يعاني بعض الناس في العالم حالات مرضية نادرة تجعل من حالتهم مصدراً للبحث عند العلماء؛ إذ إن أغلبهم لم تُعرف بعد أسباب إصابتهم أو كيفية علاجها، كما أن من بينهم من يحاول العلماء معرفة قدرتها من أجل تطوير العلم واستخدامها في الحالات المرضية المستعصية، أو التي تكون طويلة الأمد.
امرأة ذات قدرة خارقة ومساعدة الآخرين
في أحد الأيام كانت البريطانية "جو كاميرون" تقوم بتحضير إحدى الوجبات في الفرن، لكن في تلك اللحظة كانت يدها تحترق بالحرارة إلا أنها لم تشعر بشيء حتى بدأت تشم رائحة لحم محترق، في تلك اللحظة لن تكن تعلم كاميرون أنها تعاني من حالة موجودة عند شخص واحد في العالم قبلها.
تعتبر هذه الحالة طفرة جينية نادرة تتسبب في عدم الشعور بالألم أو القلق أو الخوف، إلا أن هذه السيدة لم تكتشف إصابتها بها إلا بعد بلوغها سن 65 سنة عندما أجريت لها عملية جراحية خطيرة بدون مسكنات ألم أو أدوات تخدير بعد أن صدق الأطباء بالكاد أنها لا تحتاج لتلك المسكنات لعدم إحساسها بالألم.
حسب موقع "bbc" البريطاني، اكتشف علماء الوراثة أن لديهم طفرات جينية تمنع الشعور بالألم الطبيعي الذي يشعر به كل البشر، حسب نفس المصدر تقول السيدة "كاميرون" إن الأطباء لم يكونوا يصدقونها عندما أخبرتهم أنها لا تحتاج لعقاقير مسكنة بعد الجراحة وكانوا يعتقدون أنها تمزح.
بعدها تم تحويلها مباشرة إلى أخصائي الوراثة في انجلترا، ليقوم الأطباء بطرح بعض الأسئلة عليها حينها استرجعت بعض الذكريات وعرفت أنها لم تشعر بالألم قط في حياتها.
تقول كاميرون إنها لم تشعر بأي ألم خلال ولادتها وأن الأمر كان بالنسبة إليها غريباً بعض الشيء إلا أنها عاشت تلك اللحظة بفرح لاستقبال مولودها. حسب العلماء، ليس بإمكان "جو" تغيير أي شيء، لكنها تعتقد أن الألم شيء مهم وتقول "الألم موجود لسبب ما، هو يحذرك وأنت تطيعه".
يرى الأطباء أن فرصها في التماثل للشفاء أكثر من البشر العاديين، وذلك بسبب أن هذا المزيج الفريد من الجينات يجعلها أكثر نسياناً وأقل قلقاً.
لم تذق طعم النوم لأزيد من ثلاثة عقود
حسب موقع "skynewsarabia" حيّرت سيدة صينية العلماء بسبب عدم قدرتها على النوم لأكثر من 40 سنة، تسمى هذه السيدة "لي زانيينغ" والتي تقطن في منطقة خنان شرق الصين، والتي أكدت لوسائل الإعلام أنها لم تغلق عينيها منذ بلوغها سن 5 سنوات.
وأضاف زوج "لي" لوسائل الإعلام أن صحتها غريبة وأنها لم تنم منذ سنوات، كما تأكدت السلطات الصينية من صحة ادعاءاتهم؛ إذ قام فريق من الخبراء بالتناوب على مراقبتها من أجل التأكد من أنها لم تنم لمدة طويلة.
كذلك أكد ليو سوكوين زوج لي، أنها لا تنام، مشيراً إلى أنه منذ يوم زواجهما كانت تقوم دائماً بالأعمال المنزلية في المنزل طوال الليل، حاول زوجها في البداية مساعدتها على الشعور بالنوم؛ إذ ظنه مجرد أرق مزمن فقط عبر تقديم بعد الحبوب المنومة أو حبوب لمعالجة الأرق إلا أن كل الوسائل لم تُجد نفعاً مع السيدة لي.
طلبت لي المساعدة الطبية من بعض الأطباء لمساعدتها في تشخيص حالتها، ما دفعها إلى التوجه إلى أحد المراكز الخاصة بالمساعدة على النوم في مدينة بكين، ليقوم الأطباء في المركز بتشخيص حالتها عن كتب.
اتضح أن السيدة لي تنام لكن ليس بنفس الطريقة التي ينام بها معظم البشر، وفقاً للعلماء في مركز بكين فإن لي في الواقع تدخل في النوم ليس أثناء الاستلقاء في السرير وعيناها مغمضتان، وإنما عندما تكون تتحدث مع زوجها مثلاً؛ حيث تتباطأ حركة عيونها، وتدخل في النوم بينما لا تزال قادرة على التحدث.
أظهر جهاز مراقبة الموجات الدماغية، أن لي لا تقضي أكثر من عشر دقائق في اليوم وعيناها مغمضتان. واعتبر العلماء أن حالة لي تشبه ظاهرة المشي أثناء النوم، حيث يكون الجسد نشيطاً حتى خلال النوم.
حادث غيّر حياته إلى الأبد.. حالات مرضية غريبة
سنة 1922 كان مزارع يبلغ من العمر 29 عاماً يُدعى تشارلز أوزبورن يستعد لذبح خنزير في إحدى القرى بولاية نبراسكا الأمريكية، في تلك اللحظة حدث أمر غريب غير حياته بالكامل.
بعدما ذبح الخنزير حاول تشارلز تعليقه إلا أن بسبب ثقل وزنه سقط تشارلز أرضاً، في تلك اللحظة تعرض مباشرة إلى نوبة فواق التي ظنها في البداية أنها تستمر لبضع دقائق إلا أنه عانى منها لقرابة 40 سنة، خلال هذه الفترة حاول البحث عن علاج للحد منها.
إلا أن الحالة كانت مستعصية ولم يتمكن الأطباء من تشخيص حالته أو أسبابها، كما لم يزر تشارز طبيباً واحداً فقط، بل حاول البحث عن العلاج في مختلف المدن خوفاً من استمرار المرض لآخر عمر وهو الأمر الذي حدث بالفعل في الأخير.
وفي الثمانينيات، تمكن الطبيب تيرينس أنتوني من تشخيص حالة أوزبورن، وقال إن السبب في نوبة الفواق التي تلازمه هو تعرضه لضرر في الدماغ عند سقوطه، في الوقت الذي كان يريد فيه تعليق الخنزير، الشيء الذي أدى إلى تفجير وعاء دموي صغير في جذع دماغه.
مادامت الشمس موجودة فهم مستيقظون
بداخل مدينة كويتا الجنوبية في باكستان، يعيش كل من شعيب وأخوه عبد الرشيد وهما شابان يبلغ الأول 20 سنة والثاني 16 سنة حالة غريبة سُمّيا على إثرها بأطفال الطاقة الشمسية؛ إذ لوحظ أنهما يواجهان صعوبة في الحركة أو التحكم في جسديهما بعد غروب الشمس.
يعمل الوالد حارس أمن في إحدى الجامعات، وعندما كان ابنه عبد الرشيد يبلغ من العمر عامين نقله إلى المستشفى، ولكن لم يتم العثور على حل، فكانت أعراض عبد الرشيد بالنسبة للأطباء حالةً طبية غامضة ومرضاً غامضاً بدون تفسير.
ولكن بمجرد أن سَلّطت وسائل الإعلام الضوءَ على قضية "أطفال الطاقة الشمسية"، عرض المعهد الباكستاني للعلوم الطبية (PIMS)، الواقع في إسلام أباد، دفع تكاليف الأبحاث لمحاولة تشخيص وعلاج الطفلين.
حسب موقع "the guardian" قام الأطباء بإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد سبب الحالة، إلا أن كل البحوث لم تجد نفعاً، ليقوم الأب بوضع فرضية أن طفليه يستمدان الطاقة من الشمس إلا أن الأطباء لا يتفقون معه في هذه الفرضية.
في البداية وضع الأطباء فرضية إصابة الأطفال بمتلازمة Masthenia أو ما يسمى بمتلازمة الوهن العضلي، وهو مرض نادر يعاني منه قرابة 600 شخص حول العالم فقط، إذ يعاني المصابون به من أعصاب ضعيفة جداً تتسبب في تعب شديد بعد ساعات قليلة على الاستيقاظ.
لكن بعد بقاء الشقيقين شعيب وعبد الرشيد في جناح خاص في المستشفى، أشرف على حالتهما فريق من 27 طبيباً باكستانياً، وتم إجراء أكثر من 300 اختبار، وأرسلت نتائج تلك الاختبارات إلى 13 مؤسسة طبية دولية.
إلا أن جل التحليلات والأبحاث التي تمت عليهما لم تثبت بعد السبب الرئيسي وراء هذه الحالة التي لا تزال مجهولة إلى اليوم.