الوفد السعودي وضيوفهم الفرنسيون في متحف اللوفر كانوا على موعد مع أطباق "تحلية" مميزة، بعد مأدبة العشاء التي جمعتهم على هامش زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى فرنسا.
بين النكهتين الفرنسية والسعودية، استطاعت شابة سعودية ترك بصمتها بوضوح عبر تجهيز أطباق الحلوى الفرنسية، لكن بعد وضع لمستها الشرقية الخاصة.
فقد أعدَّت الطباخة ميادة بدر، المتخصصة في إعداد الحلويات الفرنسية، أطباقاً مزجت فيها النكهات الفرنسية مع النكهات السعودية، كي تنال إعجاب المدعوين لحفل العشاء من البلدين.
وقالت ميادة خلال لقائها ببرنامج "تفاعلكم" على قناة "العربية"، إنها أعدَّت طبق حلا يسمى "الهدو" خصيصاً لهذه المناسبة، لتجربة دمج التكنيك الفرنسي مع النكهات السعودية، كما قامت بتجهيز كيكة فرنسية اسمها "فاشو"، ولكن بطريقة عربية، وقامت بحشوها بالقهوة العربية من الداخل.
وأضافت أنها بعد الانتهاء من إعداد هذه الأطباق، دعت زملاءها من الطهاة الفرنسيين لتذوقه، فأعجبهم كثيراً، وأيقنت أنه سيُعجب الفرنسيين الذين سيتناولونه على العشاء.
من الأزياء إلى الطهي
ويبدو أن مهنة الطاهية أو الشيف ربما تصبح بداية تحول في حياة كثير من السعوديات، اللواتي يبحثن عن مشاريعهن الخاصة، وافتتاح محلات والتوسع في هذا المجال.
هذا ما ترجمته بالفعل بدر، التي نجحت في اقتحام عالم الطهي بثقة وخطوات مدروسة، فاستطاعت أن تحقق نجاحاً مميزاً في المهنة، وتقديراً لهذا النجاح كُلفت بإعداد أطباق الحلوى للوفد السعودي وضيوفهم الفرنسيين، خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا.
عشقت بدر تخصص الأطعمة، والتحقت بعالم الطهي منذ وقت مبكر، ودفعها هذا الحب إلى التخصص في هذا المجال. في البداية كانت ترتاد مدرسة "بارسونز" لتصميم الأزياء وفنون الموضة في باريس، قبل أن تصوب نظرتها إلى مدرسة الطهي في "كوردون بلو"، وهي المدرسة الأشهر في فنون الطبخ.
استطاعت الحصول على الدبلوم العالي، ثم سافرت لتلقي تدريبها في مطاعم عالمية مختلفة، والتقت هناك بأشهر الطهاة الذين تدَّربت على أيديهم، وخرجت بطرق وأساليب جديدة في عالم الطهي، واستلهمت منهم المعنى الحقيقي للتذوق.
بعد عودتها إلى السعودية تملكتها الرغبة في تقديم أشهى الحلويات الفرنسية في السوق السعودية، من هنا بدأت مشروعها الخاص، وأنشأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، محلاً للحلويات اسمه "الجمل الوردي" أو Pink Camel، وقدمت فيه تشكيلات متنوعة من الحلوى الأميركية والأوروبية، ولم تغفل عن تزيين أطباقها بالحلوى العربية، تلبية لكافة الأذواق.
يذكر أنها في عام 2016، وفي ذكرى اليوم الوطني للسعودية، قامت بإعداد الطعام للسفارة السعودية بفرنسا لـ800 شخص، وقامت بإعداد الحلوى جامعة بين المطبخين السعودي والفرنسي، فقد استعانت بالنكهة السعودية بالطريقة الفرنسية، أعدت 6 أطباق حلويات مختلفة، منها تارت المعصوب، وكنافة ماكرون، وتمر ماكرون.
حلم يتحقق
وذكرت بدر لمجلة "هي" أنها طالما أحبَّت الطهي، وبدأ اهتمامها به منذ وقت مبكر، وكان حلمها أن تفتح مطعماً، لكن مسؤولية إدارة المطعم كبيرة وتحتاج لتفرغ ليلاً ونهاراً، لذلك فكَّرت في افتتاح محلٍّ للحلويات، الذي لا يتطلَّب التفرغ لأوقات طويلة.
تعمل بدر من السادسة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، ويساعدها فريق عمل مكون من 3 سيدات وشاب وحيد.
بدر تملك الآن فرعين للمحل في جدة، وتتطلع لافتتاح فرع جديد لها في مدينة الرياض.