قبل أربعة أشهر من إحياء إسرائيل مرور خمسين عاماً على اندلاع حرب أكتوبر 1973، التي تسميها حرب يوم الغفران، وانتكاستها فيها، أطلق جيشها أرشيفاً لأكبر وأشمل موقع إلكتروني حولها، يحتوي على عشرات آلاف الوثائق والصور ومقاطع الفيديو وتسجيلات وشهادات، بما فيها: 15301 صورة فوتوغرافية، 6085 وثيقة، 215 فيلماً، 40 تسجيلاً صوتياً، 169 خريطة، ومحاضر اجتماعات حربية، ومعطيات لجان التحقيق لنتائج الحرب، ونماذج للعمليات العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، تمت إزاحة النقاب للمرة الأولى عن بروتوكولات مداولات واجتماعات عقدتها رئيسة الحكومة مع كبار مساعديها، وتحقيقات عسكرية أجراها قادة الجيش، بجانب تقارير، بخطّ اليد، حول مجرى الحرب.
"عربي بوست" اطلع على الأرشيف الإسرائيلي ليكشف بعض الأسرار والمعلومات التي تذكر للمرة الأولى والتي يتعلق بعضها بلقاء سري بين المصري أشرف مروان ورئيس الموساد في لندن، بالإضافة لبعض المراسلات التي كشفت وجود نية لدى الجيشين المصري والسوري للقيام بالحرب.
أرشيف حرب أكتوبر.. مقتطفات حصرية
اكتسب الموقع الجديد أهميته وحظي بمتابعة إسرائيلية وإقليمية ودولية واسعة، لكشفه تفاصيل جديدة تجد طريقها للنشر لأول مرة عن الحرب، لاسيما فيما يتعلق بسير المعارك القتالية، والإخفاقات التي مني بها الجيش الإسرائيلي، والفشل الاستخباري الذي سبقها ورافقها، مما أسفر في النهاية عن خسارته للحرب أمام مصر وسوريا بعد ست سنوات على النكسة التي ألمّت بهما في حرب يونيو/حزيران 1967 التي لم تزد عن ستة أيام، واحتلت فيها اسرائيل المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية في سيناء المصرية والجولان السورية.
لكن حرب أكتوبر 73 حظيت أكثر من سواها من الحروب الإسرائيلية، بما فيها حرب 67، بقراءات تحليلية وكتابات نقدية، بسبب ما منيت به إسرائيل خلالها من هزيمة نكراء، قيل حينها إنها كادت أن تدفع رئيسة الحكومة غولدا مائير للانتحار، أو استخدام السلاح النووي ضد سوريا ومصر.
عديدة هي النقاط الرئيسية التي احتواها الأرشيف الإسرائيلي المنشور لأول مرة، على رأسها الثغرات الاستخباراتية التي سبقت وقوع القتال، واطلعت عليها لجنة التحقيق المسماة "أغرانت" من جانب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في حينه الجنرال إيلي عيزرا.
"حرب فورية"
أورد الموقع الإسرائيلي مقتطفات من يوميات العميد يوآل بن فورات قائد وحدة 8200 الاستخبارية، حول وصول برقية مشفرة لجهاز الموساد بالفعل قبل 36 ساعة من اندلاع الحرب من عميل في مصر لقبه "الحصان"، ولم يكشف عن هويته حتى اليوم، وجاءت برقيته بكلمات رمزية غامضة أهمها war imminent أي "حرب فورية".
ولم يعلم أحد بهذه البرقية التي لم يكشف عن مصدرها باستثناء ثلاثة وهم رؤساء الموساد والاستخبارات العسكرية ورئيس مكتب هيئة الأركان، فيما لم يسمع بها الثلاثة الكبار: رئيسة الوزراء، وزير الدفاع، رئيس الأركان.
لغط كبير دار حول هذه الوثيقة، خاصة مصدرها، وهل كان أشرف مروان أم عميلاً آخر، ولماذا أبقت إسرائيل على اسم مصدر هذا التحذير سرّياً حتى الآن، مع العلم أن هذه الوثيقة وفقاً لمقدمة الأرشيف كان يفترض الإفصاح عنها في العام 2063، أي بعد مرور تسعين عاماً على وقوعها، وفقاً لقوانين الرقابة العسكرية في الكشف عن الوثائق الأكثر سرية وخطورة.
لكن تمت إزاحة النقاب عن البرقية بعد مرور خمسين عاماً فقط على حرب أكتوبر، مع إبقاء التكتم حول مصدرها، فمن يكون يا ترى، وهل كان للموساد مصادر أخرى داخل مصر بجانب مروان نفسه؟ هذا ما لم يوضحه الأرشيف الإسرائيلي.
في الوقت ذاته، كشف الموقع عن محضر اجتماع جمع أقطاب أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بمن فيهم الموساد والاستخبارات العسكرية- أمان، يوم 6 أكتوبر، في ذات يوم الحرب، وجاء فيه أنه "يبدو لنا وجود تنسيق للخطوات بين مصر وسوريا، فجيشاهما جاهزان عملياً للحرب، وهما قرب الحدود الإسرائيلية بقوة غير مسبوقة حتى اليوم، وإن اتخذا قراراً على المستوى الاستراتيجي بإطلاق حرب ضد إسرائيل، فسيتمكنان من ذلك في ضوء تجهيزاتهما الحالية، دون الحاجة لتجهيزات إضافية".
وتكشف الوثائق ما عممته شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، عند الساعة 12:30 ظهراً، قبل ساعة ونصف من نشوب الحرب، من مقتطفات من معلومات استخباراتية، أشارت إلى رصد ميداني عن توجه لبدء حرب في الأمد الفوري في مصر وسوريا، دون اتخاذ قرار ببدئها، لأنهما يدركان عدم الاحتمال بنجاحهما فيها.
لقاء أشرف مروان مع مدير الموساد
لعل أهم ما كشفه الأرشيف الإسرائيلي أن رئيس جهاز الموساد تسفي زامير التقى في العاصمة البريطانية لندن مع العميل أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ومستشار خليفته أنور السادات، ليبلغه بالموعد الدقيق لبدء الحرب، بالتزامن مع ظهور انتقادات بعدم نقل هذه المعلومات حول الحرب لرئيسة الحكومة غولدا مائير، ووزير الحرب موشيه ديان، وقائد الجيش دافيد بن إليعازر.
أشرف مروان، كما يصفه الأرشيف الإسرائيلي اعتبر في حينه من الدائرة المحيطة بالسادات، فقد عمل مستشاراً مقرباً منه، وقدم للموساد الكثير من المعلومات حول استعدادات مصر لحرب أكتوبر، لكن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان إيلي زعيرا ادعى أن مروان كان عميلاً مزدوجاً، وخدع إسرائيل.
وفي عام 2007، وبعد وقت قصير من تسريب هويته كعميل للموساد، سقط من شرفة شقته في لندن، ويدعي البعض أنه تم القضاء عليه من قبل المخابرات المصرية بأوامر من الرئيس الراحل حسني مبارك.
ذات الوثائق تكشف البروتوكول الكامل للاجتماع الذي جمع أشرف مروان حامل لقب "الملاك" ومشغله "دوبي" مع رئيس الموساد تسفي زامير ليلة 5-6 أكتوبر 1973، وما تضمنه من تحذير كامل بشأن استعداد الجيشين المصري والسوري لشن هجوم على إسرائيل مساء السادس من أكتوبر 1973، وهو ما أكده في وقت سابق يوسي ميلمان كبير المحللين للشئون الأمنية في اسرائيل.
1/3 כשרות לצבור ולזכרם של אלפי הנופלים והפצועים במלחמת יום הכיפורים וכעדות לאיוולת ולאופוריה מאז ששת הימים אני מביא כאן בלעדית בשלושת הציוצים האלה את הפרוטוקול המלא של פגישת ״המלאך״ אחד משמות הצופן של אשרף מרואן ומפעילו דובי עם ראש המוסד צבי זמיר בלילה שבין 5-ל-6 לאוקטובר 73 pic.twitter.com/geVfC1js6t
— Yossi Melman (@yossi_melman) October 3, 2022
وأضافت أن "جميع الأدلة التي قدمها مروان دلّت على أن الحرب على وشك الاندلاع بالفعل، وورد فيها أن موعدها قرره السادات، وبدا أن المنظومة العسكرية بالكامل للقوات المسلحة المصرية تشير بأن الحرب على وشك أن تندلع، ويظهر اسم أشرف مروان صراحة في هذه البرقيات.
الرواية الواردة في أرشيف الجيش الإسرائيلي المفرج عنه للتوّ، تزعم أنه "في أبريل/ نيسان 1973، حذر أشرف مروان من حرب على وشك الاندلاع في ذلك الشهر، لكن إيلي زعيرا رئيس الاستخبارات الإسرائيلية، تجاهل تحذيراته.
وبعد مرور ستة أشهر تقريباً على ذلك التحذير، وفي منتصف ليلة الخميس 4 أكتوبر/تشرين الأول، وجه أشرف مروان تحذيراً حاسماً بشأن حرب مصرية وشيكة الوقوع ضد إسرائيل، ولذلك حيث طار رئيس الموساد تسفي زامير إلى لندن على الفور عشية يوم الغفران للتحدث شخصياً مع من سماه "كبير الجواسيس".
وفي اجتماعهم في لندن، سعى لفهم جوهر التحذير، فأبلغه مروان أن "هذه هي الحرب"، سأله زامير متى، فأجابه: "وقت غروب الشمس، آخر ضوء، غداً".
أما الجنرال عاموس غلبوع، فأكد أن "أشرف بات يعلم منذ 29 سبتمبر/أيلول 1973 أن الحرب أقرب من أي وقت، وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول سمع السادات يقول إننا أمام ساعات فقط لاندلاع الحرب، حتى إنه تم إرساله إلى ليبيا لمتابعة نقل القطع الحربية البحرية والجوية المصرية إلى مكان أكثر أماناً بعيداً عن الاستهداف الإسرائيلي المتوقع.
لكن أشرف مروان لم يكن عميلاً يوجه الإنذارات المباشرة لإسرائيل، فقد كان هناك جواسيس آخرون داخل مصر تلك مهمتهم، رغم أنه في الشهور التي سبقت الحرب أرسل مروان خمسة إنذارات دقيقة لإسرائيل، بأن مصر قد تطلق حرباً ضدها، لكن رسائله المتتالية أربكت الإسرائيليين.
يذكر أن فيلماً وثائقياً أطلقته شركة صناعة الأفلام نتفليكس باسم "الملاك" يستند لكتاب البروفيسور أوري بار-يوسف، يؤكد أن مروان أحد وأهم كبار الجواسيس الذين عملوا لصالح اسرائيل، حتى إن رئيس الموساد الأسبق تسافي زمير أثناء حرب أكتوبر 1973 التقى به في باريس، يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول، بعد اندلاعها بأسبوعين، بطلب من غولدا مائير رئيسة الحكومة.
كما كان مروان ضابط الاتصال مع جيمس فيز، رئيس محطة سي آي إيه في القاهرة، ونشأت بينهما علاقة في إطار جهود السادات مع وزير الخارجية هنري كيسنجر، وقد عبّر مروان لـ"فيز" في أحد لقاءاتهما عن غيرته من حسني مبارك، الذي تم تعيينه نائباً للسادات، لأنه رأى نفسه أولى بهذا المنصب.
تزعم الرواية الإسرائيلية أن مروان اتصل في الستينيات بجهاز الموساد، وقدم خدماته كمساعد، ومنحه الاسم الرمزي "الملاك"، أما الرواية المصرية فتذكر أن مروان لعب دوراً في مساعدة السادات في الحصول على السلاح، استعداداً لحرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل، واتهمت أسرته جهاز الموساد بقتله بسبب دوره في خداعه خلال الحرب، وتقديم معلومات مضللة له.
لقاء عرفات- السادات
تورد الوثائق الحصرية شهادة الملازم أول سيمان توف-بنيامين، الذي خدم خلال تلك الفترة في استخبارات القيادة الجنوبية الإسرائيلية، قائلاً في مذكرة مكتوبة بخط يده إن "التقارير الميدانية قادتنا للتقييم بأن الجيش المصري بين يومي 13 سبتمبر/أيلول و2 أكتوبر/تشرين الأول، وتحت ستار التدريبات والاعتماد على التقارير والعلامات الإرشادية، سيدير تركيز القوات للانتقال إلى عمليات عسكرية، مع وجود تحرك للدبابات البرمائية للأمام، ووصول ضباط رفيعي الرتب، يحضرون بين حين وآخر"، ومع ذلك فقد تم تجاهل هذه التحذيرات، وفقاً لما كشفته لاحقاً لجنة أغرانت للتحقيق في إخفاقات الحرب.
شهادة أخرى ترى النور للمرة الأولى تعود إلى ديفيد نحاليل، من الكتيبة 13، وتعامله مع الاجتياح السوري لبؤرة حرمون الاستيطانية. تصف شهادته عدم الاستعداد الإسرائيلي للحرب، ونتيجة لذلك سقط في المعركة العديد من الجنود القتلى والأسرى.
وأورد في شهادته التي قدمها في نوفمبر/تشرين الثاني 1973، أنه "طوال الأسبوع كلما صعدت للحراسة رأيت حشوداً للقوات في القطاع السوري، والعديد من بطاريات المدافع، وشعرت باليقظة في الجيش السوري، لكني لم أعرف هل ستندلع حرب أم لا".
شهادة لافتة ترى النور لأول مرة منسوبة إلى مصدر لم تكشف الوثائق عن هويته، تتعلق بأن "رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، ياسر عرفات، التقى في 14 سبتمبر/أيلول 1973 بالسادات، الذي أوضح له أن مصر ستشن قريباً هجوماً على إسرائيل ينتج عنه تسوية سياسية في المنطقة".
وتكشف الوثائق عن "تمرين عسكري كبير للجيش المصري كان سيُقام بين يومي الأول والسابع من أكتوبر/تشرين الأول. وفي هذا التمرين حذر ضابط المخابرات بنيامين من مشاركة جميع أفرع الجيش المصري، لكن مصدراً تم حذف اسمه أبلغ عن بدء مناورة عامة في الجيش المصري، في 20 سبتمبر/أيلول، وتستمر حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وتم التحقق من هذه المعلومات من قبل مصادر جيدة أخرى موثوقة".
حرب أكتوبر.. صدمة تامة
تسبّب اندلاع حرب أكتوبر 73 بإصابة أعلى المستويات في إسرائيل بصدمة تامة، فقد داهم عشرات من مقاتلي الكوماندوز السوريين المجمّعات العسكرية التي كانت تضم قوات من الجيش الإسرائيلي، بعضها غير مقاتل، وغير مسلح، حتى إن قائد البؤرة الاستيطانية غادي زيدوفر، من لواء غولاني، تحدث عن حالة الذعر، وهروب الجنود الإسرائيليين تحت أنوف السوريين، حتى اصطدموا بدبابات الجيش، والنتيجة أن إسرائيل فوجئت بالهجوم السوري.
يروي زيدوفر عن القذائف التي سقطت بالقرب منه، وحقيقة أن "جزءاً كبيراً من الجنود كانوا بدون أسلحة، وعن اقتحام الجنود السوريين للبؤرة الاستيطانية، وصولاً إلى المواجهة مع أطقم الدبابات الإسرائيلية، مع أن زميله الملازم تسفي آيالون نقل لقادته من خلال موقع مراقبة مطلّ على السوريين أنهم يعيشون حالة تأهب خاصة، حتى بدأت القذائف تتساقط على الموقع المدمّر، وفي هذه المرحلة تم تلقي تحذير بأن ثلاث مروحيات على متنها جنود سوريون تشق طريقها للموقع الذي تم قصفه".
وأضاف أن "الجنود الإسرائيليين الذين كانوا خائفين بدأوا يختفون في الأنفاق، مع وجود 400 متر منها تحت الأرض، على أمل أن تكون هذه الطريقة هي الخلاص، لكن الكثير من الغبار تكوّن مع مرور الوقت، فاستحالت رؤية بعضنا. وفي هذه المراحل جاءت الأخبار عن الثغرات التي اخترقها السوريون، لكن الاتصالات الداخلية انقطعت، فلم أحصل على تقرير عما يحدث على الأرض".
وتابع: "في هذه الأثناء وصل المهاجمون السوريون، وألقوا قنابل الدخان، وباتوا يحرزون تقدماً، فيما الجنود الإسرائيليون بالكاد لديهم خرطوشة، دون حزام أو قنابل أو أسلحة، لذا بعد أن أطلقوا بضع رصاصات، بدا من الممكن القضاء عليهم".
الوثائق الإسرائيلية تكشف عن تحذيرات بدأت بالتوارد إلى تل أبيب منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1973، أي قبل خمسة أيام من اندلاع حرب أكتوبر، من مصدر حذفت اسمه، جاء فيه أنه "في هذا اليوم سيبدأ تمرين كبير في قناة السويس"، وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول، أورد المصدر ذاته تحذيراً جديداً عن تجمعات كبيرة للأسلحة في المنطقة الصحراوية الشرقية من مصر.
وفي اليوم نفسه وردت معلومات عن قيام مصر بتعبئة قوارب صيد في موانئ البحر الأحمر لعمليات الكوماندوز. وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول أتت تحذيرات عن إخلاء عائلات الخبراء السوفييت الموجودة في سوريا ومصر بصورة متزامنة.
الجنرال إيلي زعيرا، قائد الاستخبارات العسكرية آنذاك، التقى بوزير الحرب موشيه ديان، وأبلغه بأنه "ليس لديه أي تفسير لإخلاء العائلات السوفييتية"، حينَها قرر رئيس الأركان دافيد بن إليعازر إعلان حالة التأهب في الجيش للمستوى "ج"، وهو أعلى مستوى قبل القتال الفعلي، وعقب طلعة تصوير جوي فوق القناة تم اكتشاف الدبابات المصرية على جميع المنحدرات، واتضح أن تشكيل المدفعية المصرية بالكامل تم حفره في المقدمة، ما دفع زعيرا للكتابة في ذلك الوقت أن "التأهب المصري للطوارئ على نطاق غير مسبوق، رغم أن هناك احتمالاً ضعيفاً للحرب".