قانون سنوي يحدد سياسة وزارة الدفاع (البنتاغون). لكن التعديل رُفض في مجلس النواب.
بينما قال حسن الطيب، المدير التشريعي لسياسة الشرق الأوسط في لجنة الأصدقاء المعنية بالتشريعات الوطنية: "مرّ أكثر من عام على مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة بطريقة مأساوية خلال غارة للجيش الإسرائيلي في مخيم للاجئين بالضفة الغربية المحتلة".
كما أضاف: "هناك أدلة دامغة على أنها قُتلت عن طريق جندي إسرائيلي، ولم يُحاسب أحد على مسؤوليته في أعمال العنف الشنيعة هذه. لم تحصل شيرين على العدالة التي تستحقها".
رددت عائلة أبو عاقلة المطالب نفسها الموجهة إلى الكونغرس الأمريكي، فقد قضت العائلة أكثر من عام في مقابلات مع إدارة بايدن والمشرعين الأمريكيين حول مقتل ابنتهم، ورفعت قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
فيما قالت العائلة في بيان: "نشكر المنظمات التي تواصل الضغط للمساءلة والعدالة من أجل شيرين. عندما يُقتل مواطن أمريكي عن طريق جيش أجنبي، لا يجب أن تكافح العائلة من أجل الحد الأدنى. يجب أن يدعم كل عضو في الكونغرس قانون العدالة من أجل شيرين، كي نقترب خطوة أخرى من التأكد من ألا تعاني عائلة أي صحفي آخر بالطريقة التي عانت بها عائلتنا".
هل تكشف إدارة بايدن عن الحقائق؟
أبلغ محللو موقع The Middle East Eye، في وقت سابق من هذا الشهر، بأن الغارة على جنين، واستجابة الولايات المتحدة لها، تؤكد على غياب الخطوط الحمراء لدى إدارة بايدن في ظل تصاعد العنف ضد الفلسطينيين.
جاء في الخطاب: "يعد قتل شيرين أبو عاقلة جزءاً من نموذج ممنهج من انتهاكات حقوق الإنسان عن طريق الجيش الإسرائيلي، ضد الفلسطينيين والصحافة الحرة".
فيما يأتي خطاب الثلاثاء في وقت يبدأ فيه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع، حيث سيدلي بخطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس. وقال الطيب إن الكونغرس الأمريكي ينبغي له إثارة قضية مقتل أبو عاقلة خلال زيارة هرتسوغ إلى واشنطن.
كما أوضح: "من المهم لأعضاء الكونغرس أن يدعموا قانون العدالة من أجل شيرين أبو عاقلة للنائب أندريه كارسن، وأن يستغلوا زيارة هرتسوغ لإبراز الحاجة إلى مجموعة من الإصلاحات السياسية العاجلة، بما في ذلك المساءلة حول مقتل شيرين أبو عاقلة بالرصاص واحترام حقوق الإنسان الخاصة بالفلسطينيين".