دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023، إلى "إطلاق العنان لإقامة مزيد من البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية، وشن عملية عسكرية واسعة يتم خلالها القضاء على آلاف الفلسطينيين إذا لزم الأمر".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بن غفير خلال زيارته بؤرة "إفياتار" الاستيطانية، فوق جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال بن غفير، وهو رئيس حزب "قوة يهودية" المتطرف: "موقفي معروف، وأنا أمنحكم دعماً كاملاً ومطلقاً، لكني أريد أكثر بكثير من المستوطنة هنا، وينبغي أن تكون هنا مستوطنة كاملة، وليس هنا فقط وإنما في جميع التلال من حولنا".
وتابع: "نحن بحاجة إلى تعزيز الاستيطان في أرض إسرائيل وفي الوقت نفسه شن عملية عسكرية (تشمل) هدم المباني وتصفية مخربين، ليس واحداً أو اثنين، بل عشرات ومئات، وآلاف إذا لزم الأمر".
في المقابل، أدانت الخارجية الفلسطينية "بشدةٍ الاقتحام الاستفزازي الذي ارتكبه بن غفير لجبل صبيح والمواقف العنصرية التي أطلقها والداعية إلى شرعنة البؤرة الاستيطانية العشوائية".
وذكرت الوزارة في بيان، أن "الحكومة الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر للجمعيات والمنظمات الاستيطانية لإقامة العشرات من البؤر العشوائية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، في إمعان إسرائيلي رسمي على تصعيد إجراءات الاحتلال لتسريع الضم التدريجي الزاحف وغير المعلن للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".
وقالت إن الإجراءات الإسرائيلية ستؤدي "إلى إغلاق الباب نهائياً أمام فرصة إحياء عملية السلام وتطبيق مبدأ حل الدولتين، في استخفاف إسرائيلي رسمي بالشرعية الدولية".
بدوره، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إلى تحقيق دولي في "جرائم الاحتلال".
وأضاف عبر تويتر: "ما نتعرض له حرب شرسة شاملة تتطلب وحدة وتماسك شعبنا بكل قواه، وعلى المجتمع الدولي التحرك العاجل قبل فوات الأوان، وإرسال لجان تحقيق وحماية في جرائم الاحتلال".
وقال إن "دور السلطة الفلسطينية هو إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني في الحرية والاستقلال وحماية الشعب الفلسطيني، ولم ولن ترضى بغير هذا الدور الوطني والتاريخي".
وتزايدت الدعوات داخل المنظومة السياسية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، لتنفيذ عملية عسكرية واسعة بالضفة الغربية التي تشهد تصاعد التوترات.
وخلال اليومين الأخيرين، عاد عشرات المستوطنين إلى بؤرة "إفياتار" الاستيطانية التي كان الجيش الإسرائيلي أعلن إخلاءها منتصف 2021 واعتبرها منطقة عسكرية.
ومعظم البؤر الاستيطانية غير الشرعية (مخالفة للقانون الإسرائيلي) يقيمها مستوطنون متطرفون يطلقون على أنفسهم جماعة "شبيبة التلال"، وهي المسؤولة أيضاً عن ارتكاب جرائم متواصلة بحق الفلسطينيين تحت شعار "تدفيع الثمن".
توسيع الاستيطان بالضفة
في وقت سابقٍ الجمعة، قالت "يديعوت أحرونوت" إن مستوطنين أقاموا خلال الساعات الـ24 الأخيرة نحو 7 بؤر استيطانية غير شرعية على الأقل في الضفة بعلم القيادة السياسية وحكومة بنيامين نتنياهو.
ووافق نتنياهو ووزيرا الدفاع يوآف غالانت والمالية بتسلئيل سموتريتش على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "عيلي" وسط الضفة، "رداً على عملية إطلاق النار بالمستوطنة ذاتها"، الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين، ومقتل مسلحين فلسطينيين، بحسب المصدر ذاته.
بحسب بيان حركة "السلام الآن"، (يسارية غير حكومية)، يعيش نحو 700 ألف مستوطن في 146 مستوطنة و146 بؤرة استيطانية عشوائية مقامة على أراضي الضفة الغربية، من ضمنها القدس الشرقية المحتلة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي أنشطة غير قانونية وتطالب بوقفها، محذرةً من أن ذلك يهدد مبدأ حل الدولتين.