انتقد الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، نظارات الواقع الافتراضي الجديدة من شركة أبل، لكونها باهظة الثمن وغير اجتماعية وليست "سحرية"، حيث تم الكشف عنها خلال مؤتمر المطورين العالمي لشركة أبل هذا الأسبوع، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023.
إذ أفاد مارك خلال خطاب لموظفيه العالميين، بعد تسريبه لموقع The Verge الأمريكي: "تبلغ تكلفة النظارات سبعة أضعاف تكلفة نظيرتها من شركة ميتا، كما تحتاج الآن إلى قدرٍ كبير من الطاقة، لدرجة أنك بحاجةٍ إلى بطارية وسلك متصل من أجل استخدامها".
ويتراوح سعر أجهزة كويست من شركة ميتا بين 377 دولاراً و1257 دولاراً، بينما ستبلغ تكلفة جهاز أبل الراقي 3500 دولار عند طرحه العام المقبل.
وقد اتخذت ميتا موقعاً يجعلها الشركة الرائدة في مجال تطوير منصة حوسبة بالواقع الافتراضي، وضخت عشرات المليارات من الدولارات على صنع الأجهزة والبرامج. بينما يمثل حدث إطلاق نظارات أبل أول تحدٍّ جاد لتلك الاستراتيجية.
"لا تمتلك حلولاً سحرية"
إلى ذلك، قال زوكربيرغ إن حدث إطلاق أبل أظهر "عدم امتلاكهم أي نوع من الحلول السحرية لأي قيود تتعلق بقوانين الفيزياء، وقد استكشفت فرقنا كل حلولهم وفكرت فيها بالفعل".
وأردف أن هناك وجه اختلاف جوهري في النهج المتبع، إذ أوضح: "أعتقد أن إعلانهم يوضح بجلاءٍ اختلاف القيم بيننا، ويُبرز الرؤية التي تقدمها شركتنا بطريقةٍ أراها بالغة الأهمية، نحن نبتكر بغرض الحرص على أن تكون منتجاتنا في المتناول، وبأسعار معقولة للجميع قدر الإمكان، وهذا جزء أساسي من عملنا. وقد بعنا عشرات الملايين من أجهزة كويست بالفعل".
ثم استطرد قائلاً: "الأهم من كل ذلك هو أن رؤيتنا للميتافيرس والوجود الافتراضي هي رؤية اجتماعية في جوهرها. ويعتمد الأمر على تفاعل الناس بطرقٍ جديدة، وشعورهم بالتقارب من خلال تلك الطرق الجديدة. كما يرتبط جهازنا بالنشاط وفعل الأشياء. أما على النقيض فسنجد أن كافة العروض التجريبية التي قدموها كانت لشخصٍ يجلس على الأريكة بمفرده. أعني أن هذه قد تكون رؤية مناسبة لمستقبل الحوسبة، لكنها ليست الرؤية التي أريدها".
يُذكر أن ميتا باعت ما يقدر بـ20 مليون جهاز كويست، لكنها فشلت في تحويلها إلى أجهزة للاستهلاك الجماعي حتى الآن.
بينما أقر مارك رابكين، نائب رئيس ميتا للواقع الافتراضي، بأنه حتى أولئك الذين اشتروا الأجهزة فشلوا في الحفاظ على تفاعلهم معها. وقد ورد ذلك في عرض تقديمي له أمام موظفي الشركة مؤخراً، قبل تسريب العرض لموقع The Verge.
محللون يشعرون بالتفاؤل
ورغم ارتفاع تكلفة جهاز أبل، فإن المحللين يشعرون بالتفاؤل حيال آفاق الشركة بسبب سجلها الحافل في مجال إعادة ابتكار فئات الحوسبة الجديدة.
فيما قال فرانسيسكو جيرونيمو، نائب رئيس البيانات والتحليلات لدى IDC Europe: "إن التركيز الحصري على التكلفة يتجاهل المنفعة الرئيسية. ليس المنتج مصمماً حتى تصطف الطوابير الطويلة أمام المتاجر يوم إطلاقه. بل هو منتج يخدم كمنصة لصناع المحتوى، حتى يفتحوا آفاق إبداعهم ويستغلوا الفرص الجديدة".
وأضاف جيرونيمو: "وقد قدمت شركات أخرى وعوداً لم تفِ بها سوى جزئياً، وخاصةً في مجال الألعاب والتطبيقات التجارية المحدودة، لكن أبل تُكاتِف الصناعة بالكامل، وتقدم إنجازات لا يمكن لأحد تحقيقها سوى أبل، بحسب اعتراف الأطراف الأخرى في المجال اليوم".