يلتقي زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، غداً الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، وسط استعراض عسكري للقوة، وتأمين مكثف يحيط بالمدينة التي تحتضن القمة، والتي لا تبعد إلا نحو 30 كيلومتراً من بيلاروسيا، أقرب حليف لروسيا في حربها على أوكرانيا.
صحيفة The Times البريطانية ذكرت، الإثنين 10 يوليو/تموز 2023، أن التحالف قرر نشر 1000 جندي لحماية القمة، وذلك بعد يوم واحد من التحقق من أن روسيا نشرت رؤوساً حربية نووية تكتيكية في بيلاروسيا، ووصفت دول التحالف هذا الأمر بأنه تصعيد كبير للتهديد العسكري من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كذلك استعان "الناتو" بصواريخ الدفاع الجوي، والطائرات النفاثة السريعة، والمدفعية، والقوات الخاصة، وبذلك يجتمع زعماء حلف "الناتو" المكون من 31 دولة، وراء حلقة محكمة من التأمين العسكري، للنقاش حول انضمام أوكرانيا المحتمل للتحالف، والعضوية المرتقبة للسويد، وقرار الولايات المتحدة المثير للجدل بشأن إمداد كييف بقنابل عنقودية.
سيكون زعماء "الناتو" على رأسهم بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، تحت حراسة 12 بطارية من صواريخ "باتريوت" الألمانية؛ ونظام الدفاع الجوي الإسباني "ناسامس".
من جانبها، أرسلت فرنسا وفنلندا والدنمارك طائرات عسكرية للقيام بدوريات في السماء؛ علاوة على الدفاعات الفرنسية والبريطانية المضادة للطائرات بدون طيار، أما على الأرض، فستنتشر قوات ألمانية مدعومة بقوات خاصة إضافية، و"معززة بطائرات هليكوبتر" من ألمانيا وبولندا.
رئيس ليتوانيا، غيتاناس نوسيدا، قال: "إنها لغفلة شديدة منا إنْ تركنا سماءنا غير محمية مع وصول [الرئيس الأمريكي جو] بايدن وزعماء 40 دولة" إلى بلادنا.
يأتي هذا فيما من المقرر أن يجري بايدن محادثات مع نوسيدا بعد وصوله إلى فيلنيوس لحضور قمة "الناتو"، إذ يسعى الحلف إلى الحفاظ على التوافق بين بلدانه، في وقت لا يكاد فيه الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا يحرز تقدماً يذكر.
من المفترض أن يناقش الزعماء في القمة تعزيز قوات "الناتو" على الجانب الشرقي للحلف، في بولندا ودول البلطيق، وأن يجروا محادثات بشأن المسألة الحساسة المتعلقة برغبة أوكرانيا في الانضمام إلى التحالف.
لا تستطيع كييف الانضمام إلى "الناتو" بموجب شروط معاهدة الحلف، لأنها في حالة حرب حالياً، لذا يُتوقع أن يحصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الذي سيحضر القمة- على ضمانات أمنية بدلاً من خطة محددة زمنياً للعضوية.
كان الرئيس الأمريكي بايدن قد قال في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأحد 9 يوليو 2023: "لا أظن أن هناك إجماعاً في التحالف حول انضمام أوكرانيا إلى أسرة الناتو الآن، في هذه اللحظة، وفي خضم الحرب".
لكن بياناً للبيت الأبيض ذكر الأحد 9 يوليو/تموز 2023 أيضاً، أن الرئيس بايدن عبّر عن رغبته في أن تنضم السويد إلى حلف شمال الأطلسي "في أقرب وقت ممكن".
وتضغط بولندا ودول البلطيق لإعطاء أوكرانيا خطة واضحة تفضي إلى العضوية، لكن ألمانيا والولايات المتحدة تُمانعان ذلك.
تقول ألمانيا إن "الباب مفتوح" أمام أوكرانيا للسعي من أجل الانضمام إلى الحلف، لكنها لا تريد إلزام "الناتو" بوقتٍ محدد لذلك، وترى برلين أنه يتعذر اتخاذ قرارات مفصلة بشأن مسار كييف في المستقبل ما دام الصراع "المحتدم" على أراضيها متواصلاً.
أما زعماء بولندا ودول البلطيق، فسيطالبون الناتو بالإعلان عن التزام رسمي بأن تصبح أوكرانيا عضواً في التحالف، ومع ذلك، يتوقع أن تطغى على القمة النقاشات المتعلقة بانضمام السويد إلى حلف "الناتو"، والمعارضة واسعة النطاق لقرار الولايات المتحدة تزويدَ أوكرانيا بذخائر عنقودية.