شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023، اشتباكات عنيفة في عدة مناطق، بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد انتهاء هدنةٍ مدتها 72 ساعة برعاية أمريكية سعودية، فيما دارت اشتباكات بين الجيش والحركة الشعبية لأول مرة منذ بدء الأحداث الأخيرة في أبريل/نيسان.
وقبل وقت قصير من انتهاء الهدنة في السادسة من صباح الأربعاء، وردت تقارير عن اندلاع قتال في المدن الثلاث بمنطقة العاصمة الأوسع على ضفتي نهر النيل، الخرطوم وبحري وأم درمان.
وتدور الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين، مما أدى إلى دمار في العاصمة واندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في منطقة دارفور غرب البلاد وفرار أكثر من 2.5 مليون شخص من ديارهم.
ووصف مراقبون محليون وأجانب هجمات الميليشيات المرتبطة بقوات الدعم السريع في مدينة الجنينة بغرب السودان بأنها تطهير عرقي.
وقال شهود إن طائرات الجيش نفذت ضربات في مدينة بحري، كما ردت قوات الدعم السريع بالنيران المضادة للطائرات. وأمكن رؤية دخان يتصاعد من المنطقة الصناعية.
كما قالوا إن أم درمان شهدت إطلاق نيران مدفعية واشتباكات عنيفة، كما وقعت اشتباكات على الأرض في جنوب الخرطوم.
وأفاد شهود بأن قوات الدعم السريع هاجمت أيضاً معسكراً منفصلاً للجيش في جزء آخر من المدينة، الأربعاء.
حيث قال ناشط محلي إن الجيش اشتبك مع قوات الدعم السريع في أحياء بوسط وشمال مدينة نيالا، إحدى أكبر مدن السودان وعاصمة ولاية جنوب دارفور، وذلك لليوم الثاني بعد فترة من الهدوء.
وكان وقف إطلاق النار هو الأحدث في عدة اتفاقات هدنة عقدت من خلال محادثات بوساطة السعودية والولايات المتحدة في جدة، ومثلما حدث خلال أوقات وقف إطلاق نار سابقة، وردت تقارير عن انتهاكات من الجانبين.
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، تبادل الطرفان الاتهامات فيما يتعلق باندلاع حريق كبير في مقر المخابرات، الذي يقع بمجمع دفاعي وسط الخرطوم جرت حوله معارك منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان.
اشتباكات مع الحركة الشعبية
وأوضح سكان أيضاً، أن اشتباكات وقعت بالقرب من مقر الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، حيث تتجمع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وهي قوة متمردة كبيرة غير متحالفة بشكل واضح مع أي من الفصيلين.
فيما اتهم الجيش السوداني، الأربعاء، "الحركة الشعبية" بقيادة عبد العزيز الحلو، بمهاجمة قواته في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان (جنوب) رغم الهدنة.
وأفاد الجيش في بيان، بأن قواته برئاسة اللواء 54 مشاة في كادوقلي "تعرضت لهجوم غادر من الحركة الشعبية رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين".
وأضاف البيان: "تصدت قواتنا للهجوم وكبَّدت المتمردين خسائر كبيرة".
وأشار إلى "سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف قوات الجيش في أعقاب تصديها للهجوم (لم يحدد عددهم)"، فيما لم يصدر من الحركة الشعبية أي تعليق فوري بهذا الخصوص.
وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مددت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال، اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.
وينشط قتال الحركة الشعبية في منطقتي جنوب كردفان (جنوب)، والنيل الأزرق (جنوب شرق)، منذ العام 2011 من أجل الحصول على وضع خاص للمنطقتين.
ومنذ 6 مايو/أيار الماضي، ترعى السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت في الـ11 من الشهر ذاته، عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
تلا ذلك إعلان أكثر من هدنة، سُجّلت خلالها خروقات جسيمة، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات بداية يونيو/حزيران الجاري.
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولاً وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.