اعتبر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الخميس، 1 يونيو/حزيران 2023، أن "الحضارة الغربية تتحمّل الجزء الأكبر في مأساة الإنسان المعاصر"، مؤكداً أن إقصاء الدين والأخلاق السبب الرئيسي فيما نعانيه اليوم من أزمات.
جاء ذلك في بيان لمشيخة الأزهر، عقب لقاء الطيب الممثل السامي للأمم المتحدة لحوار الحضارات، ميجيل موراتينوس، بالمشيخة شرقي العاصمة المصرية القاهرة.
وخلال اللقاء، أكد الطيب "انفتاح الأزهر على الحوار مع كل المؤمنين بالأديان، والثقافات والحضارات"، مشدداً على أن "العالم الآن يواجه أزمة شديدة التعقيد؛ وهي أزمة إقصاء القيم الدينية والأخلاقية عن حياة الناس".
ولفت الطيب إلى أن "هذه الأزمة لا يقع صداها وتأثيرها على صانعيها ومقرري مصيرها، ولكنها ممتدة للإنسانية جمعاء شرقاً وغرباً، وهي الأساس في كل ما يتعرض له عالمنا اليوم من صراعات وحروب".
كما أضاف أن "الحضارة الغربية تتحمّل الجزء الأكبر في مأساة الإنسان المعاصر، حين سعت لإقصاء الدين وتجنيبه عن حياة الناس، وركزت على إشباع رغبات الإنسان، وتعزيز الفكر المادي".
بالإضافة إلى ذلك، أوضح الطيب أن "إنسان اليوم يعاني من نقص الطعام والدواء، وأزمة تغير المناخ، فضلاً عن الأزمات الاجتماعية التي تستهدف تدمير الأسرة ونشر العلاقات خارج إطار الزواج، وفرض ثقافات شديدة الشذوذ على عالم ومجتمعات لا تؤمن بها ولم تكن جزءاً من حضاراتها وثقافاتها".
وقال الطيب إن "العالم اليوم يستعمر بعضه بعضاً بشكل أقوى وأخطر من أشكال الاستعمار التي شهدناها في الماضي".
من جانبه، قال المسؤول الأممي، وفق بيان الأزهر، إن "العالم بحاجة إلى تعزيز التعاون وتكثيف الجهود".
وكثيراً ما أدان الأزهر الشريف سلوكيات غربية، وحمّلها مسؤولية ما يعتبره "تدميراً للأخلاق"، وكان أحدثها في 22 مايو/أيار الماضي.
ووقتها أعلن مرصد الأزهر الشريف التابع للمشيخة، تضامنه مع اللاعب المصري مصطفى محمد، بعد رفضه المشاركة بحملة ناديه "نانت" الفرنسي لدعم المثليين.
وفي مارس/آذار 2023، أكد شيخ الأزهر لوفد إعلامي فرنسي أنه لا صلة للإسلام بما يحدث باسمه – زوراً وبهتاناً – من قتل وتدمير، مشدداً على أن الإسلام لم يفرض على أحد اعتناقه أو الدخول فيه بالقوة، وإنما حثّ المسلمين على التعايش الإيجابي والتعارف، والتعامل بالحكمة والموعظة الحسنة.
ويشهد العالم حروباً وصراعات عديدة، أبرزها عربياً الحرب باليمن، وغربياً، الحرب الروسية الأوكرانية.