تعمل شركة بريطانية على تطوير برنامج ذكاء اصطناعي لمساعدة الراغبين في تنظيم حياتهم الصحية، خصوصاً منظومة الغذاء، عبر آليات وطرق قد تطبق لأول مرة، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023.
بحسب الخطط التي تعدها الشركة، فإنه إذا كنت جائعاً، وترغب في طبق معكرونة كريمية، فإن مساعد الذكاء الاصطناعي قد يكون له رأي آخر، فينبهك إلى أنك تناولت بالفعل وجبة فطور دسمة، لذلك قد يقترح عليك تناول الكوسة وسلطة الخضار، وطبق جانبي من المكملات الغذائية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ولتشجيعك أيضاً قد يريك ما سيبدو عليه "توأمك الرقمي" خلال 25 عاماً إذا استمر في تناول المعكرونة بشراهة!
ولو بدت لك رؤية شركة Deliveroo لتناول الطعام مزعجة مثل أن يريك جهاز الحاسوب نسخة بدينة من نفسك بعد التقاعد، فأثناء تناولك طبق الكوسة ستعمل نظارات الواقع المعزز على جعلها شبيهة بالمعكرونة، وستصدر أصوات ورائحة أكل المعكرونة.
بل سينقلك الواقع الافتراضي إلى ما يشبه ساحة إيطالية ريفية خلابة يستمتع فيها الناس بتناول المعكرونة.
وفي احتفالها بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها، استعانت شركة التوصيل بخبراء في المستقبل للتنبؤ بما سيحدث لتناول الطعام. وقد يبدو تناول الطعام اليوم شبيهاً بما كان عليه قبل 20 عاماً، لكنهم يقولون إن هذا لن يكون صحيحاً بعد 20 عاماً في المستقبل.
يقول توم تشيزرايت، عالم المستقبل التطبيقي: "بوسعي أن أتخيل أن مرحلة البلوغ في حياة شخصٍ عام 2040 قد لا تكون حصوله على هاتفه الأول أو سيارته الأولى، بل قد تصبح حصوله على مساعده الذكي الشخصي الأول والوحيد، والذي قد يصبح بعد ذلك شريكاً له مدى الحياة. وأنظمة الذكاء الاصطناعي الشخصية هذه ستتمكن من تقديم المشورة وإدارة النظم الغذائية الشخصية".
على أن الطعام لم يكن يوماً مرتبطاً بالتغذية فقط. وفي المستقبل، مثل الآن، سيكون تناول الطعام أيضاً نشاطاً اجتماعياً ووسيلة للتواصل. فصحيحٌ أننا سنجلس جميعاً لتناول وجباتنا الشخصية، المصممة خصوصاً لمتطلباتنا الغذائية الدقيقة، والمرتبطة بتحليل مرحاضنا الذكي لآخر مرة قضينا فيها حاجتنا، ستظل الفرصة متاحة للتواصل الاجتماعي.
وفي الواقع، قد تكون هذه التجمعات النقطة التي نقبل عندها أن للتكنولوجيا حدودها.
يقول تشيزرايت: "الذهاب في موعد غرامي بمطعم سيكون ممتعاً حقاً. تخيل تلك اللحظة من الاتصال العميق حين يخلع شخصان نظارتيهما الذكية ويتحدثان دون مساعدة من الذكاء الاصطناعي. هذه هي الحميمية".