نقلت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، عن مصادر مطلعة أن السلطات الروسية اعتقلت مجموعة من كبار القادة العسكريين في البلاد، وذلك بعد ساعات من بدء مجموعة فاغنر تمردها نحو العاصمة الروسية موسكو في يونيو/حزيران الماضي.
بحسب الصحيفة، فإن الجنرال سيرغي سوروفيكين والمعروف بجنرال يوم القيامة، والذي اختفى منذ إعلان تمرد فاغنر، من ضمن المعتقلين الذين احتجزتهم أجهزة الأمن الداخلي الروسية.
وقالت المصادر إن نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا سوروفكين محتجز في موسكو ويتعرض للاستجواب، إلا أنه لم يُتهم بارتكاب أي جريمة، فيما قال أحد المصادر إن سوروفيكين كان على علم بخطط التمرد الذي وقع في 24 يونيو/حزيران 2023 لكنه لم يشارك فيه، وفق الصحيفة ذاتها.
وزعمت المصادر أن تحركات الكرملين لاستبعاد الضباط المشكوك في ولائهم أوسع مما هو معروف في العلن، وقالوا إن السلطات الروسية احتجزت ما لا يقل عن 13 عسكرياً من كبار الضباط للاستجواب، وقد أُطلق سراح بعض المحتجزين لاحقاً، لكن 15 آخرين أوقفوا عن العمل أو عُزلوا من مناصبهم.
في حين قال مصدر آخر للصحيفة: إن "الاعتقالات غرضها تطهير الجيش ممن لم يعد من الممكن الثقة بهم بعد الآن".
في المقابل، لم يرد الكرملين ولا وزارة الدفاع الروسية على طلبات التعليق للصحيفة ذاتها، لكن أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي، قال في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية هذا الأسبوع، إن سوروفيكين في استراحة والتواصل معه "غير متاح حالياً".
"بوتين يقصّ أجنحة كبار قادة جيشه"!
وفي علامة أخرى على حدوث انشقاقات داخل المؤسسة الأمنية الروسية، اتهم قائد بارز للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا القادة العسكريين في البلاد بـ"الخيانة والحقارة".
حيث اتهم الميجور جنرال إيفان بوبوف السلطات بعد عزله بسبب انتقادات سابقة لإدارة القيادات العسكرية للحرب.
وأرسل بوبوف رسالة صوتية إلى قواته، قال فيها إنه عُزل من القيادة لأنه قال الحقيقة لرؤسائه، وزعم أن القيادة العسكرية "تقطع رؤوس الجيش [تعزل قادته] في أصعب أوقات الحرب وأشدها وطأة".
وردَ كذلك أن السلطات الروسية اعتقلت الكولونيل أندريه يودين، نائب سوروفيكين؛ واللفتنانت جنرال فلاديمير أليكسييف، نائب رئيس المخابرات العسكرية، ولكنها أطلقت سراحهما لاحقاً.
فيما قال مصدر إنهما موقوفان عن العمل، وقد صدرت الأوامر بتقييد تحركاتهما، ومراقبتهما.
ومن بين الشخصيات البارزة التي اعتقلت: الكولونيل السابق ميخائيل ميزينتسيف، الذي شغل من قبل منصبَ نائب وزير الدفاع، وانضم إلى شركة المرتزقة "مجموعة فاغنر" التابعة لبريغوجين في أواخر أبريل/نيسان الماضي.
شوهد سوروفيكين آخر مرة في مقطع فيديو نُشر في 23 يونيو/حزيران، وقد بدا فيه حزيناً وهو يمسك بسلاحٍ في يده اليمنى، ويلح على بريغوجين ومقاتليه أن يتراجعوا عن تمردهم.
وأوردت "وول ستريت جورنال" في وقت سابق أن السلطات الروسية قد اعتقلت سوروفيكين.
ومع ذلك، قالت مصادر مطلعة إن سوروفيكين ليس معتقلاً في أحد مراكز الاحتجاز، لكنه خضع للاستجواب أكثر من مرة، ويتحرى المحققون عما إن كان له دور في التمرد أم لا، ومن ثم قد يُطلق سراحه بمجرد أن يحسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارات التعامل مع تداعيات التمرد.
يُذكر أن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، سُئل أواخر يونيو/حزيران الماضي عما إذا كان بوتين لا يزال يثق بسوروفيكين، فأجاب بأن القائد الأعلى يعمل فقط مع وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة.
في غضون ذلك، قالت ابنة سوروفيكين لوسائل الإعلام المحلية إن والدها لم يُقبض عليه، ويمارس عمله على النحو المعتاد. لكن زوجته قالت مساء الأربعاء 12 يوليو/تموز، إنه لم يعد من العمل، بحسب شخص على اتصال بها.