استأنفت المملكة العربية السعودية جميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي في البحر الأحمر، وفق ما أعلنه السبت 4 أغسطس/آب 2018 وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.
وكانت السعودية أوقفت مؤقتاً في 26 يوليو/تموز الماضي شحنات النفط عبر المضيق في أعقاب هجوم نفذته جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على ناقلتي نفط سعوديتين كبيرتين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد بن عبدالعزيز الفالح، قال إن المملكة قررت استئناف نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب بدءاً من السبت.
ضمانات لحماية سفن "دول التحالف"
وأوضح الوزير السعودي أن قرار استئناف صادرات النفط عبر باب المندب، اتخذ بعد أن أكّدت قوات التحالف المشتركة، أنها اتّخذت التدابير والإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة سفن دول التحالف عبر المضيق وجنوب البحر الأحمر، "وذلك بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وبما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وقال المسؤول السعودي: "إن قرار استئناف عمليات شحن النفط عبر مضيق باب المندب جاء بعد أن اتخذت قيادة التحالف الإجراءات اللازمة لحماية سفن دول التحالف.
كما أكد "ثقته أن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده المملكة، قد اتخذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لخفض المخاطر على سفن دول التحالف التي تمر عبر مضيق باب المندب ومنطقة جنوب البحر الأحمر بالتنسيق مع المجتمع الدولي التي من شأنها ضمان استمرار إمداد العالم بالطاقة وفق أعلى المعايير والاحتياطات الأمنية".
وجاء تصريح الوزير السعودي في أعقاب البيان الأخير، الصادر عن الناطق الرسمي لقيادة قوات التحالف المشتركة في اليمن، الذي أكد أن التحالف قد أجرى تقييماً شاملاً لهجمات الميليشيات الحوثية، التي تستهدف حرية الملاحة في مضيق باب المندب، واتخذ حيالها جميع التدابير اللازمة لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر المضيق بالتنسيق مع المجتمع الدولي.
والحوثيون يُعلنون إيقاف الهجمات لأسبوعين
من جهتها أكدت شركة أرامكو السعودية استئناف شحنات النفط. وقالت أرامكو في بيان "تحرص الشركة على متابعة وتقييم الوضع الراهن بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة وموثوقية الإمدادات لعملائها".
وتمر ناقلات النفط قرب سواحل اليمن أثناء توجهها من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر قناة السويس.
وأوضحت "رويترز" أنه بعد قرار السعودية إيقاف الشحنات قال الحوثيون في 31 يوليو/تموز الماضي، إنهم سيوقفون الهجمات في البحر الأحمر لمدة أسبوعين لدعم جهود السلام.
وتقاتل قوات التحالف بقيادة السعودية الحوثيين في الحرب اليمنية منذ ثلاث سنوات. وتدخلت قوات التحالف في الحرب الأهلية في اليمن عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً متهمة إيران بإمداد الحوثيين بالصواريخ وهي مزاعم تنفيها طهران وجماعة الحوثي.
أهمية مضيق باب المندب في التجارة العالمية
وكانت المملكة العربية السعودية قد علقت، بشكلٍ مؤقت، شحناتها من النفط عبر مضيق باب المندب، وهو خط ملاحي حيوي للنفط الخام يقع عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، بعدما قالت البلاد إنَّ ناقلتي نفط تعرَّضتا لهجوم من ميليشيا الحوثي اليمنية. ويشكل المضيقان (هرمز، وباب المندب) أهمية بالغة لإمدادات النفط الخام من جهة، والتجارة العالمية من جهة أخرى؛ إذ يعد مضيق هرمز النافذة الأفضل لصادرات نفط الخليج وإيران والعراق إلى العالم.
في حين يعد مضيق باب المندب، الواقع جنوب غربي الجزيرة العربية، الخيار المفضل لحركة التجارة بين دول آسيا من جهة وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، من جهة أخرى.
و"باب المندب" هو ممر مائي ضيق يفصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. يحده من الجهة الشمالية الشرقية اليمن، ومن الجهة الجنوبية الغربية إريتريا وجيبوتي. وتُقسِّم جزيرة بريم المضيق إلى قناتين. تمر السفن الضخمة عبر القناة الغربية، وهي الأوسع والأعمق من بين الاثنتين، ويصل اتساعها عند أضيق نقطة فيها إلى نحو 25 كيلومتراً، وعمقها إلى 310 أمتار. أما القناة الأخرى الأصغر، فتقع بمحاذاة الساحل اليمني ويبلغ اتساعها 3.2 كيلومتر. وتنقسم الملاحة في "باب المندب" في اتجاهين عبر قناة داخلة وأخرى خارجة، يبلغ اتساع كل منهما 3.2 كيلومتر.
اقرأ أيضا
الحوثيون يطلقون مبادرة لوقف الهجمات في البحر الأحمر.. هل سيمر النفط بأمان من باب المندب بعد الآن؟
