قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023، إن وثائق من أرشيف الاحتلال الاسرائيلي كُشف عنها مؤخراً أشارت إلى محاولات الميليشيات الصهيونية الاستعانة بألمانيا النازية في معركتها مع سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين.
حيث كتبت صحيفة Haaretz: "بعد 81 عاماً، لا يزال عصياً على الإدراك كيف آمن اليهود في أرض إسرائيل بالاستعانة بألمانيا النازية في معركة تحرير الوطن من السيطرة البريطانية".
وثائق تخص إسرائيل تكشف مساعٍ لتجنيد النازيين
نُشرت هذه الوثائق في الأيام الماضية وتتضمن استجواب إفرايم زيتلر، عضو ميليشيا ليحي الصهيونية التي سبقت قيام دولة إسرائيل، الذي اختطفه مقاتلو الهاغاناه، ميليشيا صهيونية أخرى، عام 1942.
وقال زيتلر للمحققين: "سنتواصل مع أي قوة عسكرية مستعدة للمساعدة في إقامة مملكة إسرائيل، حتى لو كانت ألمانيا". وأضاف: "الشرط الوحيد أن نحصل على أسلحة، حتى نتمكن من محاربة الإنجليز".
وتابع قائلاً عن ألمانيا: "إذا وافقت ألمانيا على مساعدتنا في محاربة عدونا الأول، الإنجليز، فسوف نتعاون معها. فهي ليست عدوة لليهود في إسرائيل".
وكشفت صحيفة Haaretz في مقالها عن معلومات بددت الرواية الصهيونية القائلة بوجود تعاون فلسطيني مع ألمانيا النازية.
تنفيذ الحل النهائي مع اليهود!
في حين خضع زيتلر لهذا الاستجواب بعد أسبوعين تقريباً من مؤتمر وانسي في برلين، الذي ناقش فيه المسؤولون النازيون تنفيذ "الحل النهائي" مع اليهود. ويُعتقد أن تأمين الدعم النازي قد اقترحه قبل ذلك بعامين أفراهام ستيرن، زعيم ميليشيا ليحي الذي نادى بمحاربة الحكم البريطاني.
وبحسب صحيفة Haaretz، التقى عملاء ليحي بمسؤول من وزارة الخارجية الألمانية في بيروت نهاية عام 1940.
وتشير الوثيقة التي عرضتها الصحيفة إلى استراتيجيات مختلفة، تشمل شراكة بين الميليشيات اليهودية والنازيين. وأشارت أيضاً إلى مقترح بأن تشارك ليحي في الحرب إلى جانب ألمانيا، بحجة وجود مصلحة مشتركة بين "الفكر الألماني والطموحات القومية الحقيقية للشعب اليهودي".
تفاصيل تخص الموقف الألماني من إنشاء دولة يهودية
جاء في الوثيقة أن "إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أساس قومي شمولي، في إطار علاقة تحالف مع الرايخ الألماني، يتوافق مع الحفاظ على القوة الألمانية". ولم يرد النازيون على هذا المقترح، بحسب صحيفة Haaretz.
وخلال تلك الفترة، قيل إن ألمانيا انحازت إلى مفتي القدس الفلسطيني، الحاج أمين الحسيني، الذي طلب اللجوء في ألمانيا هرباً من البريطانيين وكان يتعشم في تأمين دعم الزعيم الألماني لطرد البريطانيين.
وكان مما قاله ستيرن: "استراتيجية صالحة تنتهي بالفشل استراتيجية فاسدة؛ واستراتيجية "فاسدة" تنتهي بالنصر هي الاستراتيجية الصالحة".