من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن العرق نفسه يسبب رائحة الجسم، لكن في الحقيقة، يكاد يكون العرق البشري عديم الرائحة تماماً؛ إذ تحدث رائحة الجسم بسبب البكتيريا الموجودة على جلد الشخص، والتي تسبب تحلل جزيئات البروتين في العرق وتنتج رائحة نتيجة لذلك.
وتنجم رائحة الجسم بشكل أساسي عن مزيج من البكتيريا والعرق على جلد الشخص، ويمكن أن تتغير رائحته بسبب الهرمونات أو الطعام الذي يتم تناوله أو الإصابة بالعدوى أو تناول الأدوية أو حتى المعاناة من بعض الأمراض والحالات الصحية مثل مرض السكري.
وقد تؤدي العديد من تلك العوامل إلى تغيير رائحة العرق والمعاناة من الرائحة الكريهة أو الغريبة.
أسباب رائحة العرق الكريهة؟
يمكن أن يكون هناك عدة أسباب لرائحة العرق الكريهة ورائحة الجسم النفاذة. على سبيل المثال، يمكن لبعض الأدوية أو المكملات الغذائية أو الأطعمة أن تجعل رائحة العرق كريهة. كذلك ترتبط العديد من الحالات والأمراض الطبية بالتغيرات في رائحة الجسم المعتادة مثل:
- المعاناة من مرض السكري.
- المعاناة من مرض النقرس.
- عند المرور بسن اليأس.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- المعاناة من مرض الكبد.
- المعاناة من المرض الكلوي.
- المعاناة من الأمراض المعدية.
المعاناة من مرض السكري
إذا كان الشخص الذي يعاني من اختلاف في رائحة الجسد مصاباً بداء السكري، فقد يكون التغيير هو علامة على الإصابة بالحماض الكيتوني المرتبط بالسكري بسبب نقص إنتاج الإنسولين.
إذ يؤدي ارتفاع مستويات الكيتون في الجسم إلى أن يصبح الدم حامضياً؛ ما يؤثر على رائحة الجسم ويجعلها أقرب للرائحة الحلوة الشبيهة بالفاكهة قليلاً.
1- المعاناة من أمراض الكلى والكبد
أما في حالة المعاناة من أمراض الكبد أو الكلى المختلفة، فقد تنبعث رائحة تشبه رائحة المبيض أو المنظفات الكيميائية بسبب تراكم السموم في الجسم.
وعندما يتوقف الكبد عن العمل، أو يتباطأ، تتراكم العديد من السموم والملوثات في البول والعرق والتنفس؛ ما يؤثر على رائحة الجسم بشكل ملحوظ.
أما بالنسبة للمعاناة من الفشل الكلوي، فهو حالة طويلة الأمد؛ حيث لا تعمل الأعضاء التي ترشح الفضلات من الدم كما ينبغي، فقد يصبح الجسم مثقلاً بالسموم، وهذا يمكن أن يهدد الحياة إذا تركت الحالة دون علاج.
ويتسبب هذا المرض في معاناة الأشخاص من رائحة جسم تشبه الأمونيا، بسبب تراكم السموم في الجسم.
2- التغيرات الهرمونية ورائحة الجسم الكريهة
يمكن كذلك للتغيرات الهرمونية للجسم أن تسبب رائحة كريهة للعرق. على سبيل المثال، تسبب الهبات الساخنة والتعرُّق الليلي والتقلبات الهرمونية التي تحدث أثناء انقطاع الطمث التعرق المفرط، مما يؤدي إلى تغيرات في رائحة الجسم.
وتعتقد بعض السيدات أن رائحة الجسم تتغير لديهن أيضاً عند الحمل أو أثناء فترة الحيض والرضاعة، وذلك بسبب تغيرات الهرمونات في الجسم.
كما تشير الأبحاث إلى أن رائحة جسم المرأة قد تتغير فعلاً أثناء الإباضة.
3- مشاكل الغدة الدرقية
تنظم الغدد الدرقية العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك استجابتنا للعرق. وبالتالي عندما يعاني الشخص من فرط نشاط الغدة الدرقية، يمكن أن ينتج جسمه كمية زائدة من العرق، حتى لو لم يعانِ الشخص من أي إجهاد.
4- الأطعمة ورائحة الجسم
الطعام والمشروبات تؤثر بشكل كبير على رائحة الجسم وحتى لون وشكل مخرجات الجهاز الهضمي والبولي على حدٍ سواء.
لذا إذا كان الشخص يأكل الطعام الغني بالكبريت، فقد يصاب برائحة الجسم الكريهة القريبة من رائحة البيض الفاسد. ومن أبرز الأطعمة الغنية بالكبريت: البصل، الثوم، الكرنب، البروكلي، القرنبيط، اللحوم الحمراء.
وتشمل العناصر الغذائية الشائعة الأخرى لرائحة الجسم السيئة:
- مادة الكافيين.
- التوابل مثل الكاري والكمون.
- الصلصة الحارة أو غيرها من الأطعمة الحارة.
- المشروبات الروحية.
5- الوزن الزائد ورائحة الجسم
كذلك يوضح خبراء الصحة العامة والأطباء المختصين أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة لرائحة الجسم السيئة. وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة غالبًا ما يكون لديهم طيات في جلدهم، وهي أرض خصبة لتكاثر البكتيريا التي تفاقم من رائحة التعرُّق.
وقد وجدت دراسة علمية أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة لضعف حاسة الشم أيضاً مقارنة بالأشخاص النحيفين. وهذا يشير إلى أن الأشخاص الأكبر حجماً هم أقل عرضة للملاحظة عندما تكون رائحتهم كريهة.
علاوة على الأمر، يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى ارتفاع خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية الخطيرة بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، والسرطان، والسكتة الدماغية.
6- الأمراض الجلدية أو الالتهابات والعدوى
وفي حين أن بعض أنواع رائحة الجسم طبيعية، فإن الرائحة القوية بشكل خاص يمكن أن تكون علامة على مرض جلدي أو عدوى مزمنة.
على سبيل المثال، يمكن للعدوى الجلدية أن تظهر من خلال أعراض واضحة مثل انبعاث رائحة كريهة في مناطق النمو البكتيري. كذلك قد تسبب الغرغرينا، وهي نسيج الجسم محتضر، واحدة من أكثر الروائح الكريهة التي تشبه اللحوم المتعفنة.
كذلك قد تكون أسباب رائحة الأنفاس الكريهة التي تؤثر على رائحة الجسم من أعراض العديد من الحالات الصحية. وتشمل التهابات الجيوب الأنفية وأمراض اللثة والارتجاع الحمضي ومشاكل اللثة والأسنان.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
بطبيعة الحال، من الضروري استشارة الطبيب عند ملاحظة أعراض صحية مما أسلفنا ذكرها بالتزامن مع حدوث تغيير في رائحة الجسم والمعاناة من التعرق كريه الرائحة لعدة أيام متواصلة، على أن يتم تجنّب الأطعمة النفاذة التي أوضحناها لتسهيل معرفة ما إذا كان هناك حالة صحية تستوجب العلاج وراء المشكلة.
وفي تلك الحالة سيقوم المتخصص بإجراء الفحوص اللازمة لعلاج المشكلة الأساسية بالخيارات الأمثل وفقاً لكل حالة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.