بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، عملية عسكرية كبيرة ضد مدينة جنين في الضفة الغربية، استخدمت فيها عدداً كبيراً من القوات، وشنت خلالها ضربات جوية، في وقت يتزايد فيه أعداد الشهداء الفلسطينيين باستمرار، فيما يقول مسؤولون إسرائيليون إن العملية ستستغرق وقتاً.
الهجوم فجراً
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، بدأ الهجوم على مدينة جنين، بما في ذلك المخيم الموجود فيها، في الساعة 1 فجراً من اليوم الإثنين، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن متحدث عسكري قوله إن "قوات كبيرة من جيش الدفاع أطلقت عملية واسعة النطاق بجنين".
بحسب رواية الجيش فإن هدف العملية التي يشنها الاحتلال بجنين وقف العمليات "التي تنطلق ضد مواطنين وأهداف إسرائيلية من جنين، ولاعتقال مطلوبين بشبهة التورط في عمليات إرهابية يختبئون في المدينة ومخيمها"، وفق قوله.
يشارك في هذه العملية عدة وحدات من جيش الاحتلال، وتساندها طائرات حربية، إضافة إلى مشاركة من جهاز الأمن العام "الشاباك".
بدأ الجيش بتنفيذ غارات جوية على مواقع في جنين، وأعلن عن استهدافه "غرفة عمليات موحدة" في المدينة، بحسب ما أورده موقع "I24 News" الإسرائيلي، مضيفاً أن القصف الجوي طال أيضاً مقاومين "وحاوية عبوات ناسفة" وفق قوله.
اقتحام قوات برية
في حلول الساعة 5 فجراً من اليوم الإثنين، قالت هيئة "البث الإسرائيلية" إن أكثر من 100 آلية عسكرية مؤلفة من "ناقلات جند وجيبات عسكرية وجرافات"، اقتحمت المدينة من مختلف محاورها، وأظهرت مقاطع فيديو جرافات إسرائيلية ضخمة وهي تمشي بين شوارع جنين بهدف تدميرها وتحطيم المركبات.
طوقت قوات الاحتلال كل الشوارع المحيطة بمخيم جنين، في حين اعتلى القناصة أسطح الأبنية العالية المطلة على المخيم، وبحسب الهيئة الإسرائيلية فإن الطيران قصف ما لا يقل عن 10 أهداف بجنين.
عقب اقتحام المدينة بدأت اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين، وقالت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في بيان: "نخوض معركة الدفاع عن مخيم جنين موحدين كتفاً بكتف، ولن يفلح العدو الصهيوني في كسر إرادتنا ومخيمنا، وسيخرج منه مذلولاً مكسوراً".
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقطع فيديو لما قالت إنه للحظة تفجير مقاومين فلسطينيين عبوة ناسفة بجرافة تابعة للاحتلال، فيما لم يعلن الأخير بعد ما إذا كانت هنالك خسائر له جراء تفجير العبوة.
بدورها، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة في بيان لها، أن الغرفة "في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، وإن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم".
يأتي هذا فيما نقلت "هيئة البث" الإسرائيلية عن مسؤول أمني لم تذكر اسمه، قوله إن قوات الجيش تستولي على مبانٍ ومنازل لـ"نشطاء فلسطينيين" في جنين".
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن مسؤولين تحدثوا عن أن العملية العسكرية للاحتلال في جنين ستستغرق وقتاً حتى تنفذ أهدافها، مشيرةً إلى أن جيش الاحتلال سيعقد في وقت لاحق، اليوم الإثنين، اجتماعاً لتقييم الوضع الأمني بمنطقة غلاف عزة، خشية إطلاق المقاومة صواريخ على المناطق المحتلة دعماً لجنين.
شهداء فلسطينيون في جنين
التصعيد الإسرائيلي على جنين أودى حتى الساعة 7:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، بحياة 4 شهداء فلسطينيين، في حصيلة أولية يرجح أنها ستتزايد في الساعات المقبلة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن "4 شهداء (3 في جنين، وشهيد في رام الله)، و25 إصابة، بينها 7 إصابات خطيرة، برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة".
أشارت وزارة الصحة الفلسطينية أيضاً إلى أن الطواقم الطبية في مستشفى جنين الحكومي تتعامل مع إصابة خطيرة جداً بالرأس.
مدير مستشفى جنين الحكومي، وسام بكر قال في تصريح لقناة "الجزيرة"، إن المستشفى لم يستقبل هذا القدر من الإصابات الخطيرة منذ عام 2002″، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن هناك إصابات لم يتمكن من الوصول إليها بسبب الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال في جنين".