قررت السلطات الفرنسية، الجمعة، 30 يونيو/حزيران 2023، إلغاء رحلات الحافلات والترام في عموم البلاد، اعتباراً من الساعة 21.00 (ت.غ+2) على خلفية الأحداث التي اندلعت إثر مقتل الفتى نائل على يد الشرطة، فيما حثت الأمم المتحدة فرنسا على معالجة "قضايا العنصرية العميقة" في البلاد.
إذ أمر وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، المحافظات بإلغاء خدمات الحافلات والترام في جميع أنحاء البلاد بعد الساعة 21:00، بحسب الصحافة المحلية.
كما قررت السلطات إلغاء خدمات الحافلات والترام في منطقة إيل دو فرانس، التي تضم العاصمة باريس بعد الساعة 21.00 من كل مساء حتى إشعار آخر، وذلك بعد تعليقها لمدة يوم.
وفي مدينة ليون، سيتم إلغاء خدمات الترام والحافلات اعتباراً من الساعة 20:00، بينما سيتم إيقاف جميع خدمات النقل العام في مرسيليا اعتباراً من الساعة 19:00.
وفي وقت سابق، قال دارمانان على تويتر إن الشرطة ألقت القبض على ما لا يقل عن 875 شخصاً في أنحاء البلاد الليلة الماضية بعد اشتباك مثيري الشغب، الغاضبين من مقتل الفتى نائل، مع الشرطة في عدة مدن في أحداث تخللها إضرام النيران في متاجر وبنوك وتحطيم حافلات.
والجمعة، ندد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "بالاستغلال غير المقبول" لمقتل الشاب نائل (17 عاماً) على يد الشرطة بالعاصمة باريس.
نشر تعزيزات أمنية
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع أزمة لحكومته، أعلن ماكرون نشر تعزيزات إضافية للسيطرة على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، حسب موقع فرانس "24" المحلي.
وكان مكتب الادعاء العام الفرنسي أفاد بأن الشاب كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر الثلاثاء، عندما أوقفته دورية للشرطة.
وأظهر مقطع مصوَّر، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها، ما أسفر عن مقتل الشاب.
معالجة "قضايا العنصرية"
في السياق، أعربت الأمم المتحدة، الجمعة، عن قلقها إزاء مقتل الشاب نائل (17 عاماً) على يد الشرطة الفرنسية، وحثت حكومة البلاد على معالجة "قضايا العنصرية العميقة" في أجهزة إنفاذ القانون.
إذ قالت رافينا شامداساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في مؤتمر صحفي عقدته بمدينة جنيف السويسرية: "حان الوقت لفرنسا للتعامل بجدية مع قضايا العنصرية العميقة والتمييز في أجهزة إنفاذ القانون".
كما أضافت أنه "يجب فتح تحقيق في أسرع وقت بجميع مزاعم استخدام القوة المفرطة خلال الاحتجاجات في فرنسا".
واندلعت الاحتجاجات في أرجاء فرنسا على خلفية مقتل الشاب على يد الشرطة، وقالت رئيسة الوزراء، إليزابيت بورن، الجمعة، إن الحكومة تدرس فرض حالة الطوارئ ضمن عدة خيارات لمواجهة الاحتجاجات.
وشددت المسؤولة الأممية على أهمية التجمع السلمي على خلفية مقتل الشاب.
كما دعت السلطات الفرنسية إلى ضمان أن استخدام القوة من قبل الشرطة "يحترم دائماً مبادئ الشرعية والضرورة والتناسب وعدم التمييز والمساءلة".