دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دولاً أوروبية إلى مزيد من الاستقلالية في الدفاع الجوي، وعدم الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه من الأفضل لأوروبا أن تكون لها استراتيجيتها الخاصة بها في الدفاع الجوي بدلاً من الاعتماد على منظومات من مكونات أمريكية وإسرائيلية.
تصريحات ماكرون جاءت أثناء خطابه الختامي لمؤتمر في باريس، جمع وزراء دفاع وممثلين آخرين عن 20 دولة أوروبية، الإثنين، 19 يونيو/حزيران 2023، حيث تطرّق إلى مشكلة مختلف عليها منذ فترة طويلة، واكتسبت زخماً جديداً بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن بين الدول التي شاركت في هذا الاجتماع، ألمانيا والمملكة المتحدة والسويد، بالإضافة إلى جارات أوكرانيا بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا. وشارك فيه أيضاً ممثلون عن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً
منظومات عسكرية مستقلة
وقال ماكرون: "علينا معرفة شكل التهديد… وبعد ذلك، ما الذي يمكننا نحن الأوروبيين إنتاجه؟ وما نحتاج لشرائه بعد ذلك؟"، داعياً شركات الأسلحة الأوروبية إلى بناء منظومات عسكرية مستقلة ونقل الإنتاج إلى أوروبا، وتعزيز المعايير الأوروبية.
أضاف: "لماذا ما زلنا بحاجة لشراء المنتجات الأمريكية بكثرة؟ لأن معايير الأمريكيين أقوى بكثير من معاييرنا، ولأن لديهم هيئات حكومية تقدّم إعانات ضخمة للشركات".
وتُعارض فرنسا علناً المشاريع التي تشرف عليها ألمانيا لتحسين قدرات الدفاع الجوي الأوروبية. ومن ضمن هذه الخطط مشروع European Sky Shield، الذي أُطلق نهاية العام الماضي، ويضم 17 دولة أوروبية، منها المملكة المتحدة، لكنه لا يضم فرنسا. وهذا المشروع سيُدمج في أنظمة الصواريخ والدفاع الجوي الخاصة بحلف الناتو.
اقرأ أيضاً
منظومة إسرائيلية في المشروع
وترى الحكومة الفرنسية أن المشروع لا يحافظ على السيادة الأوروبية، لأنه من المتوقع أن يعتمد جزء كبير منه على منظومات دفاعية أمريكية وإسرائيلية، بحسب صحيفة Times Of Israel الإسرائيلية.
إذ يتوقع أن يضم هذا المشروع منظومة Arrow 3 الإسرائيلية، وإضافات إلى قدرات صواريخ باتريوت الأمريكية الحالية.
ووفقاً للشركة الإسرائيلية IAI، فمنظومة Arrow 3 لها القدرة على اعتراض الصواريخ الباليستية المنطلقة من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر.
ونُشرت المنظومة للمرة الأولى في قاعدة جوية إسرائيلية عام 2017، وتُستخدم لحماية إسرائيل من الهجمات القادمة من إيران وسوريا.
ويتوقع أن تصل تكلفة المنظومة إلى 3.99 مليار يورو إجمالاً، وفقاً لوثائق مالية اطلعت عليها وكالة فرانس برس.