أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في بيان باللغة العربية نشره عبر حسابه على تويتر، السبت، 15 يوليو/تموز 2023 أن بلاده "لا تنوي الإضرار بدول حوض النيل" وأن سد النهضة سيخزن مياهاً كافية من النيل كأفضل "ضمان للجميع في حالات الجفاف الصعبة".
جاء كذلك في البيان الذي نشره آبي أحمد باللغة العربية عبر حسابه على تويتر، أن إثيوبيا تحفظ الأمانة، ولا تنوي الإضرار بدول حوض النيل الشقيقة. وأضاف أن "أديس أبابا تشارك منذ القدم نهر النيل مع دول المصب (مصر والسودان) بروح من الثقة والأمانة، وهذا الالتزام قد تعزز أكثر من أي وقت مضى".
آبي أحمد يستشهد بالنبي في حديثه عن سد النهضة
رئيس الوزراء الإثيوبي تابع أن "قيم المسؤولية والعدالة التي تتميز بها إثيوبيا قد وجدت اعترافاً وتقديراً من سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، عندما قال للصحابة: اذهبوا إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد.. وهو ما يتم تأكيده اليوم بإثيوبيا شعباً وحكومة لن تلحق ضرراً بأشقائها".
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي أن "احتياجات دول المنبع والمصب للتنمية تتضاعف نظراً للتزايد السكاني، مما يدعو مصر وإثيوبيا للعمل معاً من أجل تحقيق التنمية المستدامة وإقامة شراكة حقيقية لتحقيق طموحات شعبينا في التنمية المستدامة والحياة الكريمة".
كما أشاد "بالقيادة الحكيمة للرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي وجهوده الحثيثة في البناء والتنمية في جمهورية مصر العربية، ونحن في إثيوبيا نؤمن بأن سد النهضة سيكون فوائد كبيرة للجميع".
وذكر أن "من ضمن الفوائد التنموية التي سيحققها هو تخزينه لمياه النيل بشكل كافٍ، حيث يكون أفضل ضامن للجميع في حالات الجفاف الصعبة".
آبي أحمد يعرض التفاوض مع مصر والسودان
تأتي تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بعد أيام من تصريحات أخرى له في نفس المسار، قال فيها إن "مصر والسودان إخواننا، ونأخذ في الاعتبار التخوفات التي يثيرانها بشأن سد النهضة"، مؤكداً استعداد بلاده لـ"التشاور والوصول لحلول وبدء مشروعات مشتركة".
جاء ذلك في خطاب أمام أعضاء البرلمان الإثيوبي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، بعد نحو أسبوعين من لقاء آبي أحمد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تؤكد بلاده أكثر من مرة أهمية الوصول لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
وقال آبي أحمد إن "دولتي المصب السودان ومصر هم إخواننا وجيراننا، وبسبب القلق الذي أبدياه من بناء سد النهضة فإننا نقوم بتنفيذ الأعمال بعناية ونأخذ في الاعتبار التخوفات التي يثيرانها". وأضاف: "نعمل على التأكد من مرور مياه كافية إلى السودان ومصر بصورة لا تضرنا ونعمل على الإيفاء باحتياجاتهما"، وفق المصدر ذاته.
وتابع قائلاً: "كما تعلمون فقد تحصلنا على كمية كبيرة من المياه، يجب ألا يتضرر إخواننا ويحصلوا على نصيبهم، وأن يدركوا أن رغبة إثيوبيا هي التنمية فقط".
وتطرق آبي أحمد إلى ما كان يثار من خلافات بشأن السد، قائلاً: "السؤال الهام هو كيف يمكننا أن نقوم بمشاريع جديدة مشتركة معاً بدلاً من الجدال، كيف يمكننا أن نقوم ببدء أعمال جديدة ونحن جاهزون للتشاور مع إخواننا ونصل للحلول".
يذكر أنه وفي 4 يونيو/حزيران 2023 حث الرئيس المصري إثيوبيا على قبول "حل وسط" بشأن أزمة السد الذي تبنيه منذ أكثر من عقد وسط خلافات مع القاهرة والخرطوم ومفاوضات مجمدة.
أما في 22 يونيو/حزيران 2023 شهدت قمة "ميثاق التمويل العالمي الجديد" بباريس، مصافحة بين الرئيس المصري ورئيس وزراء إثيوبيا، وتبادلاً للابتسامات رغم وجود خلافات بين البلدين متواصلة منذ سنوات بشأن السد.وتتمسك القاهرة والخرطوم بالوصول إلى اتفاق ملزم أولاً مع إثيوبيا بشأن ملء السد وتشغيله، لضمان استمرار تدفق حصّتيهما المائية، بينما ترفض أديس أبابا ذلك، معللة بأن السد الذي بدأت تشييده منذ 2011 "لا يستهدف الإضرار بأحد".