قالت الأمم المتحدة، الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023، إن زهاء 735 مليون إنسان على مستوى العالم عانوا من الجوع المزمن في عام 2022، وهو رقم أعلى بكثير مما كان عليه قبل جائحة كورونا، الأمر الذي يهدد بعرقلة التقدم نحو تحقيق هدف العالم الخاص بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030.
وأوضحت المنظمة الدولية في تقريرها السنوي عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، أن الاتجاه التصاعدي في معدلات الجوع على مدى عدة سنوات استقر العام الماضي، مع تعافي اقتصاد العديد من الدول من تداعيات الجائحة، غير أن الحرب في أوكرانيا وما فرضته من ضغوط على أسعار الغذاء والطاقة طغت على بعض هذه المكاسب.
"العالم بعيد عن المسار الصحيح"
وتابعت المنظمة الدولية في التقرير، قائلةً إنه نتيجة لذلك تعرض ما يقدر بنحو 122 مليون شخص آخرين للجوع في 2022 مقارنة بعام 2019، مضيفةً أن "العالم بعيد عن المسار الصحيح" لتحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.
في الوقت ذاته، يتوقع التقرير أن يعاني 600 مليون شخص من نقص التغذية في عام 2030.
بدوره، قال ماكسيمو توريرو كولين كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو): "نرى الجوع يستقر عند مستوى مرتفع، وهذه أخبار سيئة"، بحسب ما نقلته رويترز.
وأظهر التقرير أن الأسباب الرئيسية للجوع في العالم خلال السنوات الأخيرة، تمثلت في عرقلة سبل العيش بسبب الصراعات والظواهر المناخية المتطرفة التي هددت الإنتاج الزراعي وتفاقم الصعوبات الاقتصادية بسبب الجائحة.
وشهدت بعض مناطق العالم انخفاضاً في معدلات الجوع مثل أمريكا الجنوبية ومعظم المناطق في آسيا، لكن الجوع يزيد بمنطقة الكاريبي وغرب آسيا وإفريقيا.
"الدول بحاجة إلى حلول محلية"
وقال كيفين موجينيا مدير أنظمة الغذاء في منظمة ميرسي كوربس، وهي مجموعة إغاثة دولية، لـ"رويترز"، إنه يتعين على الدول ربط المساعدات الإنسانية بتعزيز سلاسل الإمداد الغذائية المحلية من أجل تغيير هذا الاتجاه، أضاف: "الدول بحاجة إلى حلول محلية".
وشارك في إعداد التقرير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، وكلها هيئات تابعة للمنظمة.
كان الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي بدأ يوم 24 فبراير/شباط 2022، وتصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة"، بينما يصفه الغرب بأنه "غزو عدواني غير مبرر"، قد تسبب بأزمة حادة في واردات الحبوب؛ لكون البلدين المتحاربين يمتلكان حصة عالمية منها تصل إلى 30%، وتضاعفت الأسعار بصورة جنونية.
وفي هذا السياق، كانت روسيا وأمريكا تتبادلان الاتهامات بشأن المسؤولية عن أزمة الغذاء، التي يعاني منها العالم وتهدد الملايين بالجوع، ولا يزال ذلك التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على الطرف الآخر مستمراً.