قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية أذيعت الأحد 9 يوليو/تموز 2023، إن إسرائيل والسعودية أمامهما طريق طويل للتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما يتضمن معاهدة دفاعية وبرنامجاً نووياً مدنياً من الولايات المتحدة. ويتفاوض مسؤولون أمريكيون حالياً في محاولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بعيد المنال بين البلدين.
وقال بايدن في المقابلة مع برنامج (جي.بي.إس) الذي يقدمه فريد زكريا: "ما زلنا بعيدين جداً عن ذلك (الاتفاق). لدينا أمور كثيرة لمناقشتها". وكان وزير الطاقة الإسرائيلي قد عبر قبل أيام عن معارضته لفكرة تطوير السعودية برنامجاً نووياً للأغراض السلمية ضمن أي اتفاق تتوسط فيه الولايات المتحدة لإقامة علاقات بين البلدين.
بايدن يتحدث عن علاقة بلاده مع السعودية
رداً على سؤال عما إذا كان سيدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، قال بايدن إن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قادم قريباً إلى البيت الأبيض في زيارة.
يذكر أنه وفي مارس/آذار، انتقد بايدن نتنياهو لخطته التي ألغيت الآن لإصلاح القضاء في البلاد، وهي حالة عامة نادرة؛ حيث كان الحليفان على خلاف علني.
في حين أخبر بايدن فريد زكريا أنه لا يزال يعتقد أن حل الدولتين هو المسار الصحيح للمضي قدماً في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وانتقد بعض أعضاء حكومة نتنياهو لآرائهم بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
أضاف بايدن: "ليست كل إسرائيل الآن في الضفة الغربية، كل مشكلة إسرائيل، لكنهم جزء من المشكلة، وخاصة أولئك الأفراد في الحكومة الذين يقولون يمكننا الاستقرار في أي مكان نريد". وأضاف بايدن: "ليس لديهم الحق في التواجد هنا… إلخ". "وأعتقد أننا كنا نتحدث معهم بانتظام، ونحاول تهدئة ما يحدث ونأمل أن يواصل بيبي التحرك نحو الاعتدال والتغيير".
بايدن يدافع عن زيارته للسعودية
في سياق متصل، دافع بايدن أيضاً عن رحلته إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي، قائلاً إن عدداً من النجاحات جاء من الزيارة، مثل إقامة تحليقات جوية إسرائيلية فوق المملكة العربية السعودية.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستزود السعوديين بمعاهدة دفاعية وقدرات نووية مدنية، كما طلبت الرياض، قال بايدن: "نحن بعيدون عن ذلك". وتابع: "سواء كنا سنوفر وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا ، و / أو أن يكونوا ضامنين لأمنهم – أعتقد أن هذا بعيد المنال".
بايدن يتحدث عن انضمام أوكرانيا للناتو
أما بخصوص الحرب في أوكرانيا، قال الرئيس جو بايدن لشبكة CNN في مقابلة حصرية إن أوكرانيا ليست مستعدة بعد لعضوية الناتو، قائلاً إن حرب روسيا في أوكرانيا يجب أن تنتهي قبل أن يفكر الحلف في إضافة كييف إلى صفوفه.
أخبر بايدن مراسل CNN فريد زكريا أنه في حين أن مناقشة عضوية أوكرانيا الوشيكة في الناتو كانت سابقة لأوانها، ستواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو تزويد الرئيس فولوديمير زيلينسكي وقواته بالأمن والأسلحة التي يحتاجونها لمحاولة إنهاء الحرب مع روسيا.
تحدث بايدن إلى زكريا قبل رحلته التي تستغرق أسبوعاً إلى أوروبا، والتي تشمل قمة الناتو في ليتوانيا؛ حيث ستكون الحرب الروسية في أوكرانيا وضغط زيلينسكي لعضوية الناتو من بين القضايا الرئيسية التي تلوح في أفق الاجتماع.
قال بايدن: "لا أعتقد أن هناك إجماعاً في الناتو حول ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إلى أسرة الناتو الآن، في هذه اللحظة، في خضم الحرب". "على سبيل المثال، إذا فعلت ذلك، فأنت تعلم – وأعني ما أقوله – نحن مصممون على الالتزام بكل شبر من الأراضي التي هي أراضي الناتو. إنه التزام قطعناه جميعاً مهما حدث. إذا استمرت الحرب، فنحن جميعاً في حالة حرب. نحن في حالة حرب مع روسيا، إذا كان الأمر كذلك".
قال بايدن إنه تحدث إلى زيلينسكي مطولاً حول هذه القضية، قائلاً إنه أخبر الرئيس الأوكراني أن الولايات المتحدة ستواصل توفير الأمن والأسلحة لأوكرانيا كما تفعل مع إسرائيل أثناء بدء العملية.
أضاف: "أعتقد أنه يتعين علينا وضع مسار عقلاني لأوكرانيا لتكون قادرة على التأهل، لتكون قادرة على الانضمام إلى حلف الناتو"، مشيراً إلى أنه رفض مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل الحرب بالالتزام بعدم قبول أوكرانيا بسبب لدى التحالف "سياسة الباب المفتوح".
قال بايدن: "لكنني أعتقد أنه من السابق لأوانه القول، أن ندعو للتصويت، كما تعلمون، الآن، لأن هناك مؤهلات أخرى يجب الوفاء بها، بما في ذلك التحول الديمقراطي وبعض هذه القضايا".
كان البيت الأبيض قد سبق أن أعلن أن الولايات المتحدة ترسل ذخائر عنقودية لأوكرانيا لأول مرة، وهي خطوة تم اتخاذها للمساعدة في تعزيز الذخيرة الأوكرانية في الوقت الذي تشن فيه هجوماً مضاداً ضد روسيا.
أخبر بايدن زكريا أنه كان "قراراً صعباً" إعطاء أوكرانيا الذخيرة المثيرة للجدل، لكنه كان مقتنعاً بأن ذلك ضروري لأن ذخيرة أوكرانيا كانت تنفد.يأتي اجتماع الناتو أيضاً في الوقت الذي تسعى فيه السويد للانضمام إلى الحلف الغربي، وهي الخطوة التي واجهت مقاومة من تركيا والمجر.
وقال بايدن لزكريا إنه متفائل بأن السويد ستنضم في نهاية المطاف إلى حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن تركيا تسعى لتحديث أسطولها من طراز F-16، إلى جانب اليونان، التي صوتت على قبول السويد.