بدأت السلطات التونسية، الإثنين 10 يوليو/تموز 2023، نقل مجموعات من المهاجرين الأفارقة العالقين على الحدود التونسية الليبية، بحافلات إلى مراكز إيواء خاصة في ولايتي تطاوين ومدنين، وقالت قناة "الجزيرة" الفضائية إن العملية التي يشرف عليها الجيش وتحاط بحالة من التعتيم، تأتي بعد قضاء هؤلاء المهاجرين أياماً في ظروف إنسانية صعبة واجهوا خلالها الإعياء والحر الشديد.
كما تأتي بعد جدل بخصوص إبعاد عدد من المهاجرين الأفارقة من ولاية صفاقس إلى الحدود التونسية الليبية، ونقل شهادات عن عدد منهم تفيد بتعرضهم لسوء معاملة. وصفاقس مدينة ساحلية أصبحت نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير النظامية نحو السواحل الأوروبية.
تجمُّع مئات الأفارقة بين تونس وليبيا
في حين تجمّع ما لا يقل عن 450 مهاجراً في منطقة عسكرية عازلة بين تونس وليبيا بالقرب من منطقة رأس جدير، بحسب منظمة "المرصد التونسي لحقوق الإنسان".
وكانت منظمة "بيتي" الحقوقية التونسية قد ناشدت الحكومة، الإثنين، التدخل بشكل عاجل لمساعدة عشرات المهاجرين الذين تم طردهم من مدينة صفاقس ونقلتهم السلطات إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر. واعتبرت المنظمة، في بيان، أن من الضروري "التنسيق وبشكل عاجل" مع المدافعين عن الحقوق والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الحكومية من أجل "تنسيق الجهود وتجميع الموارد" لرعاية المهاجرين من جنسيات دول جنوب الصحراء.
وتابعت المنظمة التي تساعد خصوصاً النساء ضحايا العنف: "نشهد منذ أيام في منطقة صفاقس حيث هناك مهاجرون تركوا وحدهم ويعيشون تحت التهديد، مطاردة حقيقية وصلت إلى طردهم وترحيلهم إلى مشارف الصحراء".
وحملت بعثة من منظمة "الهلال الأحمر التونسي" بعض الماء والطعام للمهاجرين في الأيام القليلة الماضية، وقدمت المساعدات للجرحى، بحسب شهادات من مهاجرين.
قيس سعيد يتحدث عن أزمة المهاجرين
وسبق أن قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن قوات الأمن في بلاده تحمي المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء "عكس ما تروجه الدوائر الاستعمارية وعملاؤها"، مشدداً على أن "تونس ليست شقة مفروشة للبيع أو للإيجار".
حديث سعيد جاء في لقاء جمعه برئيسة حكومته نجلاء بودن مساء السبت، بحسب بيان للرئاسة، في ظل انتقادات لتعامل السلطات مع اشتباكات اندلعت في الأيام الماضية، بين مهاجرين أفارقة وأهالي عدد من أحياء مدينة صفاقس (جنوب)، ما أسفر عن مقتل شاب تونسي مساء الإثنين.
وقالت الرئاسة إنه جرى خلال لقاء سعيد وبودن "التطرق إلى موضوع الهجرة غير النظامية وما يلقاه المهاجرون من معاملة إنسانية نابعة من قيمنا ومن شيمنا عكس ما تروج له الدوائر الاستعمارية وعملاؤها (لم يسمهم) من الذين لا همّ لهم سوى خدمة هذه الدوائر".
و"مواقف هذه الدوائر هي نفس مواقف الأبواق المسعورة في الخارج التي تمهّد لاستيطان من صنف جديد، وتزيف الحقائق وتنشر الأكاذيب"، وفقاً للبيان.
وشدد سعيد على أن "قوات الأمن التونسية قامت بحماية هؤلاء الذين جاؤوا إلى تونس ويريدون الاستقرار بها عكس ما يشاع.. هذه المخططات مفضوحة ومعلومة منذ وقت غير بعيد".
وتابع أن "تونس ليست شقة مفروشة للبيع أو للإيجار، وهؤلاء المهاجرون، الذين هم في الواقع مهجَّرون، لم يتخذوا من تونس مقصداً لهم إلا لأنه تم تعبيد الطريق أمامهم من قبل الشبكات الإجرامية التي تستهدف الدول والبشر".
وخلال لقاء مع وزير الداخلية كمال الفقي وقيادات أمنية، الثلاثاء، قال سعيد إن "شبكات إجرامية" مسؤولة عن عمليات الهجرة غير النظامية إلى صفاقس.
وتعاني صفاقس من تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء؛ على أمل اجتياز البحر المتوسط باتجاه أوروبا، بحثاً عن حياة أفضل، في ظل أزمات سياسية واقتصادية ببلادهم.