قبل نحو شهر من الآن، أشعل الفرنسي كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، شرارة أزمة تصاعدت رويداً رويداً مع مرور الأيام.
وهناك من يرى أنها وصلت إلى طريق مسدود خاصة بعد التصريحات التي أطلقها الأول وردّ عليها رئيس النادي ناصر الخليفي وما تلاها من ردود فعل مختلفة من اللاعبين الحاليين وحتى الجدد، إضافة إلى من سبق لهم العمل في الإدارة سابقاً.
اقرأ أيضاً
أزمة مبابي وباريس سان جيرمان
ففي يوم 13 يونيو/حزيران 2023، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن مبابي (24 عاماً)، أبلغ إدارة باريس عدم نيته تفعيل خيار التمديد لعام إضافي المنصوص عليه في عقده الأخير والموقّع في صيف عام 2022.
أبرزت الوكالة ذاتها بياناً نُسب إلى مبابي، قال فيه إنه أبلغ إدارة النادي المكلّفة بتمديد العقد الذي وُقّع قبل عام، اعتباراً من "15 يوليو/تموز 2022 بقراره (عدم التمديد لما بعد 2024)، وأن هذه الخطوة بمثابة تأكيد ما سبق توضيحه شفهياً".
وأضاف ذلك البيان: "كيليان مبابي والمقربون منه يقولون إنهم لم يناقشوا قط هذه النقطة مجدداً مع النادي خلال العام، باستثناء قبل 15 يوماً للإعلان عن إرسال الخطاب. في المقابل، لم يناقَش أي تمديد جديد محتمل".
وأوضح: "بعدما أكد بالفعل في الأسابيع الأخيرة، أنه سيكون باريسياً الموسم المقبل، لم يطلب كيليان مبابي الرحيل هذا الصيف، لكنه أكد للنادي فقط عدم تفعيل عامه الإضافي".
وبموجب هذه التفاصيل وبحكم العقد، فإن مبابي سيكون لاعباً في باريس سان جيرمان خلال منافسات موسم 2023-2024، وخلاله وبالتحديد منذ يناير/كانون الأول 2024 سيحق له التفاوض مع أي نادٍ يرغب في الانتقال إليه في الصيف القادم مجاناً دون إذن مسبق من إدارة باريس، وهو ما ترفضه الأخيرة بشدة.
اقرأ أيضاً
موقف الخليفي وإدارة باريس سان جيرمان
بعد 3 أسابيع من هذه التطورات، جاء الرد الرسمي والقاطع من رئيس النادي، القطري ناصر الخليفي، وذلك على ما جاء في البيان المنسوب إلى مبابي.
وألقى الخليفي الكرة في ملعب مبابي وقال بكلمات قاطعة وواضحة لا تحتاج إلى تأويل أو تحليل، إن على مبابي التوقيع على عقد جديد، إذا ما أراد البقاء في النادي وأنه لن يسمح برحيله مجاناً في صيف عام 2024.
وصرَّح الخليفي يوم 5 يوليو/تموز 2023 خلال مؤتمر تقديم الإسباني لويس إنريكي كمدرب جديد للفريق الباريسي: "موقفي واضح للغاية. لا أريد أن أكرره في كل مرة، إذا كان كيليان يريد البقاء فنحن نريده أن يستمر، لكنه يحتاج للتوقيع على عقد جديد".
وأضاف: "لا نريد خسارة أفضل لاعب في العالم مجاناً، لا يمكننا فعل ذلك. هذا فريق فرنسي. لقد قال إنه لن يرحل مجاناً على الإطلاق، وإذا قام بتغيير رأيه اليوم فهذا ليس ذنبي. لا نريد خسارة أفضل لاعب في العالم مجاناً. هذا واضح".
"باريس" يصعّد الموقف
وفي خطوة تصعيدية تشير إلى مدى غضب النادي من اللاعب، أقدم الـ"بي إس جي" على إزالة صورة مبابي من الملصق الترويجي لمباراة باريس سان جيرمان والنصر المقررة إقامتها في اليابان يوم 25 يوليو/تموز 2023.
وحسب صحيفة as الإسبانية، فإن مبابي ظهر على الملصق في بادئ الأمر، قبل أن تقرر إدارة باريس استبداله بزميله البرازيلي نيمار دا سيلفا الذي أصبح في الواجهة.
مبابي يصب البنزين على النار
لم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد خرج مبابي في تصريحات جديدة صبّ من خلالها البنزين على النار في أزمته مع النادي، بسبب ما وصفها بـ"إخفاقات النادي أوروبياً"، كما وصف فريقه بأنه "منقسم".
وقال مبابي في مقابلة مطولة مع مجلة فرانس فوتبول: "تسألونني عن الأسباب التي تدفعني إلى أن يكون موسمي (2023-2024) هو الأخير في الدوري الفرنسي؟ الإجابة بسيطة للغاية: أنا لاعب تنافسي وألعب للفوز".
وأضاف: "بغض النظر عن الفريق الذي ألعب له أو القميص الذي أرتديه والمكان الذي أتواجد فيه والسنة التي نحن فيها، فأنا إنسان لا يهدأ، سأذهب في إجازة من أجل شحن طاقتي لأعود بالجوع نفسه الذي يعرفه عني الجميع".
وزاد: "لا أريد أن أكون في فريق ما لمجرد المشاركة، ولهذا السبب يعتقد الناس أحياناً أنني مغرور، وفي الحقيقة لا أعرف ما يتعين على النادي فعله للفوز بدوري أبطال أوروبا".
وأتم مبابي: "هذا السؤال إجابته ليست عندي، فأنتم تحتاجون للتحدث مع المسؤولين عن بناء الفريق وتحديد عناصره واختيار تشكيلته، أنا فقط أقوم بوظيفتي".
الغضب على مبابي يكبر
لم يقتصر الغضب على تصريحات مبابي من قبل الإدارة فقط، بل انتقل إلى ستة من لاعبي الفريق ومن بينهم لاعبون جدد انضموا للفريق في "الميركاتو" الحالي.
وقام هؤلاء اللاعبون الستة بالاتصال هاتفياً بالخليفي وأبلغوه غضبهم من تصريحات مبابي بحسب شبكة سكاي سبورت، فيما يرى رئيس النادي أن هذه التصريحات صادمة وفيها قلة احترام للفريق وللاعبين.
ليوناردو يهاجم مبابي
ودخل البرازيلي ليوناردو، المدير الرياضي السابق لباريس سان جيرمان، على خط الأزمة وطالب بخروج اللاعب من الفريق، معتبراً إياه لا يملك الإمكانيات التي تؤهله لقيادة النادي لتحقيق دوري الأبطال.
وقال ليوناردو في تصريحات أبرزتها صحيفة the sun الإنجليزية: "حان وقت رحيل مبابي، وأقول ذلك من أجل مصلحة باريس سان جيرمان، فالنادي كان موجوداً قبله وسيبقى بعده".
وأضاف: "لقد قضى ستة أعوام في النادي، وهناك خمسة فرق فازت بدوري أبطال أوروبا بدون مبابي، ومن خلال تصرفاته خلال آخر عامين أظهر أنه ليس قادراً على قيادة فريق، هو لاعب رائع ولكنه ليس قائداً".
ويعتقد كثير من المتابعين لفصول أزمة مبابي مع باريس سان جيرمان، أن والدته ووكيلة أعماله فايزة العماري، تلعب دوراً سلبياً، ولا يعنيها سوى الحصول على مزيد من الأموال، من خلال ضمان وصول اللاعب إلى ريال مدريد بدون رسوم انتقال لـ"باريس"، وهو ما يعني زيادة في قيمة المكافأة التي سينالها اللاعب والعمولة التي ستحصل عليها هي.