من ظهور البقع الداكنة تحت العينين إلى السكتة القلبية وحتى الموت.. هذا ما يفعله السهر بأجسادنا

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/21 الساعة 21:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/21 الساعة 21:05 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ أضرار السهر على الجسم

السهر عادة سيئة يمارسها كثيرون، يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل مثل العمل أو الدراسة، أو ببساطة على سبيل الترفيه. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن أضرار السهر على الجسم متعددة وخطيرة، ويمكن أن تؤثر سلباً على الصحة بشكل عام.

أضرار السهر على الجسم

في هذا التقرير، سنستكشف أضرار السهر وأهمية الحصول على ساعات نوم كافية للصحة العامة.

أضرار السهر على القلب 

وفقاً لما ذكره موقع All Things Health الأمريكي، فإن هناك صلة مباشرة بين السهر وانتشار أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين.

وأكد الموقع أنه نظراً إلى انخفاض ضغط الدم أثناء النوم، فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من الراحة ليلاً يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر للإصابة باضطرابات القلب مثل السكتة الدماغية.

كما أنّ النوم منخفض الجودة يؤدي إلى حدوث الالتهاب ويحفز تصلُّب الشرايين. حالة تتراكم فيها اللويحات في الشرايين وتحدُّ من تدفق الدم إلى القلب والأعضاء الأخرى، ويمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى الوفاة.

أضرار السهر على الكبد 

في دراسة أجرتها جامعة جنيف عام 2017، اكتشف العلماء في سويسرا أن الكبد يتكيف مع دورة النوم والاستيقاظ ويعمل وفقاً لها.

يتعرف كبدنا على إيقاع الساعة البيولوجية لجسمك من خلال تدوين ملاحظات عن مرحلته النشطة (أثناء النهار) والمراحل السلبية (الليلية)، لهذا السبب يتمدد الكبد أثناء النهار وينكمش إلى حجمه الأصلي ليلاً.

إن السهر لوقت متأخر من شأنه أن يربك عمل الكبد ويعطله، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتليف الكبد. 

وبالمثل، يعتقد الطب الصيني التقليدي أن النوم لوقت متأخر، يمكن أن يعطل أداء الكبد.

تركز الدورة الدموية على الكبد بين الساعة الـ11 مساءً والـ3 صباحاً، إذا كنا لا نزال مستيقظين خلال ذلك الوقت، فسيتعين على الكبد العمل بجدية أكبر وقد يُضعف نفسه.

ونظراً إلى أنه يلعب دوراً كبيراً في التخلص من السموم، فإن الكبد التالف سيؤثر بشدة على صحتك. 

Shutter Stock/ أضرار السهر على الجسم
Shutter Stock/ أضرار السهر على الجسم

أضرار السهر على الأمعاء 

يقول ريان باريش وهو طبيب في مؤسسة Henry Ford Health الطبية الأمريكية: "إن السهر والأمعاء مترابطان ببعضهما، خاصة عندما يتعلق الأمر بكيفية تأثير النوم على بكتيريا الأمعاء، لكننا نعلم أن صحة الجهاز الهضمي يمكن أن تلعب دوراً في كيفية نوم الشخص ونومه جيداً، ويمكن أن تؤثر على جودة وظائف الجهاز الهضمي".

وأضاف أن هناك 3 طرق يمكن أن يؤثر السهر بها على صحة القناة الهضمية:

1- السهر يمكن أن يزيد من التوتر الذي يؤثر على القناة الهضمية

عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن تصبح هرموناتك غير متوازنة، ويمكن أن يرتفع هرمون التوتر، الكورتيزول.

يمكن أن يسبب الإجهاد المتزايد مشاكل في نفاذية الأمعاء -أو شيء يعرف باسم الأمعاء المتسربة- حيث يمكن للأطعمة والسموم أن تمر عبر الأمعاء إلى مجرى الدم.

هذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل من ضمنها الانتفاخ، والالتهابات، وآلام في المعدة، والحساسية الغذائية، وتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، كما يقول الدكتور باريش.

2- يمكن أن يؤثر السهر على الخيارات الغذائية

عندما تكون محروماً من النوم، فإن بعض الهرمونات التي تتحكم في الجوع يمكن أن تتأثر قليلاً، مما يؤدي إلى زيادة الشهية.

فضلاً عن حقيقة أنه عندما تكون متعباً، فمن المرجح أن تتحول إلى خيارات غذائية غير صحية لزيادة الطاقة بسرعة. (فكر في الكربوهيدرات المصنعة والسكر والدهون المتحولة.) يمكن أن تؤثر هذه الأطعمة سلباً على صحة أمعائك وصحتك العامة.

3- السهر يرتبط بارتجاع المريء

الميلاتونين هو هرمون تفرزه أجسامنا أكثر في الليل، حيث يساعدنا على النوم، ولكن هذا ليس كل ما يفعله: يساعد الميلاتونين أيضاً في تنظيم حركة الجهاز الهضمي. عندما يتم التخلص من مستويات الميلاتونين، قد يكون من الصعب النوم، وقد يؤدي ذلك إلى ارتجاع المريء أو مرض الارتجاع المعدي المريئي.

رغم أن هناك كثيراً من المتغيرات المعنية، فإن هناك علاقة بين نقص الميلاتونين والارتجاع المعدي المريئي.

بعض الأشخاص الذين تم تشخيصهم بارتجاع المريء يتناولون مكملات الميلاتونين لزيادة مستوياتهم، ومساعدتهم على النوم وتقليل أعراض ارتجاع المريء.

أضرار السهر على الدماغ

وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في عام 2020، فإن ليلة واحدة بلا نوم يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع بنسبة 30% في مستويات القلق، هذا لأن قدرتك على التعامل مع التوتر تعتمد على ليلة كاملة من النوم المريح.

وأظهرت فحوصات الدماغ التي أجراها الباحثون في الدراسة، أن ليلة واحدة بلا نوم تؤدي إلى إغلاق قشرة الفص الجبهي الإنسي، وهي جزء من الدماغ يساعد في إدارة القلق.

والنتيجة هي أن الناس يصبحون عصبيين للغاية ومجهدين وغير قادرين على التحكم في مشاعرهم بشكل صحيح مع قليل من النوم أو بدون نوم.

في حين أكدت دراسة من جامعة ولاية ميتشيغان الأمريكية في عام 2020، أهمية النوم الجيد ليلاً للتفكير والتركيز الواضح، من خلال مراقبة 138 مشاركاً، وقد وجدت الدراسة أن الأشخاص المحرومين من النوم يرتكبون ضعف عدد أخطاء التخزين أثناء الاختبارات، ولديهم ثلاث مرات ضعف الانتباه مثل أولئك الذين يحصلون على قسط كامل من النوم.

إضافة إلى إضعاف التفكير العقلاني والحكم الجيد، يؤدي الحرمان من النوم أيضاً إلى فقدان الذاكرة. 

في الواقع، يلعب نومك دوراً رئيسياً في تكوين الذاكرة واسترجاعها، وذلك لأن موجات الدماغ المسؤولة عن تخزين الذكريات يتم إنتاجها أثناء النوم.

تساعد موجات الدماغ هذه على نقل الذكريات من الحُصين إلى قشرة الفص الجبهي، حيث يتم تخزين الذكريات طويلة المدى.

أضرار السهر على البشرة

أما وفقاً لعيادة الأمراض الجلدية الأمريكية، فإنّ النوم غير الكافي يرفع مستويات الكورتيزول لديك. يتسبب هذا الهرمون في حدوث الالتهاب، مما يؤدي إلى تكسير البروتينات التي تحافظ على بشرتك ناعمة ومتوهجة.

يمكن للالتهاب أيضاً أن يجعل بشرتك أكثر عرضة لحَب الشباب وأكثر حساسية لردود الفعل التحسسية.

أيضاً، إذا كنت متعباً من السهر، فقد يتسبب ذلك في عمل الدورة الدموية بكفاءة أقل. والنتيجة هي انخفاض الأوكسجين في الدم، مما قد يجعل بشرتك تبدو ملطخة، مصطبغة ورمادية.

كما أنّ تتمدد الأوعية الدموية بسبب السهر، يتسبب في ظهور تلك الهالات السوداء والانتفاخ تحت العينين.

وأخيراً، فإنّ النوم في الوقت المحدد والحصول على نوم جيد وعدم السهر لوقت متأخر أمر ضروري للحفاظ على صحتك.

لذا، إذا كنت بومة ليلية، فأنت بحاجة إلى الانتباه إلى صحة أعضائك، أعِد تنظيم جدولك اليومي حتى تتمكن من النوم بحلول الساعة الـ11 مساء.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد