أعلنت وزارة الاستثمار السعودية، الأحد 11 يونيو/حزيران 2023، عن توقيع اتفاقات استثمارية بـ10 مليارات دولار مع شركات صينية، خلال اليوم الأول من مؤتمر الأعمال العربي الصيني المنعقد في الرياض، من بينها صفقات بـ8 مليارات دولار على الأقل لمصلحة جهات في المملكة.
تأتي هذه الصفقات لتزيد من الروابط السعودية الصينية المتزايدة أخيراً، بعد الاتفاق الأخير بين طهران وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية والذي تم برعاية صينية، لا سيما مع تأكيد شركة "أرامكو" النفطية السعودية العملاقة قبل 3 أشهر، على "التزامها الطويل الأجل" مع الصين.
جاءت هذه الاتفاقيات فيما تستضيف الرياض على مدى يومين النسخة العاشرة من مؤتمر الأعمال العربي الصيني، بحضور نحو 3500 شخص من 24 بلداً، بحسب بيانات وزارة الاستثمار، وبعد أشهر قليلة من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للرياض، حيث عقد عدة قمم لتعزيز أواصر بكين بالمنطقة.
الوزارة قالت في بيان إنّه تم توقيع "اتفاقيات استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي" في اليوم الأول، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، وتوزّع المبلغ على "أكثر من 30 اتفاقاً في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والزراعة والعقارات والمعادن وسلاسل التوريد والسياحة والرعاية الصحية".
تضمنت الاتفاقيات كذلك "مذكرة تفاهم بقيمة 5,6 مليار دولار بين وزارة الاستثمار السعودية وشركة تصنيع السيارات الكهربائية الصينية Human Horizons لإنشاء مشروع مشترك لأبحاث السيارات وتطويرها وتصنيعها ومبيعاتها".
كما أشارت الوزارة إلى اتفاق آخر "بقيمة 533 مليون دولار بين شركة أمار الأولى السعودية، ومجموعة زهونغهوان الدولية (هونغ كونغ) المحدودة لإنشاء مصنعٍ لمعالجة الحديد الخام في المملكة العربية السعودية".
إضافة لذلك تم توقيع اتفاق "بقيمة 500 مليون دولار بين مجموعة ASK السعودية وشركة التعدين والجيولوجيا الوطنية الصينية، لتطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل مشروع لتعدين النحاس في منطقة الدرع العربي".
كان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد أشاد في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر المنعقد في فندق ريتز كارلتون الفخم في الرياض، بما وصفه "عصر جديد" في العلاقات العربية الصينية.
بن فرحان قال إنّ "اجتماعنا اليوم فرصة (…) للعمل على بناء مستقبل مشترك نحو عصر جديد يعود بالخير على شعوبنا"، وأشار إلى "الأهمية البالغة والإمكانيات الكبيرة والرؤى المشتركة" في العلاقات "الاستثمارية والتجارية" بين الصين والدول العربية.
وبرز دور الصين، خصم الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، في مارس/آذار 2023، عندما رعت بكين اتفاقاً مفاجئاً بين الرياض وطهران، الخصمين اللدودين، على استئناف العلاقات بين أبرز قوّتين إقليميّتين في الخليج بعد 7 سنوات من القطيعة.
أفادت تحليلات أن الرياض تتقرّب من بكين على حساب العلاقة مع واشنطن، إذ توترت علاقات أمريكا والسعودية بعد تسلم الرئيس جو بايدن السلطة، وكانت لقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلده بإسطنبول، تأثير على تدهور العلاقات، حيث أشارت واشنطن إلى مسؤولية مسؤولين سعوديين في القضية، وهو ما نفته الرياض.
كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أكد الخميس 8 يونيو/حزيران 2023 في ختام زيارة للسعودية استمرت 3 أيام وهدفت إلى تعزيز العلاقات مع المملكة، على أن واشنطن لا تطلب من أحد الاختيار بين الصين والولايات المتحدة.
في رده على سؤال حول انتقاد العلاقات السعودية الصينية المتنامية، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في كلمته الأحد 11 يونيو/حزيران 2023: "أنا أتجاهل ذلك بالفعل"، مضيفاً أن قادة الأعمال "سيذهبون حيثما تأتي الفرصة في طريقهم".
يُشار إلى أن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، أعلن الأحد 11 يونيو/حزيران 2023، أن بلاده تتجه لتدشين "خط حرير" للتنمية مع الصين، وذلك وسط تعزيز بكين لمكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية.