ذكرت صحيفة The New York Post الأمريكية في تقرير نشرته الإثنين 19 يونيو/حزيران 2023، أن الغواصة التي فُقد أثرها خلال رحلة سياحية لاستكشاف حطام سفينة تيتانيك، فُقدت أيضاً لحوالي ساعتين ونصف خلال رحلة مشابهة في العام الماضي.
كان الطاقم المكون من خمسة رجال الخاص بالغواصة "تيتان" التابعة لمجموعة OceanGate Expeditions، التي تدير رحلات الغواصة إلى تيتانيك، ظهروا في فقرة ببرنامج Sunday Morning على قناة CBS في العام الماضي مع المراسل ديفيد بوغ، في أعقاب رحلة إلى حطام السفينة على بعد 370 ميلاً من ساحل جزيرة نيوفندلاند بكندا.
تفاصيل اختفاء الغواصة التي كانت في طريقها لسفينة تيتانيك
رداً على الأنباء التي تقول إن الغواصة تيتان وطاقمها مفقودون منذ صباح الاثنين 19 يونيو/حزيران، غرد بوغ قائلاً إنه كان على متن نفس الغواصة عندما كان يصور تقريره في الصيف الماضي.
قال بوغ: "ربما تتذكرون أن غواصة OceanGate Expeditions المتجهة إلى تيتانيك فُقد أثرها لساعات قليلة في الصيف الماضي أيضاً عندما كنت على متنها".
خلال الفقرة التي عُرضت على قناة CBS، روى بوغ عن فقدان الغواصة الاتصال بالسفينة التي ترشدها في تحركاتها تحت المياه، مما أفسد الرحلة التي دفع بعض السياح 250 ألف دولار للمشاركة فيها.
قال بوغ في تقريره: "ليس هناك نظام تموضع عالمي (GPS) تحت المياه، ولذا فإن السفينة التي على السطح يُفترض أنها هي التي ترشد الغواصة نحو حطام السفينة عن طريق إرسال رسائل نصية. ولكن في هذه الغطسة، انهارت الاتصالات بطريقة ما. ولم تعثر الغواصة على الحطام على الإطلاق".
برغم ما حدث، استطاعت الشركة لاحقاً أن تنفذ غطسة ناجحة، حيث اصطحب طاقم الغواصة السياح إلى الموقع المنكوب لحطام أشهر سفينة في العالم.
اختفت الغواصة الإثنين بعد غوصها بساعة و45 دقيقة، وذلك حسبما قال خفر السواحل الأمريكي في تغريدة. فقدت سفينة البحوث "بولار برينس" اتصالها بالغواصة تيتان في ذلك الوقت.
الاعتماد على الأقمار الصناعية في تحركات الغواصة
تقول مجموعة OceanGate إنه برغم أن الرحلة الكاملة لموقع الحطام تستغرق ثمانية أيام، فإن الغطسة نفسها تستمر لعشر ساعات.
وذكرت الشركة أنها تعتمد على مجموعة الأقمار الصناعية ستارلنك، المملوكة لإيلون ماسك، في اتصالاتها، وذلك بسبب موقعها وسط المحيط الأطلسي.
وقد أكدت التقارير أن المستكشف العالمي الشهير هاميش هاردينغ، كان ضمن الأشخاص الموجودين داخل الغواصة عندما اختفت، إذ إن المليونير البريطاني البالغ من العمر 58 عاماً تفاخر قبل أيام من الرحلة بأنه سيحظى بفرصة لمشاهدة تيتانيك.
كتب هاردينغ في منشور له بإنستغرام بجانب صورته وهو يوقع على راية تحتفل بالرحلة الاستكشافية: "انطلقنا من مدينة سانت جونز بجزيرة نيوفاوندلاند في كندا أمس، ونخطط لبدء عمليات الغطس في حوالي الرابعة من صباح الغد. حتى ذلك الحين، لدينا الكثير من التوجيهات والاستعدادات التي نحتاج إلى القيام بها".
أكد منشور هاردينغ قبل اختفائه أن الغواصة ليس لديها إلا وقت قصير تستطيع فيه زيارة حطام السفينة تيتانيك في ظل الطقس السيئ.
في حين قالت صحيفة The Daily Mirror البريطانية إن ركاب الغواصة يُطلب منهم التوقيع على إقرار بالتنازل في حالة أخطار الوفاة المحتملة المرتبطة بالغوص في أعماق البحر.
كواليس تحركات الغواصة السياحية تحت الماء
فيما قال بوغ إن المستندات التي تُعرض على الركاب المحتملين تتضمن تنازلاً يقول: "هذه المركبة التجريبية لم تحصل على أي موافقة أو شهادة من أية جهة تنظيمية، وقد ينتج عن (ركوبها) إصابة جسدية أو صدمة عاطفية أو وفاة".
في حديثه مع برنامج BBC Breakfast، قال مايك ريس، الكاتب التلفزيوني والمنتج الأمريكي، إنه غاص ثلاث مرات، من ضمنها مرة إلى سفينة تيتانيك، وإنه في كل مرة "يجب أن توقع على تنازل كبير بأنك قد تموت خلال الرحلة".
وأوضح ريس أنه عندما ركب القارب الذي يصطحب الركاب إلى تيتانيك، أُعطي الركاب قائمة تكشف عن أنهم قد لا يعودون من الرحلة.
وأضاف: "ضمن القائمة، يذكرون الموت ثلاث مرات في الصفحة الأولى، ولا يغيب بتاتاً عن عقلك. وبمجرد ركوب الغواصة، قد تكون هذه هي النهاية".
تقول صحيفة The Daily Mirror إنه على عكس الغواصات العادية التي تغطس وتعود إلى الميناء بنفسها، فإن غواصات الغوص العميق تحتاج إلى سفينة لتنطلق منها وتعود إليها مرة أخرى.