حذر مفتي طرابلس والشمال اللبناني الشيخ محمد إمام، ورئيس أساقفة الأبرشية المارونية بالمدينة المطران يوسف سويف، الأحد 2 يوليو/تموز 2023، من أي "فتنة طائفية أو مناطقية"، غداة مقتل شابين مسيحيين برصاص مجهولين في منطقة "القرنة السوداء" شمالي لبنان.
وجاء في بيان مشترك أن دار الفتوى والمطرانية المارونية تهيبان بالأهالي "الذين يعيشون جنباً إلى جنب منذ مئات السنين في منطقتي بشري (مسيحية) والضنية (سنية)، أن تزيدهم هذه الحادثة إصراراً على اللحمة الوطنية، ووعياً وقدرة على احتواء هذا الألم المشترك"، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
يأتي ذلك بعد أن تعرّض شاب مسيحي من منطقة بشري لإطلاق نار في منطقة "القرنة السوداء"، ما أدّى إلى مقتله، يوم السبت 1 يوليو/تموز، ولاحقاً في اليوم نفسه قُتل شاب مسيحي آخر في المنطقة ذاتها، وفقاً للجيش اللبناني.
كما أضاف الجيش، في بيان، أن عناصره نفذت انتشاراً في المنطقة، وأوقفت عدداً من الأشخاص، وضبطت أسلحة وذخائر، دون تفاصيل أكثر. والشابان المقتولان من "آل طوق"، وهما هيثم طوق ومالك طوق، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
وفق وكالة الأناضول، فإنه من حين إلى آخر، تظهر نزاعات بين أهالي منطقتي الضنية وبشري حول ملكية أراضٍ ومراعٍ، وتتطور إلى تعديات وإشكالات، عادة ما يتدخل الجيش والقوى الأمنية لاحتوائها.
كما حذر البيان المشترك أهالي المنطقتين من "الانجرار إلى أي فتنة طائفية أو مناطقية"، وشدد على ضرورة "السرعة القصوى للقبض على الفاعلين ومحاسبتهم، وأن يبذل الأهالي كل جهدهم للمساعدة في كشف الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة".
فيما حث الأجهزة القضائية المختصة على "سرعة البت بتحديد عقاري نهائي وواضح في هذه المنطقة وغيرها، منعاً لمثل هذه النزاعات حول الأراضي المتجاورة وتخومها، والتي تشكل عامل توتر بين أهالي المناطق، وتذهب جراءها أرواح غالية".
بينما أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحادث، السبت، مشدداً في بيان على أنه "ستتم ملاحقة مرتكبيه وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه، وليكونوا عبرة لغيرهم".
فيما كشفت النائبة المسيحية عن قضاء بشري، ستريدا جعجع، عبر بيان، أنها اتصلت بقائد الجيش العماد جوزيف عون، وطلبت منه إرسال قوّة من الجيش بأسرع ما يكون إلى المنطقة، وشددت على ضرورة إجراء التحقيقات اللازمة، واعتقال المجرمين وتقديمهم إلى العدالة.
كما أجرى رئيس "تيار الكرامة"، النائب السني عن طرابلس فيصل كرامي، اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش، متمنياً عليه "الإسراع في كشف ملابسات الحادثة، ووأد الفتنة في مهدها"، وفقاً لبيان.
فيما دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في اتصال هاتفي مع كرامي السبت، إلى "المساهمة في تهدئة الأمور والإصرار على استخدام لغة العقل وتحكيم الوجدان الوطني في هذه المسألة"، محذراً مما سمّاه بـ"طابور خامس يسعى إلى تسعير الفتنة والاصطياد بالماء العكر".