شيعت فرنسا، ظهر السبت، 1 يوليو/تموز 2023، الفتى نائل، ذا الأصول الجزائرية، في ضاحية نانتير غرب باريس، دون حضور وسائل الإعلام، وذلك "احتراماً لخصوصية العائلة الثكلى"، وفق ما أفاد محامو عائلته، بحسب ما نقلت "فرانس 24".
وقالت الوكالة الفرنسية إن عمال الحراسة الذين يؤمنون المراسم منعوا الصحفيين بشكل صارم وعنيف، ومنعوا كوادر القناة من أي تسجيلات وأي تغطية.
وسيوارى جثمان الفتى نائل الثرى في مقبرة مون فاليريان، بضاحية نانتير الفرنسية، في ظل احتجاجات عنيفة في مناطق مختلفة من فرنسا، إثر مقتل القاصر ذي الـ17 عاماً الثلاثاء 27 يونيو/حزيران.
واصطف عدة مئات لدخول مسجد نانتير الكبير، الذي كان يحرسه متطوعون يرتدون سترات صفراء، بينما تابع المشهد بضع عشرات من المارة من الجانب الآخر من الشارع، وانتظم المشيعون في الشارع لأداء صلاة الجنازة.
توقيف أكثر من 1300 شخص
والسبت، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف أكثر من 1300 شخص في الليلة الرابعة على التوالي من اندلاع أعمال العنف في مدن عدة.
فيما أعلنت وسائل إعلام رسمية بناءً على معلومات من وزارة الداخلية، عن إصابة 79 عنصراً من الشرطة والدرك، وتوقيف 1311 شخصاً في الاحتجاجات التي وقعت ليلة أمس، الجمعة.
وشهدت الليلة الماضية إحراق 1350 سيارة، وإضرام النار أو الإضرار بـ 234 مبنى، فضلاً عن محاولة إشعال نيران في ألفين و560 نقطة بأماكن عامة، وتعرّض 41 مخفراً على الأقل لاعتداءات.
ونشرت الحكومة 45 ألف شرطي وعدة عربات مدرعة خلال الليل للتصدي لأسوأ أزمة تواجه الرئيس إيمانويل ماكرون منذ احتجاجات "السترات الصفراء"، التي أصابت فرنسا بالشلل في أواخر عام 2018.
ماكرون يؤجل زيارته لألمانيا
من جانب آخر، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إرجاء زيارته الرسمية المقررة إلى ألمانيا غداً الأحد، 2 يوليو/تموز، في ظل الأزمة الأمنية التي تشهدها البلاد.
كان ماكرون قد غادر قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل مبكراً أمس الجمعة لحضور ثاني اجتماع أزمة، تعقده الحكومة في غضون يومين، وطلب من وسائل التواصل الاجتماعي إزالة لقطات الشغب "الأكثر حساسية"، والكشف عن هويات المستخدمين الذين يؤججون العنف.
وقُتل نائل م. (17 عاماً)، وهو من أصل جزائري-مغربي، برصاص الشرطة الثلاثاء، 27 يونيو/حزيران، عند نقطة تفتيش مروري بضاحية نانتير، حيث توقفت حركة الحافلات، وعمّ الهدوء المنطقة صباح اليوم بعد وقوع المزيد من الشغب خلال الليل.
وأذكت وفاة الشاب، التي رصدتها إحدى الكاميرات، شكاوى قديمة من المناطق الحضرية التي يقطنها أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة بأن الشرطة تمارس العنف والعنصرية.
وأعادت الاضطرابات إلى الأذهان أعمال شغب اندلعت في أنحاء البلاد عام 2005، وأجبرت الرئيس، آنذاك جاك شيراك، على إعلان حالة الطوارئ بعد وفاة شابين صعقاً في محطة للكهرباء في أثناء اختبائهما من الشرطة.
ورجل الشرطة، الذي يقول المدّعون إنه أقر بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب، محتجز على ذمة التحقيق الرسمي بتهمة القتل العمد.
وقال محاميه، لوران فرانك لينارد، إن موكله أراد التصويب على ساق سائق السيارة، لكنه تعثر عندما انطلقت فجأة، مما تسبب في إطلاق النار باتجاه صدره. وذكر لينارد في تصريح لتلفزيون (بي.إف.إم) "من الواضح أن (الشرطي) لم يرغب في قتل السائق".