خرج البروفيسور الأمريكي، جوزيف ديتوري، إلى ضوء الشمس مجدداً بعدما أمضى 100 يوم من العيش والبحث العلمي تحت الماء، فيما قالت الجامعة التي يعمل بها ديتوري، إن نتائج التجربة التي أجراها عادت بالإيجابية على مستوى صحة جسده، فضلاً عن أن هذه التجربة تهدف إلى التنبيه على ضرورة الحفاظ على المحيطات.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الأحد 11 يونيو/حزيران 2023، إن ديتوري، وهو بروفيسور بجامعة جنوب فلوريدا، والضابط المتقاعد في البحرية الأمريكية، خرج من أعماق منطقة الغوص في أرخبيل "فلوريدا كيز" الواقعة بين خليج المكسيك والمحيط الأطلسي، بعد أن غاص تحت الماء قبل 3 أشهر.
يبلغ ديتوري من العمر 55 عاماً، وهو متخصص في الهندسة الطبية الحيوية، ويُلقب بـ"دكتور ديب سي" [دكتور أعماق البحار]، وقد شرع في رحلته تحت الماء في 1 مارس/آذار 2023، بعد نزوله بفندق Jules' Undersea Lodge، وهو فندق من الصلب والزجاج بُني على عمق 9 أمتار تحت سطح بحيرة "كي لارغو" الشاطئية.
في 13 مايو/أيار 2023، انضم ديتوري إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد أن أمضى أطول مدة معروفة من المعيشة في مقر إقامة ثابت تحت الماء، وكانت ديتوري قضى حينها 74 يوماً، ثم واصل تحطيم رقمه القياسي حتى خروجه يوم الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023.
في حديثه إلى شبكة CBS، أوضح ديتوري أن إقامته تحت الماء "لم يكن غرضها في أي وقت هو الانضمام إلى موسوعة الأرقام القياسية"، بل "كان الأمر يتعلق بتوسيع نطاق التقبل البشري لعالم ما تحت الماء؛ والبحث في قدرة الإنسان على العيش في بيئة محاصرة وشديدة الانعزال".
Florida diver and biomedical engineer Dr. Joseph Dituri resurfaced from the 'deep' after living under the sea for 100 days – setting a new record for underwater habitation pic.twitter.com/AsnsoQVYWM
— Reuters (@Reuters) June 10, 2023
تجربة ديتروي في العيش تحت الماء جاءت ضمن "مشروع نبتون 100″، الذي نظمته "مؤسسة تنمية الموارد البحرية" (MRDF)، ويشير موقع المؤسسة الإلكتروني إلى أن المشروع عبارة عن "مهمة بحرية مدتها 100 يوم تجمع بين البحث والتوعية بضرورة الحفاظ على المحيطات".
أوضح الموقع الإلكتروني أن "مشروع نبتون يُجري دراسة طويلة الأمد للتأثيرات الفسيولوجية والنفسية لضغط [العيش تحت سطح الماء] على جسم الإنسان؛ ويستخدم الطابع الفريد للمهمة وموقعها لزيادة الوعي بالبحوث البحرية الحالية وأهمية الحفاظ على موارد المحيطات وعملياتها".
من جانبها، قالت جامعة جنوب فلوريدا في بيان صحفي إن الفرضية العلمية التي حركت ديتوري في هذا المشروع هي أن الضغط المتزايد يمكِّن الإنسان من العيش مدة أطول، ويساعده في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
أضاف البيان أن أحد التغييرات التي تعرض لها ديتوري أثناء وجوده تحت الماء هو أن الضغط تسبب في تقلص جسده بمقدار 1.3 سم؛ وقد تحسن نومه تحسناً جذرياً؛ وقلت مستويات الكوليسترول ومعدل الإصابة بالالتهابات.
يعمل ديتوري وفريقه الطبي على تحليل البيانات التي جُمعت قبل المهمة وأثناءها وبعدها، ومن المفترض أن يعرضوا نتائج الدراسة في مؤتمر World Extreme Medicine الذي يقام في إسكتلندا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
بدوره، قال روبرت فريسينا، رئيس قسم الهندسة الطبية بالجامعة: "إن الإنجاز المذهل للدكتور ديتوري شهادة عظيمة على التقدم الكبير في المعرفة وبحوث الطب الانتقالي التي نجريها هنا في جامعة جنوب فلوريدا".
أضاف فريسينا: "جمعنا الكثير من البيانات المهمة خلال الأيام المائة الماضية، وسنشهد تأثير هذه البيانات في نهاية المطاف بالإجراءات الإكلينيكية الوقائية ووسائل العلاج الرئيسية".