في كل موسم امتحانات تكثر الشكوى والملل بين الطلاب، وترتفع الأصوات في البيوت، وهذا مرده للتوتر الناتج عن الاستعدادات للامتحانات، وفي لجان الامتحانات كذلك يزداد التوتر نتيجة لعدم التنظيم الجيد، وهذه مجموعة من النصائح أسوقها إليك عزيزي الطالب، عَلَّكَ تجد فيها ما يعينك على الاستعداد الأمثل لحضور الامتحانات وتخطي عقبتها بنجاح.
وكتمهيد، أقول إن الامتحان لا يبدأ في يومه كما يظن كثير من الطلاب، بل يبدأ من بداية ليلة الامتحان؛ ولذا فإن الاستعداد يبدأ من هذه الليلة.
احرِص على ألا توبخ نفسك على عدم مذاكرة أي جزء من أي مقرر، فقط تفاءل مع بذل أكبر مجهود في استطاعتك، وادعُ الله بالتوفيق.
تناول العَشاء مبكراً، ولا تأكل سميناً، وإن استطعت أن تجعل العشاء فاكهة فقط فلا تتردد، وأَتْبِعْ ما تأكل بالشاي الأخضر إن استطعت حتى تفرغ معدتك قبل النوم.
السهر ضار في كل الأيام، ومُدَمِّر ليلة الامتحانات، نَمْ قبل العاشرة مساءً، ويعني هذا ألا تأخذ قيلولة في اليوم السابق على الامتحان حتى لا يَذِلَّكَ النومُ في هذه الليلة. وإن لم تجد في نفسك الرغبة للنوم فاجْرِ نصفَ ساعة، أو مارس رياضة منزلية شاقة لنفس الوقت، وسيغلبك النوم.
إن كنت محظوظاً وتعيش مع أسرتك فلا تضبط المنبه، واطلب منهم أن يوقظوك، فوضع المنبه بجوار الرأس كفيل بأن "يُطَيِّر" نومك. أما إن كنت تعيش بمفردك فلا تنسَ ضبط المنبه على ربع ساعة قبل الفجر، تحسباً "لزغزغة" الشيطان، ولا تنسَ وضع الهاتف على وضع الطيران.
صَلِّ الفجر (أو ادع الله إن لم تكن مسلماً)، ولا تنسَ الدعاء بالتيسير.
أَلْقِ نظرة عامة على المقرر، ولا تراجع مراجعة تفصيلية، فقد مضى وقت هذه المراجعة الدقيقة.
لو لم يكن لديك وقت كافٍ لتُنهي المقرر بالكامل فلا تتوهم أنه يمكنك أن تنهيه في هذا الوقت، فهذا كفيل برفع الضغط وزيادة التوتر. واعلم- عزيزي الطالب- بأنك في هذا الوقت المبكر نحلة تشم رحيق المعلومات ليس أكثر.
تناول إفطاراً معتبراً ثم أَتْبِعْه بشاي أو قهوة، ويا حبَّذا لو كان في الخلفية صوتٌ جميل (ليست أغاني مهرجانات بطبيعة الحال)، لا تخرج على معدة فارغة مهما حدث.
جَهِّزْ بطاقتك الشخصية وكارنيه المؤسسة التي تتعلم بها (أو أي دليل يثبت شخصيتك).
تأكد من وجود أدواتك التي يتطلبها الامتحان، ولا تنسَ البديل من كل شيء تحتاج إليه إن صغر حجمه.
لا تنسَ ساعتك، وتأكَّد من أنها تعمل، واضبطها على توقيت المدينة التي يُجرى بها الامتحان.
اشرب ماءً كافياً، لكن لا تفرط في الشرب حتى لا تضطر لدخول الحمام كثيراً أثناء الامتحان، ولا تنسَ أن تأخذ معك زجاجة مياه للامتحان.
لا تنسَ كذلك أن تأخذ معك بعض المناديل، فربما تحتاجها ولا تجدها أثناء الامتحان.
اللبس "الكاجوال" الفضفاض هو أفضل لبس للامتحانات.
الكعب العالي ينافي طبيعة الجسم البشري في أي يوم، ومن الوارد أن يسبب أزمة كبيرة في أيام الامتحانات، "مَشِّيها كوتشي".
إن كنت تأخذ دواءً بانتظام فلا تنسَ جرعتك الصباحية، حسب الطريقة المعتادة.
احسب الزمن المعتاد للوصول لمقر لجنة الامتحان، واخرج قبل نصف ساعة من الوقت المعتاد للخروج، فلا تدري ظروف المواصلات في هذا اليوم.
بالمناسبة، قد انقطعت علاقتك بكتب وملازم الامتحان في هذا الوقت، لا تنظر لأيٍّ منها في هذا الوقت.
اشغل نفسَك بأي شيء إلا الامتحان، اقرأ أي شيء لا يرتبط بالامتحان أو استمع لشيء هادئ.
خطط للمواصلات، ولو استطعت أن تستأجر عربة (تاكسي) فلا تتردد.
إنْ وصلتَ لمقر اللجنة قبل بداية الامتحان ووجدتَ زملاءَك منهمكين في المذاكرة فلا تُخالطهم أو تلُمْهم، فلكلٍّ منطقُهُ.
لا تتجهَّم، هذا يوم عادي، تَبسَّم وأَلْقِ النكات، ولا تفكر في الامتحان.
إِنْ تأخرتَ لأي سبب حافظ على هدوئك على قدر الإمكان، ولا تنسَ أن تُردد دعاءَ سيدنا يونس "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" طيلة الطريق. وعند وصولك الجنة لا تنزعج إذا تأخرت بعض الوقت عن بداية الامتحان مع زملائك، لا تغضب، وتَظَاهر بالهدوء، وتذكَّر أنَّ زملاءك ما زالوا يتفحصون الأسئلة، ومن المؤكد أنَّ "الامتحان سهل ولا يتطلب وقتاً كبيراً"، أقنِع نفسَك بهذا، حتى وإن لم يكن صحيحاً، لا تتجَّهم.
خُذْ نَفَسَاً عميقاً قبل أن تنظر في ورقة الأسئلة.
نظِّم وقتك، وابدأ بالنقاط التي تظن أنك تعرف إجابتها جيداً، فسيعطيك هذا ثقة بنفسك.
لا تظن أنك الوحيد الذي لا يعرف سؤالاً بعينه، فمن الوارد أن أغلب من يحضرون الامتحان معك يشاركونك الشعور ذاته، والمشاركة في الهم ارتياح.
إن كانت الأسئلة موضوعية (اختيار من متعدد أو صح أم خطأ)، فأجب عما تعرفه وأَجِّلْ كل ما لا تعرف، ثم "وَحِّدْ إجابتك في كل ما لا تعرف"، فهذه أضمن طريقة للحصول على أكبر عدد ممكن من الإجابات الصحيحة، أما تنويع الإجابات بشكل عشوائي فأمر مشكوك فيه، ولا يلعب فيه الحظ إلا أسوأ الحظوظ. بالنسبة لي فرقم أو حرف الحظ هو (1) أو (أ)، فيما يخص ما يقل عن سبع اختيارات، و(7) ومثيلاتها (17، 27، إلخ…) فيما أعلى.
إن صادفك سؤال مقالي ولا تعرف إجابته فحَسِّنْ لغتك واضبطها، ثم فَكِّرْ في السؤال وكأنه سؤال فلسفي، وابدأ الإجابة بما تعرف عن المقرر واربط الإجابة بمعلومات عامة تتصل بموضوع السؤال، لكن لا تسترسل في الكتابة حتى لا يرتفع ضغط مصححك. وبالطبع قد يكون هذا "هَبْداً" مستساغاً لدى بعض المصححين، الذين يجدون بعض العُذر في جودة اللغة والحبك والسبك، فيمنحون الطالب بعضَ الدرجات، ولسان حالهم يقول "لقد حاول على الأقل".
في كل الأحوال، الخط الواضح ضرورة في الامتحان، ولا أقول هنا الخط الجميل، بل الواضح الذي يمكن قراءته بقليل من المشقة. حافظ على هدوء المصحح حتى لا تندم.
اعْلَم- أعزك الله- أنك السيد في اللجنة، فإن رأيتَ الملاحظَ يتكلم بعض الوقت فاعذره، فهو في موقف لا يُحْسَد عليه، ينتظر بفارغ الصبر أن تنتهي من امتحان ليس له فيه ناقة ولا جمل، لكن إن عَلَا صوتُهُ وزاد هرجُه ومرجه فاستدعِ مراقبَ الدور واشتكِ له، لكن لا ترفع صوتَك حتى لا تفقد هدوء أعصابك.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.