ذكر موقع NBC News الأمريكي أن هجوم الطائرات المسيرة الذي وقع في موسكو، الأسبوع الماضي، استهدف على ما يبدو منازل ضباط في الاستخبارات الروسية، لتكون أحدث قذيفة في الحملة النفسية ضد نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حرب أوكرانيا، وذلك وفقاً لمصادر عدة كانت على اطلاع بالهجمات.
كان هجوم المسيرات الذي وقع الثلاثاء 30 مايو/أيار، أول هجوم يطال منطقة سكنية في العاصمة الروسية منذ إطلاق القوات الروسية غزوها ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
فيما قال مسؤول أمريكي كبير وموظف في الكونغرس، كانا على اطلاع بالمسألة، إن المسيرات استهدفت على ما يبدو ما يُعتقد أنها مساكن لضباط الاستخبارات، وفقاً لشركة Strider Technologie، وهي شركة ناشئة مقرها ولاية يوتا متخصصة في المعلومات الاستخباراتية الاستراتيجية وتستخدم البيانات مفتوحة المصدر، فإن ما لا يقل عن بناية سكنية من البنايات التي استهدفها الهجوم كانت لها علاقة بجهاز المخابرات الخارجية الروسية (SVR).
وقال فريق المعلومات الاستخباراتية العالمية في شركة Strider إن البناية تملكها منظمة ممولة من ميزانية الدولة الروسية، ولديها عقود مع وحدة عسكرية تُعرف بأنها تمثل ستاراً للمخابرات الخارجية الروسية.
ولم يتضح ما إذا كان أي من منازل ضباط المخابرات الخارجية الروسية قد تضرر أم لا، أو ما إذا كان أي من أفراد المخابرات الروسية جُرح بسبب الهجوم.
إريك ليفيسك، مدير العمليات والمؤسس المشارك بشركة Strider Technologies، قال للموقع الأمريكي: "لم يكن هذا هجوماً عشوائياً على ضاحية ثرية.. الهجوم يصل إلى قلب عناصر الحرب النفسية بالصراع الروسي الأوكراني، التي تصل لأول مرة إلى أحياء موسكو".
سلسلة هجمات على روسيا
وجهت السلطات الروسية اللوم في هجوم المسيرات على أوكرانيا، حيث قالت عنه إنه تضمن ثماني طائرات غير مأهولة وتسبب في أضرار طفيفة لعدد من البنايات. أنكرت أوكرانيا ضلوعها في الهجوم، لكنها رحبت بالأخبار.
تجسد هذه الهجمات أحدث مثال في سلسلة من الهجمات التي نُفذت داخل الأراضي الروسية، مما أثار تساؤلات صعبة أمام إدارة بايدن، التي قالت دائماً إنها لا تريد أن ترى استخدام الأسلحة التي أمدتها واشنطن، في عمليات التخريب داخل روسيا. أعربت حكومات أخرى داعمة لأوكرانيا عن تحفظات مماثلة.
أشار متحدث باسم مجلس الأمن القومي، رداً على طلب للتعليق على الأمر، إلى بيانات عامة حديثة وردت على لسان مسؤولين في الإدارة الأمريكية، تفيد بأن الولايات المتحدة لا تدعم شن هجمات داخل روسيا.
فيما قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، خلال مقابلة مع الصحفيين الأربعاء 31 مايو/أيار: "نقلنا إلى الأوكرانيين في اتصالات خاصة، في الأسبوع الماضي تقريباً، أننا لا نريد أن نرى معدات واردة من الولايات المتحدة تُستخدم لشن هجمات داخل روسيا، وأننا لا ندعم الهجمات داخل روسيا، وأننا لن نغير سياستنا المتعلقة بعدم تمكين هذه الهجمات أو تشجيعها".
وأضاف كيربي: "كنا ثابتين تماماً في هذا الأمر. وبحسب ما قاله الرئيس نفسه، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعطانا ضمانات بأنهم يحترمون هذه الشواغل. إنهم يستوعبونها، ويقدِّرونها، ويحترمونها".
ويشار إلى أن الهجمات التي نُفذت بالمسيرات في الأسبوع الماضي داخل موسكو، جلبت الحرب في أوكرانيا إلى شوارع العاصمة الروسية، مما تسبب في إحراج لحكومة بوتين. انتقد المدونون الروس المؤيدون للحرب المسؤولين الحكوميين انتقاداً شديداً، واتهم زعيم مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، يفغيني بريغوجين، قادة الجيش الروسي لفشلهم في حماية البلاد من هجمات الطائرات غير المأهولة.
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل وقوع هجوم الأسبوع الماضي، قالت السلطات الروسية إن طائرتين مسيرتين حلقت بالقرب من الكرملين، وإن كلتا الطائرتين أُسقطت. وأوضح المسؤولون الروس أن بوتين لم يكن في المبنى حينها.