بوتين رداً على الهجوم الأوكراني المضاد: كييف ليس لديها فرصة للنجاح.. كشف قدرة بلاده على استخدام “النووي”

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/16 الساعة 16:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/16 الساعة 16:18 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين / رويترز

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي وذلك بحضور عدد من الرؤساء وكبار الدبلوماسيين والاقتصاديين، الجمعة 16 يونيو/حزيران 2023، إن "الهجوم الأوكراني المضاد ليس لديه أي فرصة للنجاح"، وأضاف أن "الغرب يبذل قصارى جهده لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة بأوكرانيا". 

بوتين أوضح أن خسائر الجانب الأوكراني مقارنة بروسيا تبلغ 1 إلى 10. ولفت إلى أن وزارة الدفاع الروسية ستكشف عن الأرقام، مؤكداً أنه "لا يوجد أي فرصة لنجاح الهجوم الأوكراني المضاد". وتابع أن "التغيرات التي يشهدها العالم وكافة القطاعات الأساسية، عميقة وجذرية ولا رجعة فيها".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – رويترز

بوتين يتحدث عن دعم دول إفريقيا 

بوتين أردف أن "النظام القبيح للاستعمار الجديد في جوهره قد زال وجوده، وأن نظام العالم متعدد الأقطاب يتعزز". وأكد أن "روسيا كانت وستبقى لاعباً على الساحة الدولية".

وبعد تقديم التحية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وغيره من الضيوف الأجانب الحاضرين للجلسة، قال بوتين مخاطباً تبون: "ربما ستجدون شيئاً مفيداً لاقتصاد بلادكم من التجربة الاقتصادية في روسيا". ​​​​​​​واستطرد: "في السنوات الخمس المقبلة، سنقوم بتحديث الأسطول التجاري بشكل كبير، ومن المقرر بناء 260 سفينة على الأقل". وأشار إلى أن موسكو ستساعد في البرامج الغذائية للدول الإفريقية التي تعاني من الفقر.

في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الجيش الروسي بإمكانه تدمير أجزاء من وسط كييف، لكنه اختار ألا يفعل ذلك لعدة أسباب. ولم يحدد بوتين، الذي كان يتحدث في المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ، تلك الأسباب. وأضاف أن الهجمات التي تتعرض لها المناطق الروسية الحدودية تهدف إلى تشتيت انتباه القوات الروسية عن جبهات أخرى.

في سياق متصل قال بوتين إن روسيا يمكنها "نظرياً" استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد لسلامة أراضيها أو وجودها، لكنه أضاف أنها لا تحتاج لذلك. وكان بوتين يتحدث في الجلسة الافتتاحية لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي. وقال بوتين: "الأسلحة النووية صُنعت لضمان أمننا بالمعنى الواسع للكلمة ووجود الدولة الروسية لكن… لا يوجد ما يستدعي (استخدامها)".

الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع مراسلين ومدونين عسكريين روس/رويترز

بوتين يتحدث عن قوة الاقتصاد الروسي

في حين استند بوتين إلى بيانات إيجابية للإشادة بقوة الاقتصاد الروسي، وقال إنه تعين زيادة الإنفاق الدفاعي لتعزيز الأمن القومي في وقت تجد فيه موسكو صعوبة في تحمُّل تكاليف القتال في أوكرانيا.

وقال بوتين الذي كان يتحدث في جلسة عامة لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إن المالية العامة متوازنة بشكل عام، وإن العجز في الميزانية البالغ 42 مليار دولار هذا العام حتى الآن يرجع إلى حد كبير للاضطرار إلى تقديم أوجه إنفاق كانت مزمعة في المستقبل.

وقال محللون وبيانات إن التراجع في عائدات الطاقة وزيادة الإنفاق العسكري لعبا دوراً رئيسياً.

وقال بوتين: "بطبيعة الحال، كانت هناك حاجة إلى أموال إضافية لتعزيز الدفاع والأمن، ولشراء أسلحة"، دون أن يذكر أوكرانيا على وجه التحديد. وأضاف: "تعيَّن علينا أن نفعل هذا لحماية سيادة بلدنا".

واستخدم بوتين البيانات لدعم رأيه بأن الآفاق الاقتصادية لروسيا إيجابية، وتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 2% هذا العام، مشيراً إلى انخفاض معدل البطالة بشكل قياسي وتراجع التضخم مقارنة بالتسارع في الرقم الذي زاد على 10% في العام الماضي.

المعارك في لفيف الأوكرانية / رويترز

لكن هذا يجعل الناتج المحلي الإجمالي أقل مما كان عليه في نهاية عام 2021، بعد انكماش العام الماضي بنسبة 2.1%. ويتوقع صندوق النقد الدولي نمواً في عام 2023 يبلغ 0.7%، ويتوقع أن تؤدي العزلة العالمية وانخفاض عائدات الطاقة إلى إضعاف آفاق روسيا لسنوات قادمة.

تجنيد مئات الآلاف في الجيش الروسي

في حين أنه ومع تجنيد مئات الآلاف من الرجال في سن العمل العام الماضي وفرار مئات الآلاف من البلاد لتجنب التجنيد، وصلت البطالة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 3.3%. ودأب البنك المركزي على التحذير من أن نقص العمالة يؤدي إلى تفاقم احتمالات التضخم، فيما وصفه محللون بأنه أحد أكبر العوائق في طريق التقدم الاقتصادي في روسيا.

تزامن ذلك مع لقاء عقده بوتين مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، الجمعة، بحثا خلاله العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية وذلك خلال لقائهما بمدينة سانت بطرسبرغ، في إطار زيارة عمل يجريها بن زايد لروسيا، وفق وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام".

روسيا الإمارات أمريكا
رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية/ الأناضول

في اللقاء، أكد بن زايد "نهج الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية". ونوه إلى "أهمية تكثيف الجهود لتخفيف التداعيات الإنسانية للأزمة الأوكرانية، ودعم مبادرات تبادل الأسرى للطرفين".

مسار العلاقات الثنائية بين روسيا والإمارات 

استعرض الرئيسان خلال اللقاء "مسار العلاقات الإماراتية-الروسية في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، مؤكدَين "حرصهما على المضي قدماً في تنمية تلك العلاقات"، وفق الوكالة الإماراتية.

وأكد بن زايد "حرص الإمارات على بناء جسور التعاون وإقامة الشراكات مع جمهورية روسيا الاتحادية ومختلف دول العالم، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والازدهار للجميع"، وفق تعبيره.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الشيح محمد بن زايد/رويترز

من جانبه، أشاد الرئيس بوتين بالعلاقات بين البلدين، قائلاً إن الإمارات "شريك مريح"، حسبما ذكر موقع "روسيا اليوم" الحكومي. وأشار إلى أن "العلاقات مع الإمارات مميزة وتتطور بوتيرة كبيرة وتعمل لمصلحة الطرفين".

في حين شكر بوتين، بن زايد "لإسهامه في حل عدد من القضايا ذات الطابع الإنساني في خضم الصراع الأوكراني، لا سيما فيما يتعلق بتبادل الأسرى"، وفق الموقع الروسي.

تحميل المزيد