قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، السبت 17 يونيو/حزيران 2023، إن ناقلات نفط عملاقة تحمل أكثر من عشرين مليون برميل نفط للسعودية، ترسو بالقرب من ساحل البحر الأحمر في مصر.
هذه البيانات كشفتها شركة "فورتيكسا" للتحليلات النفطية، فيما قالت وكالة بلومبرغ إنه من غير المعلوم سبب هذه الخطوة التي تأتي بعد تعهد السعودية بخفض إضافي لإنتاجها النفطي من أجل رفع الأسعار.
وأوضحت بلومبرغ أن هذا التجمع لناقلات النفط هو الأكبر الذي يتم رصده منذ ذروة الوباء عام 2020.
وكتب جاي مارو، مدير قسم المعلومات وتحليلات السوق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة فورتيكسا: "آخر مرة شهدنا فيها السعودية تقوم بمعدلات تخزين عائمة أكبر، كانت في الربع الثاني من عام 2020" حينما وصلت إلى 30 مليون برميل.
وأضاف مارو أن المعدلات السابقة كانت في ظل زيادة أكبر في معدلات التخزين العائم للنفط في ظل ارتفاع أسعار العقود الآجلة مقارنة بالفورية.
وكتب المحلل في مذكرة، أن التفسير الأرجح لهذه الخطوة هو ارتفاع معدل الطلب على النفط السعودي في أوروبا، مشيراً إلى أن وجود مشاكل في البنى التحتية هي فرضية مستبعدة.
بحسب بلومبرغ، تصل ناقلات نفط أخرى إلى سواحل مدينة العين السخنة المصرية على البحر الأحمر وتقوم بإفراغ شحناتها في مواعيدها المحددة أو بتأخير بسيط.
وينطلق من مدينة العين السخنة خط أنابيب "سوميد" الذي يمتد إلى محطة تخزين النفط الخام وتحميله في مدينة سيدي كرير المصرية أيضاً على ساحل البحر المتوسط. وتمتلك عدة دول في منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية بشكل جزئي نصيباً في هذه المنشآت.
بحسب بيانات تتبع السفن، فإن ثمانياً من بين عشر سفن راسية في العين السخنة مملوكة للسعودية.
خفض الإنتاج في أوبك بلس
وخلال اجتماعهم الأخير في العاصمة النمساوية، الأحد 4 يونيو/حزيران، قرر كثير من أعضاء تحالف أوبك+ تنفيذ خفض طوعي في إنتاج النفط حتى نهاية 2024، بدلاً من الموعد السابق المقرر في نهاية العام الجاري 2023.
وقال الأعضاء في بيان ومؤتمر صحفي مشترك، من مقر المنظمة في فيينا، إن الخفض الطوعي يضاف إلى خفض إلزامي بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً يبدأ مطلع العام المقبل، ويستمران عاماً كاملاً.
الدول التي أعلنت عن خفض طوعي هي: السعودية بمقدار 500 ألف برميل يومياً، وروسيا بمقدار 500 ألف برميل يومياً، والإمارات بمقدار 144 ألف برميل يومياً. كذلك، سيخفض العراق إنتاجه بمقدار 211 ألف برميل يومياً، وسلطنة عمان بمقدار 40 ألفاً، والجزائر بمقدار 48 ألف برميل يومياً.
وإضافة إلى تلك التخفيضات، أعلنت السعودية عن تنفيذ خفض طوعي في الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً في يوليو/تموز المقبل، ولمدة شهر واحد قابل للتمديد.
وقال تحالف "أوبك+" أيضاً، إنه قرر خفض إنتاجه من النفط الخام إلزامياً، بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً، خلال العام المقبل، مقارنة مع مستويات أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وذكر التحالف أن مستوى إجمالي إنتاج النفط الخام للدول الأعضاء في التحالف سيبلغ 40.46 مليون برميل يومياً، من مطلع العام المقبل وحتى نهايته، بدلاً من 41.86 مليون برميل يومياً بنهاية أكتوبر/تشرين الأول.
الخفض الحالي للإنتاج كان بمقدار 3.7 مليون برميل يومياً ينتهي في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وجاء بواقع مليوني برميل من جانب التحالف اعتباراً من نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، و1.7 مليون برميل يومياً، ثم من جانب 9 أعضاء طواعية اعتباراً من مايو/أيار الماضي، ويستمران حتى نهاية 2023.
أما عن أسباب هذا القرار الجديد بتخفيض الإنتاج، فهو التذبذب الواضح في أسعار النفط الخام بنسبة بلغت 18% منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، وبنسبة 20% منذ اندلاع الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام نفسه، وهو الهجوم الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" بينما يصفه الغرب بأنه "غزو عدواني غير مبرر".
وقد ارتفعت أسعار النفط بنسبة 2.3% تقريباً، في التعاملات المبكرة الإثنين 5 يونيو/حزيران، ليصل سعر خام برنت القياسي إلى نحو 78 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع الخام الأمريكي بنسبة 2.4% إلى 73.50 دولار للبرميل. لكن تظل هذه الأسعار أقل كثيراً من أعلى سعر وصل إليه النفط وهو نحو 123 دولاراً للبرميل قبل نحو عام.