شهدت بعض مدن جنوب غربي السودان فراراً من السكان، الخميس 22 يونيو/حزيران 2023، مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش والحركة الشعبية لتحرير السودان، وهو ما يهدد بفتح جبهة أخرى في المواجهات الدائرة بالبلاد منذ أكثر من شهرين.
حيث قال شهود إن سكان مدينة كادوقلي، وهي عاصمة ولاية جنوب كردفان، في جنوب غربي السودان، بدأوا الفرار وهي عاصمة ولاية جنوب كردفان، تزامناً مع تصعيد القتال في دارفور.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه مولي في، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، الخميس، إن الولايات المتحدة علقت محادثات السودان، لأنها لا تحقق النجاح المنشود بشكلها الحالي.
وأضافت في جلسة للجنة الفرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب: "الصيغة لا تحقق النجاح الذي نريد"، وذلك بعد مجموعة من اتفاقات وقف إطلاق نار جرى انتهاكها.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان، تسببت الاشتباكات في نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص من ديارهم وهددت بزعزعة استقرار البلدان المجاورة التي تعاني من مزيج من الصراع والفقر والضغوط الاقتصادية.
وقال سكان إن الضربات الجوية للجيش خلال قتاله مع قوات الدعم السريع أصابت صباح اليوم مناطق بجنوب الخرطوم، وإن قوات الدعم السريع ردت بالأسلحة المضادة للطائرات.
تصعيد في الغرب
واتهم الجيش السوداني، الأربعاء، الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار وبمهاجمة وحدة تابعة للجيش في كادوقلي. وتسيطر الحركة على أجزاء من ولاية جنوب كردفان.
وقال الجيش إنه تصدى للهجوم لكنه تكبد خسائر.
وتقع حقول النفط السودانية الرئيسية بولاية جنوب كردفان التي تشترك في حدودها مع ولاية غرب دارفور ودولة جنوب السودان.
فيما قال السكان إن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع دولة جنوب السودان، هاجمت الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان الأربعاء، وهو ما فعلته أيضاً قوات الدعم السريع.
وذكر سكان كادوقلي أن الجيش أعاد نشر قواته الخميس؛ لحماية مواقعه في المدينة، بينما يتجمع أفراد الحركة الشعبية في مناطق بضواحي المدينة.
وأشاروا إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات، إضافة إلى تناقص إمدادات الأغذية والمستلزمات الطبية.
أدت الحرب إلى اندلاع العنف في دارفور، وتكبدت مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور أفدح الخسائر جراء ذلك.
وقال شهود إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بما يشمل المنطقة المحيطة بالسوق الرئيسية، وذلك بعد انتشار قوات من الجانبين في أنحاء المدينة.
وشهدت مدينة نيالا، وهي عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأيام الماضية بعد فترة من الهدوء، وذلك في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات. وكانت المدينتان هادئتبن نسبياً بعد اتفاقات هدنة جرى التوصل إليها محلياً.
ويتبادل الطرفان، الجيش والدعم السريع، اتهامات ببدء القتال أولاً وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.