نفى الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجود علاقة بين الدول الغربية وتمرد مجموعة "فاغنر" المسلحة في روسيا، وقال يوم الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023، إنَّ تمرد "فاغنر" جاء في سياق صراع داخل النظام الروسي، في حين قال يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية التي قادت تمرداً هدد نظام الرئيس فلاديمير بوتين، إن الهدف من التحرك كان إنقاذ "فاغنر" وليس الإطاحة بالحكومة الروسية، مضيفاً: "بدأنا الزحف إلى موسكو بسبب الظلم الذي تعرضنا له".
في أول تعليق له على التمرد، قال بايدن: "أوضحنا أننا لسنا متورطين، ولا علاقة لنا بهذا"، وأضاف الرئيس الأمريكي أن من "المبكر جداً" معرفة أين ستتجه الأمور في روسيا، أو التوصل إلى استنتاجات حاسمة بعد تمرد فاغنر.
بايدن اجتمع بحلفاء لمناقشة تمرد فاغنر
أوضح بايدن أنه اجتمع بـ"حلفاء رئيسيين في مكالمة فيديو عبر تطبيق زووم"، وذكر أنهم اتفقوا "على وجوب ألا نعطي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أي مبرر لإلقاء اللوم على الغرب وحلف شمال الأطلسي في ذلك"، وأكد الرئيس الأمريكي أن بلاده ستواصل دعمها لأوكرانيا بصرف النظر عما يحدث في روسيا.
يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات قال فيها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنَّ تمرد مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، شكَّل "تحدياً مباشراً لسلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وأكد بلينكن، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، أن "الأزمة الحالية في روسيا تثير تساؤلات كبرى، وتظهر وجود تصدعات حقيقية".
وأضاف: "رغم حل النزاع بالسرعة التي بدأ بها تقريباً، فإنه كان بمثابة ضربة لقيادة بوتين، الذي يواصل شن الحرب في أوكرانيا". وأوضح بلينكن: "لقد أثار بريغوجين نفسه، في هذا الحادث برمته، أسئلة عميقة حول المقدمات المنطقية للعدوان الروسي على أوكرانيا في المقام الأول".
ورجح وزير الخارجية الأمريكي استمرار التهديد ضد بوتين، قائلاً: "لم نشهد الفصل الأخير من القصة بعد، ونراقب ذلك عن كثب".
زعيم فاغنر يكشف كواليس التمرد
في حين قال يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية التي قادت تمرداً هدد نظام الرئيس فلاديمير بوتين، قبل انسحاب قواته في نهاية المطاف، إن الهدف من التحرك كان إنقاذ "فاغنر" وليس الإطاحة بالحكومة الروسية، مضيفاً: "بدأنا الزحف إلى موسكو بسبب الظلم الذي تعرضنا له".
أضاف بريغوجين، الذي خرج عن صمته بعد أحداث التمرد التي أثارت انتباه العالم، وذلك يوم الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023، أنه كان يهدف إلى الاحتجاج على طريقة إدارة الحرب في أوكرانيا، موضحاً: "أردنا محاسبة هؤلاء الذين ارتكبوا أخطاء خلال الحملة العسكرية".
زعيم فاغنر يكشف كواليس التمرد
بريغوجين قال في رسالة صوتية، مدتها نحو 11 دقيقة، إن المجموعة حظيت بالدعم في البلدات التي دخلتها أثناء التمرد، مضيفاً: "المدن الروسية استقبلتنا بالأعلام وكان السكان سعداء بوجودنا".
وتابع في كلمته، أنَّ تقدم قواته كشف مشكلات "خطيرة" في الأمن بروسيا، مؤكداً "السيطرة على مدينة روستوف بالكامل" مع عدم قتل أي جندي روسي خلال الأحداث. وقال: "كان هناك قرار بحل المجموعة في الأول من يوليو/تموز"، وأكد أنه لم يوافق أحد من المجموعة على توقيع عقد مع وزارة الدفاع الروسية.
روسيا تحقق في تمرد فاغنر
في سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، وفق ما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن المخابرات الروسية تحقق فيما إذا كانت أجهزة الاستخبارات الغربية متورطة في الأحداث التي وقعت في روسيا، السبت.
وغالباً ما تزعم روسيا التدخل الأجنبي في العمليات المحلية. ولم يقدم لافروف على الفور أدلة أو معلومات إضافية عن هذا التحقيق المزعوم.
ورداً على سؤال يقول: "هل لديكم دليل على أنه لا أوكرانيا ولا الغرب متورط في التمرد؟"، أجاب لافروف: "أنا أعمل في دائرة ليست منخرطة في جمع الأدلة على ارتكاب أنشطة غير قانونية. لكن لدينا مثل تلك الأجهزة، وأؤكد لكم أنها تبحث بالفعل في ذلك".
ما يحدث شأن داخلي في روسيا
قال إن السفيرة الأمريكية في روسيا أشارت إلى أن الولايات المتحدة "لا علاقة لها" بالأحداث الجارية في روسيا، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأوضح: "عندما تحدثت السفيرة الأمريكية (لين) تريسي مع الممثلين الروس، أعطت إشارات. كانت هذه الإشارات في المقام الأول أن الولايات المتحدة لا علاقة لها بالأحداث في روسيا، وأن الولايات المتحدة تأمل بشدةٍ أن تكون الأسلحة النووية في أمان، وأن الدبلوماسيين الأمريكيين لن يعانوا".
وأضاف لافروف في تصريحات بالفيديو، تم تسجيلها الأحد، ونشرتها قناة "روسيا اليوم"، التي تسيطر عليها الدولة، الإثنين، أنه "تم التأكيد بشكل خاص على أن الولايات المتحدة تنطلق من حقيقة أن كل ما يحدث شأن داخلي للاتحاد الروسي".
وأكد أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المساعدة في إنهاء التمرد القصير، خلال محادثة هاتفية، صباح السبت، من أجل "تجنب إراقة الدماء الكبيرة التي ستحدث حتماً إذا استمر المتمردون في التحرك نحو موسكو، وهذا الاقتراح أيده الرئيس بوتين، والنتيجة معروفة لكم، والتي أعلنها المتحدث باسم الكرملين".
وجاءت تصريحات لافروف، بعدما كان زعيم مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين، أعلن سيطرته على منشآت عسكرية في منطقتي روستوف وفورونيغ في جنوب روسيا، وبعد ساعات، تدخّل الرئيس البيلاروسي وتم التوصل إلى اتفاق، الأحد، بانتقال بريغوجين إلى بيلاروسيا وإنهاء تمرد مرتزقة فاغنر.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد ظهر الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023، في فيديو نشره الكرملين، متحدثاً لأول مرة منذ انتهاء التمرد المسلح الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الأيام الماضية وتسبب في أزمة عسكرية داخل موسكو، حتى نجحت بيلاروسيا في إجراء وساطة بين الطرفين لإنهاء هذه الأزمة.
وألقى بوتين كلمة أمام منتدى شبابي أطلق عليه اسم "مهندسو المستقبل"؛ حيث أشاد بجهود الشركات لضمان "التشغيل المستقر" للقطاع الصناعي بالبلاد "في مواجهة التحديات الخارجية الكبرى". وأضاف: "نقوم بتعزيز الأمن والاقتصاد في روسيا بشكل متوازٍ"، ولم يتضح على الفور توقيت أو مكان تسجيل كلمة الرئيس الروسي.