قاطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت 17 يونيو/حزيران 2023، حديث زعماء أفارقة جاءوا للتوسط لحل الصراع الأوكراني، ليقدم قائمة بالأسباب التي تجعله يعتقد أن معظم مقترحاتهم لا تستند لأسس سليمة.
كان بوتين قد استقبل زعماء من السنغال ومصر وزامبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو وجزر القمر وجنوب إفريقيا في قصر قسطنطين الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر والمطل على الشاطئ الجنوبي لخليج فنلندا، والذين قدموا إلى كييف وموسكو في "مهمة سلام".
ولكن بعد عروض قدمها زعماء جزر القمر والسنغال وجنوب إفريقيا، تدخل للطعن في افتراضات خطتهم، قبل أن يواصل باقي زعماء وممثلي الدول حديثهم.
حيث أكد بوتين موقفه بأن من بدأ الصراع هما كييف والغرب قبل وقت طويل من إرسال روسيا قواتها المسلحة عبر الحدود إلى أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وقال إن الغرب، وليس روسيا، هو المسؤول عن الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية في أوائل العام الماضي.
وأضاف للوفد أن صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي سمحت بها روسيا خلال العام الماضي لم تفعل شيئاً للتخفيف من الصعوبات التي تواجهها إفريقيا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية لأن معظمها ذهب إلى الدول الغنية.
وقال إن روسيا لم ترفض مطلقاً إجراء محادثات مع الجانب الأوكراني، بل إن كييف هي مَن تمنع ذلك.
وتضمَّنت الخطة الإفريقية دعوة بالسماح لجميع الأطفال العالقين في مرمى هذا الصراع بالعودة من حيث أتوا، لكن بوتين قال إن روسيا لا تمنع أي أطفال أوكرانيين من العودة إلى ديارهم، وأضاف: "أخرجناهم من منطقة صراع، وأنقذنا حياتهم".
"مهمة سلام"
ويسعى القادة الأفارقة للاتفاق على سلسلة من "إجراءات بناء الثقة" حتى مع بدء أوكرانيا الأسبوع الماضي هجوماً مضاداً لطرد القوات الروسية من الأراضي التي تحتلها.
وعرض رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا المبادرة الإفريقية المكونة من عشر نقاط بعد أن قال رئيس جزر القمر غزالي عثماني، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، لبوتين: "جئنا إلى هنا لنستمع إليكم، ومن خلالكم إلى الشعب الروسي، ونشجعكم على الدخول في مفاوضات مع أوكرانيا من أجل وضع حد لهذه المحنة الصعبة".
وأضاف: "كلفنا أنفسنا بهذه المهمة لأننا، للأسف، اضطررنا كأفارقة إلى التعامل مع العديد من الصراعات، ونجحنا في حلها من خلال الحوار والمفاوضات".
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال بعد لقائه بالقادة الأفارقة في كييف الجمعة، إن محادثات السلام مع روسيا لن تكون ممكنة إلا بعد أن تسحب موسكو قواتها من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
وأضاف أنه لا يستطيع أن يفهم ماذا يمكن أن يحققه لقاء الوفد مع بوتين.
وقال بوتين إن روسيا "منفتحة على الحوار البنَّاء مع كل من يريد إحلال السلام على أساس مبادئ العدالة والاعتراف بالمصالح المشروعة للطرفين".
لكن روسيا ذكرت مراراً أن أي تسوية يجب أن تأخذ في الاعتبار "الحقائق الجديدة"، وهي تعني بذلك إعلانها ضم خمس مناطق أوكرانية تدير أربعاً منها جزئياً.
تنص الوثيقة الإطارية، التي لم تُنشر علناً، على أن هدف البعثة هو "الترويج لأهمية السلام، وتشجيع الأطراف على الموافقة على عملية مفاوضات تقودها الدبلوماسية".
ويمكن أن تشمل هذه الإجراءات انسحاب القوات الروسية، وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية من روسيا البيضاء، وتعليق تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين، وتخفيف العقوبات.
وجاء في الوثيقة أن "الإجراءات المذكورة أعلاه يجب أن تهدف إلى تسهيل توفير بيئة مواتية لوقف إطلاق النار؛ وهو ما سيسمح للطرفين ببناء الثقة وبحث صياغة استراتيجياتهما لاستعادة السلام".
كما ذكرت الوثيقة أن اتفاقاً لوقف الأعمال القتالية قد يلي ذلك، لكن على أن تصحبه مفاوضات بين روسيا والغرب.
تأتي الزيارة بعد شروع أوكرانيا، الأسبوع الماضي، في المرحلة الرئيسية من هجوم مضاد تأمل أن يساعد في تحرير الأراضي التي تحتلها القوات الروسية في الجنوب والشرق.