أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023، أن بلاده ستبدأ بنشر أسلحة نووية في يوليو/تموز 2023، فور الانتهاء من تجهيز المنشآت الخاصة بها، فيما قالت موسكو إن قتالاً كثيفاً يدور على طول الجبهة في جنوب أوكرانيا.
وقال بوتين خلال اجتماع مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بمدينة سوتشي الروسية، إن الوضع الأمني بين البلدين "مستقر"، مشيراً إلى قرب الانتهاء من إعداد المنشآت الخاصة بالأسلحة النووية.
وأضاف: "سيتم الانتهاء من إعداد المنشآت في 7 و8 يوليو/تموز، وسنبدأ فوراً الأنشطة المتعلقة بنشر أنواع الأسلحة النووية على أراضي بيلاروسيا".
وأشار إلى أن كل الاتفاقيات بين البلدين في هذه المسألة "تسير حسب ما تم التخطيط له".
وكان بوتين كشف في مارس/آذار، أن موسكو ومينسك اتفقتا على نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي بيلاروسيا.
وتحظى روسيا بدعم واسع من بيلاروسيا، في عملياتها العسكرية التي شنتها ضد أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
حرب على الجبهة الجنوبية
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه روسيا إن قتالاً كثيفاً يدور على طول الجبهة في جنوب أوكرانيا، الجمعة، فيما تحدث مدونون عن رؤيتهم لمدرعات ألمانية وأمريكية لأول مرة، في إشارة لاحتمال أن يكون الهجوم الأوكراني المضاد المتوقع منذ فترة طويلة قد بدأ.
وفي ظل غياب التغطية المستقلة تقريباً عن الخطوط الأمامية والتزام كييف الصمت التام بشأن خططها، فإنه من المستحيل تقييم ما إذا كانت أوكرانيا قد نجحت في اختراق الدفاعات الروسية لطرد القوات المحتلة.
ومن المتوقع أن يشارك في الهجوم المضاد الآلاف من القوات الأوكرانية التي تولى الغرب تدريبها وتجهيزها. وتقول روسيا، التي تجهز خطوطها الدفاعية منذ أشهر، إنها تصد هجمات منذ بداية الأسبوع. ولا تزال كييف تقول إن عمليتها الرئيسية لم تبدأ بعد.
وتحدث مدونون روس مؤيدون للحرب عن اندلاع معارك ضارية اليوم الجمعة على جبهة زابوريجيا بالقرب من مدينة أوريكيف الواقعة عند منتصف "الجسر البري"، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، والذي يعتبر أحد الأهداف الرئيسية المحتملة لأوكرانيا.
يقول بن باري، وهو زميل كبير في شؤون الحرب البرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنه إذا تأكدت التقارير الواردة من المدونين الروس عن ظهور دبابات ليوبارد ألمانية الصنع ومركبات برادلي الأمريكية المدرعة بالقرب من توكماك جنوب أوريكيف؛ فسيكون ذلك أول دليل على انضمام الألوية الأوكرانية الجديدة التي سلحها الغرب للقتال.
ولدى كييف إجمالاً 12 لواءً يتراوح قوامها بين 50 ألفاً و60 ألفاً من القوات الجاهزة للمشاركة في الهجوم المضاد. وتولى الغرب تسليح 9 من تلك الألوية وتدريبها.
وأضاف باري: "لديهم الخيار بشأن عدد ما سينشرون في البداية وعدد ما سيحتفظون به في الاحتياط تحسباً لتغير ديناميكيات المعركة"، لافتاً إلى أن أوكرانيا ستركز في البداية على محاولة إبقاء الروس في حالة من عدم التوازن، وأخذ زمام المبادرة التكتيكية من خلال الخداع والتمويه.
وتمنع أوكرانيا الصحفيين بشكل عام من تغطية أخبار الخطوط الأمامية أثناء العمليات الهجومية، وتُرجع ذلك إلى ضرورة الحفاظ على سرية الخطط.
وألقت كارثة إنسانية ضخمة بظلالها على الأيام الأولى للهجوم المضاد هذا الأسبوع بعد تدمير سد كاخوفكا على نهر دنيبرو الذي يقسم أوكرانيا.
واضطر الآلاف إلى إخلاء منازلهم التي غمرتها المياه في منطقة الحرب، كما طمرت المياه محميات طبيعية شاسعة. ومن المرجح أن يؤدي تدمير أنظمة الري إلى تقويض النشاط الزراعي في معظم أنحاء جنوب أوكرانيا لعقود. وقالت كييف إن 4 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم فيما لا يزال 13 في عداد المفقودين.
ونشرت أجهزة الأمن الأوكرانية، الجمعة، تسجيلاً لما وصفتها بأنها مكالمة هاتفية تم رصدها أكد فيها عسكري روسي لشخص آخر أن مجموعة تخريبية روسية هي التي فجرت السد. وتقول موسكو إن أوكرانيا هي التي خربته.
وتقول الدول الغربية إنها لا تزال تجمع الأدلة حول المسؤول عن انهيار السد، لكنها ترى أن أوكرانيا ليس لديها ما يبرر أن تتسبب لنفسها في مثل هذه الكارثة المدمرة، خاصة أن قواتها تستعد لهجوم.
ويمثل النهر خطاً أمامياً يفصل بين الجانبين.
في أحدث تقرير روسي من ساحة المعركة، قال الجيش إنه دمر 21 مركبة مدرعة أوكرانية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولا يمكن التحقق من تلك التقارير.
وفي تصريحات كييف القليلة عن القتال، أفادت بأنها حققت مكاسب في الشرق حول مدينة باخموت التي استولت عليها القوات الروسية الشهر الماضي، بعد نحو عام من أكثر المعارك البرية دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن أوكرانيا لم تأت فعلياً على ذكر الجبهة الجنوبية، التي يُفترض على نطاق واسع أنها محور هجومها الرئيسي، مع محاولة التقدم صوب الساحل وقطع خطوط روسيا المؤدية إلى شبه جزيرة القرم.
وأثنى الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور، الذي ألقاه على متن قطار أثناء عودته من زيارة لمنطقة الفيضانات في الجنوب، على القوات الأوكرانية، وكرر الحديث عن النجاحات في باخموت التي سبق ذكرها، لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل.
وقال: "نرصد كل التفاصيل. لكن الوقت لم يحن للحديث عنها اليوم".
وتطرقت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إلى القتال الكثيف في الشرق، وقالت إن القوات الأوكرانية صدت الهجمات الروسية.
وبالنسبة للجبهة الجنوبية، لم تقل ماليار سوى أن المعارك مستمرة من أجل السيطرة على منطقة فيليكا نوفوسيلكا، وأن القوات الروسية تقوم "بدفاع نشط" في أوريكيف.
وتشن أوكرانيا منذ أسابيع هجمات على أهداف في عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا استعداداً لهجومها، بينما تستهدف موسكو المدن الأوكرانية بصواريخ كروز وطائرات مسيرة.
وأعلنت أوكرانيا إسقاط 4 صواريخ من أصل 6 خلال الليل في أحدث الضربات الجوية الروسية.
وقالت وزارة الداخلية إن شخصاً قُتل و3 أصيبوا وإن 4 مبانٍ تدمرت جراء سقوط الحطام عليها. ونشرت صوراً على تليغرام لرجال الإطفاء وهم يتعاملون مع حطام محترق لما بدا أنها منازل سكنية.
وقالت القوات الجوية أيضاً إن صاروخين من طراز كروز أصابا هدفاً مدنياً في منطقة تشيركاسي بوسط أوكرانيا، في وقت سابق مساء أمس الخميس. وأفاد حاكم المنطقة إيهور تابوريتس بإصابة 8 على الأقل.
وقالت موسكو إن أوكرانيا قصفت مدينة فارونيش الروسية بطائرة مسيرة، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص. وتحجم كييف عن التعليق على تقارير عن هجمات داخل روسيا.