أعلنت السعودية والولايات المتحدة، الخميس 1 يونيو/حزيران 2023، تعليق محادثات جدة بين طرفي الصراع في السودان، نتيجة "الانتهاكات الجسيمة والمتكررة" لوقف إطلاق النار، وذلك بعد يوم من إعلان الجيش السوداني تعليق مشاركته في المباحثات.
حيث قالت الدولتان الراعيتان لمباحثات جدة، في بيان باسمهما نشرته السفارة الأمريكية لدى السودان عبر تويتر: "تعلن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تعليق محادثات جدة بصفتهما المسهّلتين (الرعاة)"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
انتهاكات جسيمة ومتكررة
بحسب البيان، "يأتي هذا القرار نتيجة الانتهاكات الجسيمة المتكررة لوقف إطلاق النار قصير الأمد وتمديد وقف إطلاق النار المؤخر من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع". وتابع: "أعاقت تلك الانتهاكات إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي هي هدف وقف إطلاق النار قصير الأمد".
كما أضاف البيان السعودي الأمريكي: "المسهّلون يذكّرون الطرفين بأنهما لا يزالان ملتزمين بالتزاماتهما بموجب إعلان جدة في 11 مايو (أيار الماضي)، للالتزام بحماية المدنيين في السودان وتمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام في 29 مايو/أيار".
بينما أردف البيان أن "الرعاة أبلغوا الطرفين بالخطوات التي سيتعين عليهما اتخاذها لإثبات التزامهما الجاد بمحادثات جدة، واتخاذ إجراءات بناء الثقة التي يريدان تنفيذها من قبل الطرف الآخر قبل استئناف محادثات جدة".
لكن البيان المشترك حرص على تأكيد استعداد الرياض وواشنطن لإعادة عقد محادثات جدة بمجرد أن يتخذ الطرفان "الخطوات اللازمة". وقال إنهما "على أهبة الاستعداد للعمل بجدية مع الطرفين لاستئناف محادثات جدة بمجرد اتخاذ خطوات يمكن إثباتها لتنفيذ الالتزامات لتمكين المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية".
كما بيّن أنه "على الرغم من عدم تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، فإنّ وقف إطلاق النار الأول لـ7 أيام أدى إلى بعض الانخفاض في القتال ومكّن من وصول المساعدات الإنسانية إلى نحو مليوني سوداني".
استطرد أيضاً: "مع ذلك، فقد ارتكب الطرفان انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار، وشمل ذلك احتلال منازل مدنية وشركات خاصة ومبانٍ عامة ومستشفيات".
زاد البيان: "كذلك الضربات الجوية والمدفعية والهجمات والتحركات المحظورة، وقد أثرت هذه الانتهاكات بشكل مباشر على جهود المساعدات الإنسانية".
بينما أشار إلى أنه منذ اندلاع الأعمال العدائية "أبلغت الجهات الإنسانية عن سرقة 115 مركبة ونهب 57 مستودعاً و55 مكتباً"، وأنه "خلال فترة وقف إطلاق النار مُنعت شاحنات المساعدات الإنسانية من المرور، ونُهبت المستودعات في المناطق التي يسيطر عليها الطرفان". ولفت البيان إلى أن "محادثات جدة تهدف إلى دعم جهود إقليمية وعالمية أوسع، وضمن ذلك خارطة طريق لحل الصراع في السودان".
انتقادات لطرفي النزاع في السودان
فيما اتهمت الدولتان طرفي النزاع بأنهما "يدّعيان تمثيل مصالح الشعب السوداني، لكن أفعالهما زادت من معاناته وعرّضت الوحدة الوطنية والاستقرار الإقليمي للخطر"، وفق البيان.
في السياق، قالت الخارجية السعودية: "تعرب السعودية والولايات المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء الانتهاكات الجسيمة لوقف إطلاق النار وإعلان جدة من قبل كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".
كما أوضحت في بيان، الخميس، أن "الانتهاكات أضرّت بالمدنيين والشعب السوداني، وتعوق إيصال المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات".
فيما حثت طرفي النزاع على "الالتزام، بجدية بوقف إطلاق النار ودعم الجهود الإنسانية"، أكدت الخارجية أنه "بمجرد اتضاح جدية الأطراف بالامتثال لوقف إطلاق النار فإن المسيّرين، السعودية والولايات المتحدة، مستعدان لاستئناف النقاش".
بينما أعلن الجيش السوداني، الأربعاء 31 مايو/أيار، تعليق مباحثات جدة، بسبب "عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات".
تجدر الإشارة إلى أنه في 26 مايو/أيار الماضي، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق طرفي النزاع في السودان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.
منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.