توالت ردود الفعل الدولية عقب التمرد الذي يقوده رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين ضد الجيش الروسي، إذ حذرت دول ومنظمات أممية عقب مراقبتها الوضع عن كثب بموسكو من استمرار "الاضطرابات" داخل روسيا، والتي قد تؤثر على إمدادات الطاقة والغذاء.
رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، دعا السبت 24 يونيو/حزيران 2023، جميع الأطراف في روسيا إلى حماية المدنيين، بعدما سيطر يفغيني بريغوجين على إحدى المدن الجنوبية.
وصرَّح سوناك لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، في مقابلة ستُذاع كاملة يوم الأحد "أهم شيء سأقوله هو أن تتحلى جميع الأطراف بالمسؤولية، وأن تحمي المدنيين"، مضيفاً "نراقب عن كثب الموقف وكيفية تطوره على الأرض. نحن على اتصال مع حلفائنا، وفي الواقع سأتحدث مع بعضهم في وقت لاحق اليوم".
تحذير من الاضطرابات
كما حذّرت وزارة الخارجية البريطانية من خطر حدوث اضطرابات في أنحاء روسيا، خلال تحديث لتوجيهاتها للمسافرين، السبت، وذلك بعد تحركات لمجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة.
من جانبه، قال القصر الرئاسي في فرنسا، السبت، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع الوضع في روسيا عن كثب، مؤكداً أن "تركيزنا لا يزال على دعم أوكرانيا".
بدروها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن ألمانيا تراقب التطورات في روسيا عن كثب، وعلى اتصال وثيق مع شركائها الدوليين.
وفي تغريدة للوزارة على تويتر أوضحت: "ينبغي للمواطنين الألمان في روسيا بكل تأكيد الاستفادة من نصائحنا المعدلة للسفر"، وذلك بعد أن طلبت الوزارة من المسافرين تجنب وسط مدينة موسكو.
وارسو تراقب الموقف
كما قال الرئيس البولندي أندريه دودا، السبت، إنه أجرى مشاورات مع عدة مسؤولين حول الموقف في روسيا، مضيفاً أن وارسو تراقب الموقف.
وأضاف دودا "فيما يتعلق بالموقف في روسيا، أجرينا هذا الصباح مشاورات مع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ومع الحلفاء أيضاً، نراقب مسار الأحداث خلف حدودنا الشرقية بصورة مستمرة".
فيما رأت كييف، السبت، أن ما يحدث في روسيا هو "مجرد البداية" مع إعلان مجموعة فاغنر العسكرية تمرداً على القيادة العسكرية الروسية، بعد 16 شهراً من غزو الكرملين لأوكرانيا.
تعزيز أمن الحدود في إستونيا
وفي إستونيا، قالت رئيسة وزراء كايا كالاس إن بلادها تعزز أمن حدودها، وناشدت المواطنين عدم السفر إلى أي جزء من روسيا المجاورة.
وعلى تويتر كتبت كالاس "يمكنني التأكيد أنه ليس هناك أي تهديد مباشر لبلدنا".
وتعليقاً على الأزمة بين فاغنر وروسيا، قالت وزيرة الخارجية الفنلندية إن المنافسة على النفوذ مستمرة منذ زمن طويل، فالوضع غير واضح ويتطور بسرعة، فيما أكدت رئيسة وزراء إيطاليا أن "العدوان" على أوكرانيا يتسبب أيضاً في زعزعة الاستقرار داخل الاتحاد الروسي.
تخوفات على إمدادات الغذاء
إلى ذلك، عبّرت وزارة الخارجية القطرية في بيان السبت، عن قلق الدوحة حيال الوضع في روسيا، ودعت جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس".
البيان أضاف "تحذر وزارة الخارجية من أن تفاقم الأوضاع في روسيا وأوكرانيا ستكون له تبعات سلبية على الأمن والسلم الدوليين، وعلى إمدادات الغذاء والطاقة".
في السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي، السبت، أن الأزمة الحاصلة بين مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة والدولة الروسية "هي قضية داخلية".
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، عبر تويتر، إن الاتحاد يراقب الوضع عن كثب، مضيفاً أن "هذا الأمر هو بشكل واضح قضية داخلية لروسيا"، لافتاً إلى أنه على اتصال بالزعماء الأوروبيين والشركاء في مجموعة الدول السبع الصناعية، وهي: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، واليابان.
وفي وقت سابق، السبت، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخول مجموعة فاغنر، شبه العسكرية، إلى مدينة روستوف، ومحاصرة مقر المنطقة العسكرية الجنوبية بـ"التمرد المسلح".
وقال بوتين في خطاب متلفز "نواجه خيانة، الطموحات المفرطة والمصالح الشخصية أدت إلى خيانة البلاد والشعب"، مؤكداً أن كافة المتورطين في هذه المحاولة "سيُعاقبون حتماً".
وتحدَّى زعيم مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين، وقال بريغوجين إن "الرئيس مخطئ".
تفجَّر هذا الصراع المؤرِّق للكرملين بعدما اتَّهم زعيم "فاغنر" بريغوجين (الملقب بطباخ بوتين)، الجيشَ الروسي بقتل عدد كبير من عناصره في قصفٍ استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا، وهو اتّهام نفته موسكو، مُطالبةً مقاتلي "فاغنر" باعتقاله بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".
كان بريغوجين قد دأب منذ أشهر على اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بمنع الذخيرة عن مقاتليه والتضحية بهم، كما تحدث عن ممارسات ترقى إلى الخيانة.