مع اقتراب عيد الأضحى يبدأ المسلمون في جميع أنحاء العالم بالبحث عن أضحية العيد، وفي المغرب توجد العديد من أنواع الأضاحي، فهناك من يفضل الأبقار أو الماعز أو الجمال في بعض المناطق الصحراوية.
فيما يفضل البعض أن تكون أضحية العيد خروفاً، هذا الأخير الذي تختلف الأنواع فيه بالمغرب، فمنها أنواع من السلالات أشهرها الصردي، إذ يصفه المغاربة بـ"سيد الأكباش" فيما يتعمقون بوصفه بقولهم عنه "يأكل من سواد وينظر بسواد ويمشي على سواد"، وهو الوصف الدقيق لهذه السلالة من الخرفان.
الصردي بين الندرة والجمال
يجتمع المغاربة على كون الصردي من أجمل سلالات الأغنام، إذ يتميز ببنيته القوية وعلو قامته، بالإضافة إلى صوفه الأبيض الخالي من البقع، والذي يختفي عند منطقة البطن والرأس والأرجل، كما تكتظ أسواق المملكة المغربية خلال فترة العيد بالراغبين في اقتناء هذه السلالة التي تحظى بشعبية كبيرة، مقارنة بباقي الأصناف الأخرى، فضلاً عن جودة لحومها.
في المغرب توجد العديد من الأصناف، أبرزها سلالة "أبي جعد" وبني مكيل وغيرها، إلا أن أشهرها وأعلاها في أسواق الماشية هو الصردي، الذي لا يوجد إلا في المغرب، حسب موقع "سكاي نيوز بالعربي"، ويقدر عدد رؤوس قطيع الصردي بالمغرب قرابة 3 ملايين رأس.
ينتج هذا النوع من الماشية حوالي مليون حمل كل سنة، من بينها 300 ألف خروف جاهز للذبح خلال فترة عيد الأضحى، كما يسهم في إنتاج 4 آلاف و800 طن من اللحوم الحمراء، بحسب بيانات رسمية لوزارة الفلاحة المغربية.
أما بخصوص المنطقة الأصلية لهذه الفصيلة من الغنم، فهي الشاوية والرحامنة، وسط المغرب، التي تعرف بتكلفتها والظروف البيئية الصعبة، فيما يتشبث راعو الغنم في هذه المناطق بتربية الصردي الذي توارثوه أباً عن جد.
أسعار خيالية والسبب الأعلاف
بالانتقال إلى إحدى المناطق المغربية المشهورة في تربية مواشي الصردي، يعود السبب في غلاء أسعار هذا النوع إلى عدة عوامل، بغض النظر عن شكله الجميل، فهذا النوع يتطلب عناية خاصة وأنواعاً من العلف الطبيعي الخاص بهذه السلالة، ما يجعل لحومها أكثر جودة، الشيء الذي يزيد من ثمنها.
حسب موقع "le360" المغربي يقبل المغاربة على اقتناء "الصردي" رغم اختلاف شرائحهم الاجتماعية وقدراتهم الشرائية، لافتاً إلى أن سعره يتراوح عموماً بين 200 وألف و700 دولار للخروف الواحد، فيما يتراوح وزنه بين 30 و80 كيلوغراماً.
فيما يصل سعر بعضها إلى أزيد من 7 آلاف دولار أمريكي، حسب حجمه الذي قد يصل إلى 100 كلغ وجودته، بالإضافة إلى ذلك تعتبر هذه السلالة أهم الخرفان الخاصة بالملوك المغاربة الذين يقومون بذبحها في هذا اليوم منذ القدم.
فيما يشير مربو الأغنام إلى أن جهوداً كبيرة تبذل من قبل عدة جهات مهتمة بالقطاع، من أجل تثمين هذه السلالة الأصيلة التي تتكيف مع المراعي الجافة.
المغرب والمعرض الخاص بالصردي
وينظم في المغرب معرض وطني خاص بسلالة "الصردي"، يهدف إلى تبادل المعلومات والوقوف على التقدم التكنولوجي في الإنتاج الحيواني، وتشجيع تربية الأغنام وتعزيز الموروث الجيني لسلالة "الصردي"، باعتبارها ثروة وطنية.
وتحرص المملكة على تثمين وتطوير هذا الصنف، ومساعدة الفاعلين في القطاع من أجل تجويد تقنيات الإنتاج والتسويق، كما يعمل الأطباء البيطريون على مواكبة المهنيين وتزويدهم بالطرق العلمية الأنسب لتربية ورعاية هذا النوع من الأغنام.
كما تمنع الحكومة المغربية تصدير هذا النوع من الأكباش إلى الخارج لندرته وجودته الخاصة التي يفوق عدد الطلب عليها في أيام العيد العرض الموجود في السوق، ما يؤثر أيضاً على سعرها.
بالإضافة إلى ذلك يسعى المغرب إلى التعريف بهذا النوع من الأغنام عن طريق معرض الفلاحة الذي يقام سنوياً في مدينة مكناس وسط المغرب، والذي تشارك فيه العديد من الدول بمختلف أنواع الحيوانات سواء الأبقار أو الخيول أو الأغنام وغيرها.