ذكرت صحيفة Financial Times البريطانية أن حرب أوكرانيا مع روسيا تمنح دول الناتو فرصةً لاختبار أسلحتها المتطورة في ساحة معركة فعلية، وتكتسب هذه الدول رؤى قيِّمة بفضل ذلك، وقد قدم أعضاء الناتو، وضمنهم الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، إلى أوكرانيا الأسلحة والتدريب منذ أن شنت روسيا غزوها في فبراير/شباط 2022.
في حين تطورت أنواع الأسلحة التي سلَّمتها هذه الدول بشكل متزايد منذ بدء الحرب، مع سعي أوكرانيا لشراء الدبابات الحديثة وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات.
حرب أوكرانيا فرصة لتطوير أسلحة الناتو
من جانبه قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إنه بسبب هذا، فإن حلفاء أوكرانيا "يمكنهم في الواقع معرفة ما إذا كانت أسلحتهم تعمل بالفعل، وكذلك مدى فعاليتها، وما إذا كانت بحاجة إلى التحديث"، وذلك وفق ما نقله موقع Business Insider الأمريكي في تقرير له الأربعاء 5 يوليو/تموز 2023.
أشار ريزنيكوف إلى قيام أوكرانيا بإسقاط صاروخ كينزال الروسي في مايو/أيار، باستخدام نظام باتريوت أمريكي الصنع. وذكرت الصحيفة البريطانية أن الخبراء اعتقدوا أن نظام باتريوت كان على الأرجح قادراً على إسقاط صاروخ كينزال، لكن القوات الأوكرانية تمكنت من إثبات ذلك. كانت روسيا قد تفاخرت في السابق بأن هذه الصواريخ لا يمكن إيقافها.
ومنذ ذلك الحين، أُسقِطَت المزيد من صواريخ كينزال على أرض أوكرانيا. وقال ريزنيكوف إن أوكرانيا تُظهر لدول الناتو أيضاً كيف يمكن أن تعمل أسلحتها عند استخدامها معاً. في الوقت نفسه، قال إن محاولات روسيا لإحباط الأسلحة الأوكرانية بحركات مثل إشارات التشويش تعني تحديثات مستمرة للتكنولوجيا مثل الذخائر والطائرات المسيَّرة الموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي، مما يوفر مرة أخرى فرصاً تعليمية قيمة.
معالجة أوجه القصور في الأسلحة
من جانبه قال بترو بياتاكوف، العقيد المتقاعد الذي يعمل الآن مستشاراً في صناعة الأسلحة، لصحيفة Financial Times، إن هناك "اهتماماً نشطاً من مُصنعي المدفعية الغربيين بتلقي ردود فعل من المدفعية الأوكرانية… لمعالجة أوجه القصور".
وذكر بياتاكوف أن القتال في أوكرانيا كشف عن بعض المشكلات: "اتضح خلال العمليات أن هذه الأنظمة لم تكن معدة لمثل هذه الحرب الشديدة".
وأخبر مقاول دفاعي ألماني أيضاً، الصحيفة البريطانية بأنهم تعلَّموا "كثيراً حقاً من الجنود في أوكرانيا"، الذين بمجرد أن يلاحظوا أي شيء "يطرحونه، ومن ثم يجلس مهندسو البرمجيات لدينا معهم حتى يتمكنوا من إجراء التحديث اللازم".
في غضون ذلك، أخبر جاك واتلينغ، من معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية ومقره لندن، الصحيفة البريطانية بأن القتال منح الغرب أيضاً معلومات جديدة حول كيفية عمل الأسلحة الروسية. لكنه حذر من أن الغرب "كشف كثيراً من قدراته الخاصة لروسيا والصين، ومن ثم سيتعين عليه تغيير الطرق التي تعمل بها بعض معداته؛ من أجل الاحتفاظ بميزة تنافسية".