قال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، الأحد 11 يونيو/حزيران 2023، إن مقاتليه لن يوقِّعوا على أي عقد مع وزير الدفاع، سيرغي شويغو، رافضاً علناً محاولة وزارة الدفاع إخضاع أقوى شركة روسية في هذا المجال لسيطرة الوزارة.
وشنَّ يفجيني بريغوجين، مؤسس فاغنر ورئيسها، هجوماً لاذعاً عدة مرات على كبار قيادات الجيش الروسي بسبب ما وصفه بالخيانة؛ لفشلهم في إدارة الحرب في أوكرانيا على نحو صحيح.
ولم يعلق شويغو ولا رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف علناً على إهانات بريغوجين الذي سيطرت قواته في مايو/أيار على مدينة باخموت الأوكرانية بعد معركة هلك فيها عشرات الآلاف.
والسبت، أعلنت وزارة الدفاع أن شويغو أمر جميع "وحدات المتطوعين" بتوقيع عقود مع وزارته بحلول نهاية الشهر، وهي خطوة قالت إنها ستزيد من فاعلية الجيش الروسي.
وعلى الرغم من أن الوزارة لم تذكر فاغنر في بيانها، فإن وسائل إعلام روسية ذكرت أن تلك محاولة من شويغو لإخضاع المقاتلين لسيطرته.
وقال بريغوجين رداً على طلب للتعليق على الأمر: "لن توقع فاغنر أي عقود مع شويغو". وأضاف أن هذا القرار لا ينطبق على شركته، ولم ترد وزارة الدفاع على طلب من رويترز للتعليق.
وتشير تقديرات مسؤولي الولايات المتحدة إلى أن مجموعة فاغنر لديها حوالي 50 ألف جندي يقاتلون في أوكرانيا.
بحسب المسؤولين الأمريكيين، تعرض أكثر من 30 ألفاً من مقاتلي فاغنر، الذين يشار إليهم بأنهم الجيش الخاص الفعلي لبوتين، إما للقتل أو الجروح منذ بداية غزو أوكرانيا، وفق "بيزنس إنسايدر".
ووجَّه بريغوجين في الماضي اتهامات إلى القادة العسكريين الروس، بمن فيهم شويغو، بسبب فشلهم في دعم قواته. وفُسرت بعضٌ من تصريحاته على أنها انتقاد مباشر لبوتين نفسه، مما أثار تساؤلات تشكك في ولائه.
في السياق، كتب مارك جاليوتي، خبير الشؤون الأمنية الروسية والأستاذ الفخري لدى مدرسة الدراسات السلافية والأوروبية الشرقية بكلية لندن الجامعية، مقالة في مجلة The Spectator البريطانية، قال فيها إن بوتين طالما شجع على التنافس الشرس بين مساعديه.
وقال جاليوتي: "ثقافة الشك المتبادل والتنافس الشرس للغاية والمصلحة الشخصية الانتهازية، هي ما أبقت بوتين في السلطة على مدى أكثر من عقدين". لكنه حذر من أن هذه الطريقة خطيرة في أوقات الحرب، عندما تكون هناك "حاجة إلى الوحدة والانضباط والدعم المتبادل".
وذاع صيت بريغوجين ومقاتليه لقيامهم بما قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنه زعزعة استقرار بلدان في إفريقيا ونهب الموارد الطبيعية؛ بل والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
فيما رد بريغوجين على ذلك قائلاً: "إن الولايات المتحدة زعزعت استقرار العديد من البلدان في العالم، وإن واشنطن ليست لديها السلطة الأخلاقية لتعظ أحداً".