من المرجح أن يكون عشاق تناول الفلفل الحار بشكل خاص، والأطعمة والتوابل ذات المذاق الحار بشكل عام، على دراية برد الفعل الجسدي الفوري المتمثل في التعرق. وذلك لأن بعض الأطعمة الحارة تحتوي على مركبات ترتبط بالمستقبلات العصبية على طول الجهاز الهضمي التي تُنشَّط بالطعم الحار، بما في ذلك في الفم.
وانقسم العلماء حول فوائد تناول الفلفل الحار والأطعمة الحارة بشكل معتدل والكميات المناسبة على الصحة، بين من يحذر من أضرار الفلفل الحار والأطعمة والتوابل الحارة التي يمكن أن تسبب أضراراً جسيمة، خاصة إذا لم يكن الشخص يعرف قدرة جسمه على تحمل تلك الأطعمة، وبين مؤيد لتناول هذه الأطعمة.
إليك ما نعرفه عن كيفية تأثير الطعام الحار على الجسم بشكل إيجابي وسلبي.
فوائد الفلفل الحار.. العيش لفترة أطول والتخلص من الدهون!
1- بحسب موقع webmd الطبي، أظهرت إحدى الدراسات الكبيرة أن البالغين الذين يأكلون فلفلاً أحمر حاراً طازجاً أو مجففاً مرة واحدة على الأقل شهرياً لمدة 20 عاماً تقريباً، قللوا من فرص الوفاة بنسبة 13%. لكن الباحثين غير متأكدين من السبب، ويعتقدون أن بعض الفضل قد يرجع إلى العناصر الغذائية للفلفل وقدرته على مكافحة الالتهاب والسمنة.
2- إن الشعور بارتفاع درجة حرارة الجسم عند تناول الفلفل الحار هو أكثر من مجرد شعور!. يزيد الكابسيسين وهي مادة كيميائية في الفلفل الحار، من معدل ارتفاع درجة حرارة الجسم بالكامل.
كما أنها تنشط الخلايا العصبية الحسية التي تسمى TRPV1، والتي تساعد على منع الدهون من التراكم والتحكم في شهيتك. قد يساعدك هذا المزيج المسرع لعملية التمثيل الغذائي على إنقاص الوزن. يأمل الباحثون في تطبيق هذه المعرفة للحد من زيادة الوزن.
وجدت إحدى الدراسات أن تناول مكمل يومي من الكابسيسين (يحتوي على نفس الكمية في أربعة أو خمسة حبات من فلفل "الهابانيرو") يسرِّع عملية التمثيل الغذائي، حيث حرق المشاركون في الدراسة ما يعادل 200 سعرة حرارية إضافية يومياً على مدار 14 أسبوعاً.
3- الكابسيسين هو المكون الفائق في العديد من الكريمات والمستحضرات والملصقات المستخدمة لتسكين الألم بسرعة من التهاب المفاصل والاعتلال العصبي.
في إحدى الدراسات، قلل الكابسيسين من الانزعاج الناجم عن التهاب المفاصل بمقدار النصف في غضون أسابيع قليلة. كانت نتائج دراسات أخرى أقل إقناعاً، مما يشير إلى أن الكابسيسين يعمل بشكل أفضل عند اقترانه بمسكن آخر للآلام.
لا يزال هناك جدل حول تأثير التوابل على احتمالية الإصابة بالسرطان. بعض الأبحاث تشير إلى أن تناول الفلفل الحار بشكل يومي قد يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المريء، دون التأثير على سرطانات أخرى في جهاز الهضم مثل سرطانات المعدة أو القولون والمستقيم.
وفي نفس الوقت، تظهر بعض التجارب المخبرية أن مواد كيميائية مثل الكابسيسين والبيبيرين -التي توجد في حبوب الفلفل- قادرة على منع أو قتل خلايا سرطان الثدي. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان هذا يمكن أن يؤدي إلى علاج فعال في المستقبل.
أضرار الفلفل الحار قد تهدد حياتك
تناول بعض أنواع الفلفل الحار قد يسبب جلطة دماغية، وتصنف بعض تلك الأنواع بأنها "أحرّ فلفل في العالم" بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية. ولكن حتى الفلفل الحار والأطعمة الحارة المعتدلة الحرارة، قد لا تكون مناسبة للجميع.
يحذر خبراء الصحة، مثل الأخصائي في غرفة الطوارئ ألان كابين، من أن تناول الأطعمة شديدة التوابل له مخاطر صحية، خاصة عندما لا تكون معتاداً على ذلك.
يقول الدكتور كابين إن كل شخص يتفاعل بشكل مختلف مع الكابسيسين. بعض الناس يكونون بطبيعة الحال أكثر تحملاً للتوابل بسبب الجينات. إنهم يولدون فقط ولديهم عدد أقل من مستقبلات الكابسيسين، مما يمنحهم قدرة داخلية على تحمل الحرارة.
بالنسبة للآخرين، تتغير طريقة تفاعل مستقبلات الألم في أجسامهم مع الكابسيسين بمرور الوقت. بشكل أساسي، هذا يسمح لهم بتطوير درجة تحمل أعلى للتوابل.
وعلى الرغم من أن الفلفل الحار نفسه قد لا يسبب ضرراً للمريء، لكن عندما نأكل الفلفل الحار يتلقى الدماغ إشارات ألم يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في المعدة أو غثيان أو قيء. وفي حالة حدوث القيء، فإن الحمض الذي يخرج من المعدة يمكن أن يؤدي إلى تهيج المريء.
تشمل التفاعلات الأخرى المحتملة للفلفل شديد الحرارة ما يلي:
- إسهال.
- ألم واحمرار الجلد.
- ألم واحمرار في العين (إذا وصل إلى العين عن طريق فركها باليد).
- ضيق في التنفس (عند الاستنشاق).
- صعوبات في التنفس.
لا تشرب الماء لأنه يزيد الأمور سوءاً واشرب الحليب بدلاً منه
للتخفيف من أعراض تناول الفلفل الحار. لا تشرب الماء، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض تناول الفلفل الحار. ذلك لأن الماء يمكن أن ينشر الكابسيسين حول الفم، مما يزيد من حدة الألم، والأفضل من ذلك يمكنك شرب الحليب أو ملعقة من القشدة الحامضة.
الكابسيسين مركب قابل للذوبان في الدهون، مما يعني أنه لن يذوب في الماء، بغض النظر عن القدر الذي يمكنك شربه. بينما تناول شيء به دهون (مثل الحليب) يساعد على إخراج الكابسيسين من أنسجتك عندما تكون في حالة ألم. المياه عادة لا تفعل الكثير في هذه المرحلة
ولا تنسَ أنه من المهم احترام حدودك وعدم المبالغة في تقدير مقدار الطعام الحار الذي يمكن أن يتحمله جسمك. مع التوازن الصحيح، قد تجد أن قليلاً من الفلفل هو ما يجعل الوجبة مرضية.
وسواء كنت تأكل لأجل صحتك أو أنك تحب هذا المذاق، يقول الخبراء إنك إذا كنت تحب الأطعمة الغنية بالتوابل ويمكن لجسمك التعامل معها، فلا يوجد سبب لتجنبها.