يعتبر خط ماسون ديكسون الأشهر في العالم، كونه كان يمثّل الخط الفاصل بين الحرية والعبودية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن التاسع عشر وعصر الحرب الأهلية الأمريكية، إذ تم تحديد هذا الخط في منتصف القرن الثامن عشر في البداية لتسوية نزاع حول الملكية بين الولايات الشمالية والجنوبية.
إذ تم مسح خط Mason-Dixon بين عامي 1763 و1767 بواسطة Charles Mason وJeremiah Dixon، وذلك من أجل حل نزاع حدودي بين المستعمرات البريطانية في أمريكا.
شكّل الخط ترسيماً للحدود بين 4 ولايات أمريكية، وهي: بنسلفانيا وماريلاند وديلاوير وفيرجينيا، وسيعرف الدارسان اللذان قاما بتخطيط الخط، تشارلز ماسون وإرميا ديكسون، دوماً بحدودهما الشهيرة، كونها فصلت جغرافياً بين ولايات الشمال والجنوب، وفصلت اجتماعياً بين ولايات الرق والحرية.
نزاع حول ملكية الأراضي يتسبب في نشأة خط ماسون ديكسون
وفقاً لـ thoughtco، ففي 1632، أعطى الملك تشارلز الأول، ملك إنجلترا، اللورد بالتيمور الأول، جورج كالفرت، مستعمرة ميريلاند، وبعد مرور 50 سنة منح الملك تشارلز الثاني ويليام بين الإقليم إلى الشمال، والذي أصبح فيما بعد بنسلفانيا.
لم يتطابق وصف الحدود في المنح التي وقعها التاج البريطاني إلى كالفيرت وبن، وكان هناك قدر كبير من الارتباك حول مكان الحدود.
بحيث، وبحسب BBC، كانت هناك حوالي 4000 ميل مربع من الأراضي محل نزاع، ولم يعرف أحد لمن يدفع الضرائب. في عام 1732، وقع حاكم ولاية ميريلاند، تشارلز كالفرت، اتفاقية مع أبناء ويليام بن، رسمت خطاً في مكان ما بين ملكية المستعمرتين، وتخلت أيضاً عن مطالبة كالفرت بولاية ديلاوير، لكن اللورد تشارلز كالفرت ادعى لاحقاً أن الوثيقة التي وقعها لا تحتوي على الشروط التي وافق عليها، ورفض وضع الاتفاقية موضع التنفيذ.
ابتداءً من منتصف ثلاثينيات القرن الثامن عشر، اندلعت الحرب بانتظام على طول الحدود بين ميريلاند وبنسلفانيا. سيعرف الصراع الحدودي بين ولاية بنسلفانيا وميريلاند باسم حرب كريساب.
وبعد عقدين من الحرب، نقلت عائلتا كالفرت وبن إلى المحكمة البريطانية وأعلن رئيس المحكمة العليا في إنجلترا في عام 1750 أن الحدود بين جنوب ولاية بنسلفانيا وشمال ميريلاند يجب أن تبعد 15 ميلاً إلى الجنوب من فيلادلفيا.
بعد عقد من الزمان، اتفقت العائلتان على الحل الوسط، وتمّ التوافق على الحدود الجديدة التي تم مسحها، لكن لسوء الحظ، لم يكن المساحون متطابقين مع الوظيفة الصعبة وكان لا بد من توظيف خبيرين من إنجلترا.
تشارلز ماسون وإرميا ديكسون عالمان بريطانيان لحلّ النزاع
كان تشارلز ماسون وكويكر إرميا ديكسون من العلماء المعروفين عندما تم تكليفهما بتسوية النزاع على الأرض بين ولايتي بنسلفانيا وميريلاند في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1763.
بحيث كان ماسون عالم فلك عمل في المرصد الملكي في غرينتش، وديكسون كان مساحاً مشهوراً، وقد عمل الاثنان معاً كفريق قبل تكليفهما للمستعمرات.
استخدم ماسون وديكسون ساعة فلكية أحضراها من إنجلترا للمساعدة في المسح، كما استخدما أيضاً قطاع ذروة، وهو "قوس متدرج لدائرة رأسية"، تم دمجه مع تليسكوب وخُط رأسياً.
بعد وصولهما إلى فيلادلفيا، كانت مهمتهما الأولى تحديد الموقع المطلق لفيلادلفيا، ومن هناك، بدآ في مسح خط الشمال والجنوب الذي قسم شبه جزيرة ديلمارفا إلى ملكيتين لعائلتي كالفرت وبن، وبعدها توجه العالمان إلى الفصل في حدود بنسلفانيا وميريلاند.
في البداية أسسا بدقة النقطة الخامسة عشر جنوب فيلادلفيا، ولتحديد حدود غرب فيلادلفيا، كان عليهما أن يبدآ قياسهما إلى الشرق من بداية خطهما، وهناك أقاما معياراً من الحجر الجيري عند نقطة الأصل.
كان السفر والمسح في الغرب صعباً وبطيئاً، إذ كان على المساحين التعامل مع العديد من الأخطار المختلفة، والتي كان أبرزها التعامل مع السكان الأصليين الذين يعيشون في المنطقة، والذين أبدوا مقاومةً لعمليات المسح.
في 9 أكتوبر/تشرين الأوّل 1767، وبعد ما يقرب من 4 سنوات من بدء المسح، كان خط ماسون-ديكسون الذي يبلغ طوله 233 ميلاً قد تم مسحه بالكامل تقريباً.
فصل خط ماسون ديكسون في الحدود بين بنسلفانيا وميريلاند وديلاوير وفيرجينيا، وأصبحت الحدود بين الولايات الأربعة ثابتة، وبعد أن ألغت ولاية بنسلفانيا العبودية في عام 1781، أصبح الجزء الغربي من هذا الخط ونهر أوهايو حدوداً بين الولايات الحرة والولايات المطبقة للعبودية.
خط ماسون ديكسون الفاصل بين الحرية والعبودية
في عام 1820، كانت ميريلاند ولاية الرقيق في أقصى الشمال، بينما كانت بنسلفانيا دولة حرة. كجزء من تسوية ميسوري التي سعت إلى تسوية عدد ولايات الرقيق والولايات الحرة، هبطت ولاية ميريلاند إلى "الجنوب" بسبب العبودية، بحيث أصبح خط ماسون ديكسون خطاً فاصلاً بين ولايات العبودية والحرة، وذلك بحسب موقع howstuffworks الأمريكي.
أعلن الكونغرس الأمريكي أن المناطق الواقعة جنوب خط ماسون ديكسون هي دول رقيق. ولأن الجنوب كان متمسكاً بفكرة العبودية، انضمت ميريلاند إلى الولايات الجنوبية، ومن منطلق أنّ الخط بات فاصلاً بين الحرية والعبودية، كان الأفراد المستعبدين أحراراً بمجرد دخولهم ولاية بنسلفانيا.
ومع الوقت تضاعفت رمزية خط "ماسون ديكسون" في أذهان المناضلين ضد الاستعباد، كما أن أسماء المسّاحين الذين قاموا بإنشاء الخط، ارتبط اسمهم دون قصد بالنضال ضد العبودية.