ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن هجوماً بطائرة مسيرة استهدف بلدة القرداحة مسقط رأس عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد، الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023 بقذيفتين، وهو ما أدى لمقتل شخص وإصابة آخر بجروح طفيفة.
جاء الهجوم بعد يوم من نشر الوكالة نبأ عن تنفيذ هجوم بطائرة مسيرة على بلدة سلحب التي تسيطر عليها الحكومة في شمال غربي سوريا بالقرب من مناطق المعارضة، مما أسفر عن مقتل امرأة وطفل.
تصاعد القتال بين قوات بشار الأسد والمعارضة
يأتي الهجومان على القرداحة وسلحب، اللتين تفصل بينهما مسافة 35 كيلومتراً، وسط تصاعد للقتال بالشمال الغربي في ظل عمليات قصف متبادلة بين القوات الحكومية السورية والمعارضة على بعض الخطوط الأمامية.
وتبعد القرداحة نحو عشرة كيلومترات عن قاعدة حميميم الجوية الروسية. وقالت المعارضة السورية إن طائرات حربية روسية استهدفت في الآونة الأخيرة مناطق تسيطر عليها المعارضة. وقالت مصادر من الجانبين إن القوات الحكومية السورية عززت انتشارها في بعض المناطق الأمامية.
وتوقفت معظم المعارك الرئيسية في سوريا مع استقرار الوضع بالخطوط الأمامية إلى حد كبير خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن استعادت حكومة الأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد بمساعدة روسيا وإيران.
لكن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون بدعم من تركيا على جيب بمحافظة إدلب في الشمال الغربي، بالقرب من القرداحة وسلحب، وتنشب معارك متفرقة بينهم وبين القوات الحكومية السورية.
مطالب بالتفاوض المباشر مع بشار الأسد
في إطار مغاير، وعلى وقع تغيرات سياسية تمثلت بعودة دمشق إلى الحضن العربي بعد عزلة طالت 12 عاماً، دعت هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع النظام برعاية الأمم المتحدة.
ودعت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، التي تضم ممثلين عن المعارضة على رأسهم الائتلاف الوطني السوري، إثر اجتماع في جنيف، "الدول الشقيقة والصديقة بدعم جهود الأمم المتحدة، لاتخاذ كل ما يلزم من قرارات لتطبيق الحل السياسي الشامل وفق منطوق قرار مجلس الأمن الدولي 2254" الصادر في 2015، والذي يحدد خارطة طريق دولية للتوصل إلى حل سياسي.
واعتبرت هيئة التفاوض التي شكلت الوفد المعارض الأساسي خلال جولات مفاوضات عدة برعاية الأمم المتحدة، أن "الحراك النشط الخاص بالمسألة السورية يؤمن ظرفاً مناسباً باستئناف المفاوضات المباشرة"، انطلاقاً من القرار الأممي، "ووفق جدول أعمال وجدول زمني محددين".
ومنذ سنوات النزاع الأولى، لعبت الأمم المتحدة دور الوسيط بين الحكومة والمعارضة بقيادتها جولات مفاوضات عدة، معظمها في جنيف، وآخرها في العام 2018. وقد اصطدمت جميعها بحائط مسدود، في ظل مطالبة المعارضة بانتقال سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد، وإصرار دمشق على عدم بحث مستقبله.
وبعد فشل المفاوضات بين الطرفين، تركزت جهود الأمم المتحدة على عقد محادثات لصياغة دستور جديد، لكنها أيضاً لم تحقق أي تقدم.