تستخدم مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية، من أجل نشر إعلاناتها لتجنيد أعضاء جدد حول العالم، وذلك وسط تكبُّد المجموعة خسائر كبيرة في الحرب التي يشارك فيها مقاتلوها بأوكرانيا، بحسب ما كشف عنه تقرير لموقع Politico الأمريكي، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2022.
التقرير أشار إلى أن مجموعة المرتزقة تُوسع نطاق بحثها عن مجندين مستقبليين، وتعلن عن وجود أماكن متاحة عبر منشورات التواصل الاجتماعي التي تُترجم إلى عديد من اللغات، من ضمنها الفرنسية والفيتنامية والإسبانية.
حصلت الإعلانات التي نشرتها "فاغنر" عن الوظائف المتاحة لديها، على نحو 120 ألف مشاهدة في فيسبوك، وتويتر، خلال الأشهر العشرة الماضية.
كايل والتر، رئيس البحوث بمجموعة Logically التي تركز بحوثها على المعلومات المضللة، قال في تصريح للموقع الأمريكي، إنه "لم يستطع التأكد من أن منشورات معينة كانت نابعة مباشرة من مجموعة فاغنر، لكن الإعلانات على شبكة الإنترنت تشبه منشورات سابقة تعود لحسابات مجموعة فاغنر على تليغرام ومنصات التواصل الاجتماعي الروسية".
من جانبه، قال مسؤول حكومي غربي للموقع، إن ما لا يقل عن رقمين هاتفيين في منشورات موقع التواصل الاجتماعي "كانت مرتبطة إما بمجموعة فاغنر وإما بالاستخبارات الروسية".
تركزت إعلانات مجموعة المرتزقة على وظائف القتال وتكنولوجيا المعلومات وقيادة السيارات والوظائف الطبية، التي تتضمن الأطباء النفسيين، وكثير من الإعلانات رسمت صورة توحي بوجود وظائف سهلة بين فريق "فاغنر"، مع وعود بإجازات مدفوعة ورعاية صحية ووظائف برواتب جيدة وفرصة للعمل في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى المكافآت على النتائج.
كذلك تفاخرت المجموعة بأن رواتبها تصل إلى 240 ألف روبل روسي شهرياً، أو ما يعادل 3192 دولاراً، وفقاً لموقع Politico.
إضافة إلى ذلك، وعدت منشورات موجهة إلى المتحدثين بالفرنسية، المجندين الجدد بتلقي تأمين على الحياة والعمل مع "فريق يركز على الكفاءة والنصر"، في حين أن منشوراً تضمن دعوة لمتطوعين تتراوح أعمارهم بين 22 عاماً و25 عاماً للانضمام إلى المجموعة.
تأتي هذه الإعلانات فيما تواصل "فاغنر" مشاركتها الكبيرة في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وكانت المرتزقة قد خاضت حرب استنزاف في مدينة باخموت الأوكرانية، وساعدت في الاستيلاء عليها في شهر مايو/أيار 2023 بعد معركة استمرت لأشهر.
إلا أن هذا الانتصار جاء بتكلفة كبيرة، إذ قال زعيم مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين الملقب بـ"طباخ بوتين"، إن مجموعة المرتزقة عانت من خسائر في القوات تصل إلى 20 ألف مقاتل.